الأفغان يجيدون إطفاء جمر الاحتلال يا أوباما

منذ 2009-03-15

يبدو واضحًا أن شعار التغيير الذي رفعه أوباما لسياسته إقليمي فقط، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أما خارجها فليس من حق الشعوب المسلوبة حقوقها أن ترى تغييرًا في السياسة الأمريكية!!


سطَّر التاريخ أن الشعب الأفغاني من الشعوب الأبيَّة التي تأبى الاحتلال، وقد سطر التاريخ له دحر الإسكندر المقدوني والبريطانيين، ثم الاتحاد السوفيتي، الذي انتهى وتفكك وانهار على يد المجاهدين الأفغان الفقراء الأقوياء.

وقد اشتهرت في أفغانستان مسابقة معروفة باسم "إطفاء الجمر"، وهو عنوان واضح لطبيعة الشعب الأفغاني الذي يتميز بالصلابة والجلد عامة، وخاصة مقاتلي طالبان المنحدرين من الجنوب الأفغاني من قندهار، الذين اشتُهرت عندهم المسابقة الشعبية المشهورة، التي يُطلق عليها "إطفاء الجمر"، وهي مسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أو يتأوه، وهو مما يدل على مدى قوة الجلد عند أفرادها.

وهنا الجزء الهام الذي لم تفهمه وتستوعبه الإدارة الأمريكية في طبيعة الشعب الأفغاني، ألا وهو الجلد والصبر، وقد قوي هذا الجلد بالإيمان بالله وبالإسلام الذي يشكل عقيدة راسخة لدى الأفغان.

فقد مضت سبع سنوات على الاحتلال الأمريكي المدعوم بقوات الناتو لأفغانستان، ولم يتأوه الشعب الأفغاني من جمر الاحتلال، بل صمد وصبر وقاوم، ومع ذلك عندما أوشك جمر الاحتلال على الانطفاء يقرر أوباما إشعال جمر جديد، غير مدرك ولا مستوعب لحقائق التاريخ والواقع الأفغاني، الذي يجيد الصبر على جمر نار الاحتلال حتى ينطفئ ويرحل.

وكان لافتًا في خطاب الرئيس أوباما السياسي توجهه نحو أفغانستان بالقوة العسكرية، في الوقت الذي يقرر فيه الانسحاب العسكري المتدرج من العراق، مع بقاء قواعد عسكرية أمريكية بالعراق، وهو خطاب يعكس تناقضًا واضحًا مع شعاره السياسي المعنون بالتغيير، الذي جاء به للبيت الأسود، وهو شعار تحتوي مفراداته على دعم للديمقراطية وحقوق الإنسان، وما يتطلبه ذلك من إعطاء الشعوب حقها في تقرير مصيرها وإنهاء الاحتلال.

وبدلًا من أن يستوعب الرئيس الأمريكي تصاعد المقاومة من أجل سعيها في التحرر من الاحتلال الأمريكي الغاشم، ويعطي الأفغان حقهم في الاستقلال بإعلانه الانسحاب العسكري، قرر في 18 فبراير 2009م إرسال 17 ألف جندي أمريكي إلى أفغانستان لزيادة القوات العسكرية الأمريكية، وهو تأكيد لسياسته العسكرية تجاه أفغانستان، بالرغم أنه صرح عقب قراره قائلًا: إن الوضع في أفغانستان يبدو أنه يزداد سوءًا، وإن الحل يتطلب ما هو أكثر من مجرد القوة العسكرية.

ثم قال أوباما لمحطة تلفزيون "سي.بي.سي" في مقابلة 18 فبراير، أن "هناك الكثير من بواعث القلق بشأن صراع استمر وقتًا طويلًا الآن، ويبدو بالفعل أنه يتدهور في الوقت الحالي".

من الواضح أن تصريحات أوباما تعكس قلقًا واضحًا من هزيمة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، بمعنى عدم تحقيقها للأهداف المنشودة، وهو ما أكده كلٌ من وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" في بولندا، عقب اجتماع وزراء دفاع حلف الأطلسي، بقوله: أن القوات الأمريكية تواجه اختبارًا عسيرًا في أفغانستان، وأيضًا قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال "ماكيرنان"، قائلًا أن بلاده تواجه عامًا صعبًا في أفغانستان.

من هنا يتضح أن هناك رغبة سياسية أمريكية واضحة في تحقيق نصر عسكري سريع في أفغانستان بتغيير خريطة أفغانستان "الجيو سياسية" بالقوة، رغم المعرفة العسكرية بوجود صعوبات على الأرض، وهو نوع من العناد الذي يُفهم من خلال الرغبة الصليبية في عدم تمكين الإسلاميين من تحقيق أي نصر لهم في أفغانستان.

فالحقيقة أن المقاومة الأفغانية "طالبان" تسيطر على حوالي ثلاثة أرباع أفغانستان سيطرة شبه ميدانية، وذلك لأسباب كثيرة؛ أهمها شخصية المقاوم الأفغاني المسلم المحافظ على عقيدته التي ساعدت طالبان على إعادة تنظيم صفوفها، وقيامها بعمليات عسكرية كثيرة ومتنوعة، بخلاف رؤيتها السياسية الواضحة في رفض التفاوض مع الاحتلال أو عملائه للمشاركة في الحكم تحت قيادة عميلة للاحتلال وفي ظل الاحتلال.

وأيضًا السياسة الغاشمة العسكرية الأمريكية، ومنها الغارات الأمريكية التي تقتل المدنيين ولا تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ، وقد زادت في السنوات الأخيرة حتى وصلت عام 2008م إلى مقتل 2100 مدني أفغاني جرَّاء الغارات الأمريكية ـ بحسب الإحصاءات المعلنة فقط ـ وهو مما دفع كثيرًا من الأفغانيين لدعم طالبان، وذلك بخلاف الفساد وضياع الأمن.

ويبقى لافتًا تجاهل المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان في العالم لما يحدث في أفغانستان، التي قُتل فيها الآلاف من المدنيين المسلمين؛ نتيجة العدوان الأمريكي، وارتُكبت على أرضها أبشع انتهاكات حقوق الإنسان في سجن "باجرام" الشهير، وتم فرض حكومة ونظام عميل ضد رغبة الشعب، والعمل على تغريب هوية المجتمع الأفغاني المسلم المحافظ المشهور بتدينه.

ومن الواضح أنه توجد رغبة أمريكية صليبية في بتر الإسلام من أفغانستان بدعم ترسيخ دولة علمانية بأي ثمن، ولكن تبقى عدة تساؤلات لهؤلاء الذين يتغنون بشعارات حقوق الإنسان إذا تعلقت بغير المسلمين من النصارى وغيرهم، أما ما يتعلق بحقوق المسلمين؛ فهم صامتون.

ولكن نقول لهم:
أليس من حق الشعب الأفغاني أن يقاوم من أجل الحفاظ على هويته وأرضه وانسحاب المحتل؟

أليس من حق الشعب الأفغاني أن يقاوم ويسعى من أجل حقه في تقرير مصيره؟

أليس من حق الشعب الأفغاني أن يسعد بحقه في اختيار حر لمن يحكمه، بعيدًا عن فوهات المدافع وصواريخ الطائرات الأمريكية؟

يبدو واضحًا أن شعار التغيير الذي رفعه أوباما لسياسته إقليمي فقط، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أما خارجها فليس من حق الشعوب المسلوبة حقوقها أن ترى تغييرًا في السياسة الأمريكية.

وأخيرًا، إن تواجد أوباما وجنوده في أفغانستان، ومهما زادت أعدادهم، فهم في المكان الخطأ؛ لأنهم لا يستطيعون الصبر على جمر المقاومة الأفغانية، التي تجيد إطفاء جمر الاحتلال.

ممدوح إسماعيل محام وكاتب
[email protected]


المصدر: طريق الإسلام
  • 346
  • 0
  • 14,130
  • الكوثري حليم

      منذ
    [[أعجبني:]] حق الشعب الافغاني في المقاومة ضد الاحتلال الغاصب الصليبي الصهيوني [[لم يعجبني:]] دعوة الملعون اوباما الى ترصيخ الاحتلال ناسيا تاريخه الاسود في البلاد التي تتغنى بالدمقراطيةوالتي كانت تعامل السود اخوانه بحقارة كالحيوانات او اقل حتى من الله عليهم بحقهم ولو ناقصا اذا لماذالايترك الشعوب في حالها تقرر مصيرها بجون تدخلهم
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الامام صالح ال طالب استمعت الى خطبتك اليوم من المسجد الحرام والتى كنت تتحدث فيها عن الورع فضيله الامام ان القلب محل كل خير ومكمن كل خير فى جسد الانسان وايضا هو محل ومكمن كل شر وخبث فى جسد الانسان فان شئت ان تقول ان الانسان هذا الذى تراه امامك ان كان شيخ او عالم او دكتور او عامل او رجل او امراه عباره عن قالب من قلب فقط فهو كذالك فاليدين والرجلين والعينين والشفتين والاذنين وكل الاعضاء من منبت الراس الى اخمص القدم انما هى خادمه للقلب وتعمل وتتحرك باوامر وتعاليم من القلب فالعين ترى فتبعث ما تراه الى القلب والقلب يعطى اوامره الى الجوارح بما شاء والاذن تسمع فتبعث ما تسمعه وتتوج به مباشرتا الى القلب فيامر القلب الجوارح بما يراه وبما يامر به هو ولذالك يا امام كما قال عليه الصلاه والسلام اذا صلح صلح باقى هذا الجسد واذا فسد هذا القلب فسد هذا الجسد فان الذى يفهم والذى يعى والذى يعقل هو القلب وكذالك الذى يحزن والذى يكتئب والذى يسعد والذى يفرح هو القلب ومراد الله سبحانه وتعالى من عباده الذين خلقهم بيده ونفخ فيهم من روحه واسجد لابيهم ملائكته الكرام البرره والذى فضلهم على كثير من خلقه تفضيلا مراده سبحانه منهم قلوبهم وليس اعضائهم واطرافهم ومناظرهم واشكالهم كما جاء فى الحديث فنظر الله الى القلب وما يحويه وما بداخله اايمان ام ضلال خوف وتقوى منه سبحانه ام حب للشهوات والبحث عنها قران وعلم وفقه ام مجون وفساد وفجور رحمه ورافه بالعباد ام قسوه وغلظه عليهم فكل فعل وكل حركه تحدث من هذا الانسان انما هى خارجه ونابعه من امر مباشر من قلبه الى العضو الذى يريد منه احداث وتطبيق هذا الامر فالاذن تسمع القران فتلقى به مباشرتا الى القلب فالقلب يتاثر ويتفاعل فيامر الجلود ان تقشعر والعين تنظر الى الحرام والخبائث فتلقى بهذه المناظر الى القلب فالقلب يشتهى ويستمتع فيامر الاعضاء ان تفعل ما يامرها هو به كذالك الورع يا امام محله ومكمنه ووجوده فى القلب فلا ترى مؤمن ورع الا ويكره الدنيا ويبغضها وينفر منها الا مما احله الله له ورضى له به من الدنيا حتى هذا الحلال الذى احله الله له ياخذ منه بحذر وبالقليل وايضا لاتجد انسان يحب الدنيا ويشتهيها ويستمتع بها لا فرق عندامن حلال امن حرام ولكنه يريد الدنيا بكل ما فيها من شهوه ومتعه ارضاء لنفسه وحبا لنفسه ومتعتهاالا وتجد قلبه فارغا من الورع فانا ارى يا امام ان الورع هو الذهد فى الدنيا ولا اقول ذالك من حزن اجده فيها او هم او مرض لا يا والله يا امام فالمرض احيانا والابتلاء احيانا يكون نعمه ومنه وفضل وكرم من الله لعبده ليعرفه حقيقه الدنيا ويجعله يرى الدنيا على حقيقتها ولا يغتر بها وبزينتها فكم من حزين مهموم يتالم والله يدخر له عنده من النعيم والسعاده ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكم من سعيد مسرور يضحك بملء فيه فى دار الدنيا والله يتوعده ويدخر له من العذاب والنكال ما لا تطيقه الملائكه العظام فقد قال سبحانه وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون فكم من رحمات وبركات تتنزل على العبدمن الله وهو يراها شر وكم من لعنات وغضب ورجس تتنزل على العبد هو يراه الخير كله والنعمه كلها فضيله الامام العاقل فى هذه الدنيا والذى بلغ كمال العقل والفهم والادراك هو الذى يضع الدنيا هناك بعيد بجوار حائط وينشغل ويتفرغ ويعمل ويجتهد ويزرع للاخره ويوم ان يقف بين يدى الله ليرى الله ورسوله منه فعله وعمله وما كان يشغله فى دار الدنيا قال سبحانه وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون اما من ينشغل بالدنيا ويجتهد فيها ويبنى ويعمر ويجمع لها ويذهب هنا ويجرى هناك من اجل مال او ثروه او من اجل ان يستمتع بها طولها وعرضها ويفنى حياته كلها من اجل دنياه ثم بعد ذالك يتركها كلها بكل ما فيها ويخرج منها عرياناكان لم يكن شيئا كان فهؤلاء قال فيهم سبحانه ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون اعطاهم الله ووهب لهم القلب والعين والاذن ليجتهدوا ويزرعوا ويعملوا لدار الحق ودار المقام ولكنهم عطلوها واشغلوها بدنياهم الفانيه الزائله وهم يعلمون ذالك ويفهمون ذالك وعندهم من العبر والايات الدله على صدق كلام الله ومع ذالك لم تفقه قلوبهم ولم ترى اعينهم ولم تسمع اذنهم فاصبحوا من الغافلين وهؤلاء من شر خلق الله الذين خلقهم سبحانه فى هذه الدنيا هؤلاء الغافلين فضيله الامام ان ابو بكر وعمر بن الخطاب هما افقه هذه الامه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وافهم هذه الامه لمراد الله من دنياه ومن خلقه ومن وجود هذه البشريه فيها وهذا لمصاحبتهما الدائمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتعلم منه والتفقهه على يده فتجدهما فى سيرتمها الذاتيه ياخذان من الدنيا وما فيها مثل الذى ياخذ من ماء البحر بلمعقه شاى صغيره بكل حذر وبحساب دقيق وعلى القدر الذى يكفيهما منها ليس بغضا فيها ولا كرها فيها ولكن لعلمهمها بحقيقه الدنيا وايضا علمهما بحقيقه الاخره وما اعده الله فيها لمن يعمل لها ويجتهد من اجلهافقد قال عليه الصلاه والسلام وهما معه يسمعان له لموضع سوط احدكم فى الجنه خير من الدنيا وما فيها
  • وائل حميد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل الجرائم والكبائر ترتكب يومياً وعلى مدار الساعة في حق هذا الشعب منذ زمن بعيد جدا . و بالفعل من العجيب جدا جدا عدم سؤال أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان عما يحدث هناك !!! دائماً دماء الأفغان مستحلة لكل أحد و قتلى المسلمين هناك لا بواكى لهم حتى من المسلمين أنفسهم لا حول ولا قوة إلا بالله الرحمن الرحيم
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الامام عبد الرحمن السديس وانت يا فضيله الامام صالح ال طالب زارتنا بالامس زوجه اخى وقالت لزوجتى لقد رات فى المنام بالامس انها تؤكلنى بيدها طبق قشطه حتى اكلته كله وبعد ذالك اكلتنى فرخه محشيه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً