عشْر ذي الحجّة؛ موسم الخيرات والنفحات!
"الغنيمةَ الغنيمةَ بانتهاز الفُرصة، في هذه الأيام العَظيمة؛ فما منها عوضٌ، ولا لها قِيمة!
المبادرةَ المبادرةَ بالعمل؛ والعجَلَ العجَل قبل هُجوم الأجَل، قبل أن يَندم المُفرِّطُ على ما فعَل؛ قبل أن يَسأل الرجعةَ فيعمل صالحًا؛ فلا يُجاب إلى ما سَأل؛ قبل أن يَحول الموتُ بين المُؤمَّل، وبلوغ الأمَل؛ قبل أن يصيرَ المرءُ مُرتهنًا في حُفرته، بما قدَّم مِن عمَل!
ليس للميتِ في قبرِه *** فطرٌ ولا أضحَى ولا عَشْرُ
ناءٍ عن الأهل على قُربِه *** كذاك مِن مَسكنه القبرُ
يا مَن طلَع فجرُ شَيْبِه، بعد بلوغ الأربعين؛
يا مَن مَضى عليه بعد ذلك، ليالي عشرَ سنين؛ حتى بلغ الخمسين!
يا مَن هو في مُعتَرك المنايا، ما بين الستين والسبعين!
ما تنتظر بعد هذا الخبَر، إلا أن يأتيك اليقين!
يا مَن ذنوبُه بعدد الشَّفع والوتر، أما تستحي من الكِرام الكاتبين؟
أم أنت مِمَّن يُكذب بيوم الدين؟
يا مَن ظلمةُ قلبِه كالليل إذا يَسري؛
أما آن لقلبِك أن يَستنير أو يَلين؟
تَعَرَّضْ لنفحاتِ مولاك في هذا العشْر،
فإنَّ فيه لله نفحاتٍ يُصيب بها من يشاء،
فمن أصابتْهُ؛ سَعِدَ بها آخرَ الدَّهر."
ابن رجب رحمه الله، في لطائف المعارف.
- التصنيف:
- المصدر: