القراءة عمارة العقول (2)

منذ 2015-10-05

إن قراءة الكتاب ليست غاية في ذاتها، وإنما الغاية هي الوصول إلى تحصيل الفائدة والمعرفة الكامنة فيه، وليست مهمة أو عملا لابد من إنجازه بأي شكل من الأشكال، وإنما هي رحلة إن لم تصلك إلى تلك النتيجة فعليك أن تقطعها وتتجه إلى رحلة أخرى لعلك تجد بغيتك.

الدوافع الباعثة والأسباب المشجعة على القراءة والرغبة فيها:

إن الرغبة في القراءة لا يرتبط بالموروث الجيني، وإنما له علاقة بالتربية والتنشئة والبيئة المحيطة بالفرد، وأما الدافعية للقراءة Reading Motivation قد تكون داخلية وتظهر في رغبة الفرد في الاشتراك بالبرامج والأنشطة القرائية، سواء أكان للنشاط قيمة خارجية أم لا، ويتمثل ذلك في اختيار الكتب المناسبة للقراءة، ويتميز الفرد ذو الدافعية الداخلية للقراءة بالنشاط والحماس المرتفع والبحث المستمر عن الفرص المناسبة للاشتراك في برنامج قرائي معين.

للقراءة دوافع باعثة كثيرة أبرزها:

  • تجعلك تستجيب للدعوة الدينية، المتمثلة في الحث على طلب العلم من المهد إلى اللحد.
  • تحبب إليك الاطلاع، الذي هو دافع غريزي يمكن تنميته بواسطتها.
  • تخلق لك ترفيها ومتعة بالمجان، رغم أنه سيعارضني الكثير على أنه لتوفير الكتب يجب دفع ثمنها، لكن لا ننسى وجود مكتبات عامة متوفرة في أغلب المدن والتي يمكن من خلالها الاستمتاع بكثير من الكتب بالمجان في مختلف المجالات.
  • تزيد من رغبتك في التفوق والتميز، علمياً واجتماعياً واقتصادياً، بدافع البحث عن عوامل النجاح من خلال ما يكتب عن تجارب وخبرات الآخرين.
  • تهذبك وتزيد درجة تكيفك وتوافقك الاجتماعي، بحيث تجعلك تتقبل الآخر وتحترمه، فيرتقي المجتمع بذلك إلى مستوى المجتمعات المتحضرة، وتساعدك على مواجهة الأزمات بقوة الصمود وقوة المعرفة.
  • تضفي طابع الهدوء على حياتك وتمكنك من تحسين تركيزك، فالقراءة مثلا في موضوع  روحي أو متعلق بالتنمية الذاتية يمنحك المزيد من الراحة النفسية، بحيث لها آثر كبير على مزاجية القارئ. وعندما تقرأ كتابا فأنت ترحل معه إلى عالم آخر ويزداد تركيزك بحيث تندمج في تفاصيل هذا العالم إلى حد مريب.

يعتبر التشجيع على القراءة بذل لغاية الوسع على أن يقوم الفرد بالقراءة بصفة مستمرة بدافع الحب والرغبة الجامحة في الاستكشاف.

إن حب القراءة والبحث والاطلاع من أهم عوامل وأدوات اليقظة العقلية التي يأمل المفكرون في تحقيقها في حياتنا المعاصرة، ليحدث النهوض على كل المستويات وهذا الحب يفرض علينا أن نقف في صف العقل والعلم مواجهين ورافضين الخرافة وتعطيل التفكير السليم.

تتجلى أهم الأسباب التي تشجع على القراءة في كونها:

  • تمكنك من تقوية قدرتك على قراءة العقول، فهي تغرس في القارئ مهارة تسمى (نظرية العقل) وهي القدرة على قراءة وفهم أفكار ومشاعر الآخرين.
  • تخلصك من التوتر والقلق وتروح على نفسيتك، لكونها طريقة فعالة في المساعدة على ذلك، فبمجرد الانغماس بين صفحات الكتاب يمكنك الإفلات من القلق والتوتر والهروب من المخاوف والضغوط النفسية التي تفرزها الحياة اليومية، فتقضي وقتاً تستكشف فيه عالما جديدا يرسمه خيال الكاتب.
  • تبقيك حاد الذهن، فعندما تعيش حياة تملؤها القراءة فأنت تبقي دماغك صاحياً عندما تتقدم بالعمر، باعتبارها ممارسة ونشاط محفز للعقل بكونه عضو كأي عضو آخر في الجسد، وشيخوخته مرتبطة بكيفية استخدامه.
  • تساعدك على النوم بشكل أفضل، وذلك بوضع روتين يومي لإزالة التوتر قبل الذهاب للسرير لإراحة العقل وتجهيز الجسد للبدء بعملية الإغلاق وإغماض العينين.
  • تطور ذاتك وتساعدك على التخلص من الاكتئاب، عندما يضعف الفرد وينعدم تحفيز الناس له، يصبح في اعتقاده أن التغيير صعب، ولكن بالاستفادة من كتب تطوير الذات ومواقع الانترنت التفاعلية يمكن للشخص أن يخرج من هذه الحالة المرضية.

بعد ما أوردناه من أسباب ودوافع تدعونا إلى القراءة وترغبنا فيها، يتبين لنا أنه لا ينبغي على الإنسان أن يتخلى عن ركب المسافرين لعالم القراءة ورواده.

لكي يصبح المرء قارئا متعلقا بالقراءة ويمارسها ويحرص عليها باستمرار، يجب أن ترتبط القراءة في حياته بواحدة، أو أكثر، من الحاجيات الأساسية التي لا يستطيع العيش من دونها، وحينها ستصبح القراءة جزءا لا يتجزأ من حياته تلقائيا.

إن قراءة الكتاب ليست غاية في ذاتها، وإنما الغاية هي الوصول إلى تحصيل الفائدة والمعرفة الكامنة فيه، وليست مهمة أو عملا لابد من إنجازه بأي شكل من الأشكال، وإنما هي رحلة إن لم تصلك إلى تلك النتيجة فعليك أن تقطعها وتتجه إلى رحلة أخرى لعلك تجد بغيتك.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أمين أمكاح

كاتب و باحث إسلامي: كاتب مهتم بالشأن التربوي، وبالمواضيع ذات الصلة بكل ما يتعلق بتطوير الذات والبنية الفكرية. باحث في القيم والتواصل؛ متخصص في دراسة سلوك المراهق.

  • 7
  • 0
  • 12,043

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً