هُـبِّـي رياح العشْر!
هيّا اجتهِد واسجُد واقترِب، فرُبّ ذنبٍ يُغفَر، ومعصيةٍ تُمحَى، وربٍّ يتوب!
* في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات} [الحج:28]، قال ابن رجب رحمه الله، في اللطائف: "وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات؛ هي عشر ذي الحجة".
* وفي قوله تعالى: {والفجرِ وليالٍ عَشْر} [الفجر:1-2]، قال ابن عباس: "إن الليالي العَشر، التي أقسم الله بها؛ هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة، وقال الطبري: وهذا لإجماع الحُجَّة من أهل التأويل عليه" تفسير الطبري.
وقال ابن رجب رحمه الله، في اللطائف: "وأما الليالي العشر؛ فهي عشر ذي الحجة، هذا الصحيح الذي عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم، وهو الصحيح عن ابن عباس، رُوي عنه من غير وجه. والرواية عنه أنه عشر رمضان: إسنادها ضعيف".
** فائدة : قال السعدي رحمه الله، في تفسيره: "الظاهر أن المُقسَم به؛ هو المُقسَم عليه، وذلك جائزٌ مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مُهمًّا، وهو كذلك في هذا الموضع".
وذكر السّعدي سبب القسَم بالعشْر، وما لها من الفضل،فقال: "وفي أيام عشرِ ذي الحجة؛ الوقوف بعرفة، الذي يَغفر الله فيه لعباده، مغفرةً يحزن لها الشيطان، فما رُئي الشيطانُ أحقر ولا أدحَر منه؛ في يوم عرفة، لما يَرى مِن تَنزُّل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء مُعظّمة، مُستحقة لأن يُقسم الله بها".
** وأما عن سبب تنكيرها {عشْر}: قال القُرطبي رحمه الله، في تفسيره: وإنما نُكِّرت ولم تُعرَّف؛ لفضيلتها على غيرها، فلو عُرِّفت؛ لم تُستقبل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير! فنُكِّرت مِن بين ما أُقسِم به؛ للفضيلة التي ليست لغيرها".
** وهل هي أفضل، أم عشْر رمضان الأخير؟ قال ابن كثير رحمه الله، في تفسيره: "وبالجملة؛ فهذا العشر - ذو الحجة - قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، ففضلُه كثيرٌ على عشْر رمضان الأخير. وقيل: ذاك أفضل لاشتماله على ليلة القدر، وتوسَّط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل. وبهذا يجتمع شملُ الأدلة، والله أعلم".
فيا أيها المُقصّر وكلّنا ذاك:
ليالي العشْر أوقاتُ الإجابة *** فبادر رغبةً تلحق ثوابَه
ألا لا وقتَ للعمَّال فيه *** ثوابُ الخير أقربُ للإصابة
مِن أوقات الليالي العشْر حقًّا *** فشمِّر واطلبَن فيها الإنابة
المعاصي سببُ البُّعد والطَّرد، كما أن الطاعات أسبابُ القُرب والوُدّ!
فهيّا اجتهِد واسجُد واقترِب، فرُبّ ذنبٍ يُغفَر، ومعصيةٍ تُمحَى، وربٍّ يتوب!
- التصنيف:
- المصدر: