حرب «الخنازير»!!

منذ 2009-05-03

ما أعظم القرآن عندما يقول {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله} .....


ها هو العالم مرة أخرى لم يخرج من أزمته الاقتصادية التي أصابته بسبب (الربا)، ها هو يدخل في أزمة أخرى قد تكون أشد من أزمته الاقتصادية وذلك بسبب (الخنزير) هذا العالم الذي يعاني أيضا من الأمراض الفتاكة التي لم يستطع بما توصل إليه من علوم أن يجد العلاج لها والتي تنتشر بسبب (الزنا)!!

إنفلونزا (الخنزير) ليست كسابقتها التي أصابت الطيور، فالعدوى هنا تنتقل عبر الهواء، فبمجرد الاقتراب من الخنزير المصاب تنتقل العدوى، والأخطر من هذا كله هو احتمال انتقال الفيروس من الإنسان إلى الإنسان وهو الذي لم يحدث في حالة إنفلونزا الطيور.

حكومات العالم تعلن حالات الطوارئ، الخنازير تحصد عشرات القتلى في المكسيك والمئات في حالات الخطر، الهجوم (الخنزيري) يحصد ضحايا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويصل الهجوم إلى بريطانيا ونيوزلندا وغيرها من دول العالم، ومنظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتعلن حالة الطوارئ وتنذر جميع دول العالم من خطر فيروس إنفلونزا (الخنزير) وها نحن ندخل في أزمة عالمية جديدة.

هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها هذا الحيوان (النجس) بأمراض وبائية معدية وقاتلة للبشرية، بل هو يعتبر بيت الداء والأمراض والأوبئة بلا منافس على مر التاريخ، وكلما حاول البشر القضاء على نوع من أمراضه فإنه يستحدث نوعا آخر، وما خفي من أمراضه العضوية وربما غير العضوية أعظم مما نعلمه.

متى ينتبه العالم إلى أنه لا صلاح له ولا بقاء له إلا بدين الله الذي هو (الإسلام)، وليس هناك مخرج للعالم من كوارثه الاقتصادية والسياسية والبيئية والصحية والاجتماعية وغيرها من الكوارث إلا باتباع (الإسلام): {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.

سيقول (السفهاء) من الناس أنه لا علاقة للخنزير بهذه الأمراض، فالبقر أصيب قبله والطيور تصاب كذلك، وهؤلاء ربما لا يعلمون الفرق بين إنفلونزا الخنزير وغيره من الناحية الطبية، وهم أيضا لا يعلمون أن الشريعة الإسلامية حرمت الحيوانات التي تطعم من النجاسات والميتات وإن كانت دجاجا أو بقرا!! وقد يقر الغرب والنصارى وعقلاؤهم بأن الدين الإسلامي هو الحل للخروج من أزمات البشرية اليوم في حين أن سفهاءنا لا يقرون!!

ما أعظم القرآن عندما يقول {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله} وما أعظم عندما يصف الخنزير بالنجس، {.. أو لحم خنزير فإنه رجس..}، إن الله الذي خلق البشر عليم بما يصلحهم وما يفسدهم، فلم يحل لهم شيئا إلا كان طيبا ولم يحرم عليهم شيئا إلا وكان خبيثا، فالزنا والخمر والخنزير والميسر وسائر المحرمات لم يحرمها الله جل وعلا إلا لضررها على البشر {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} وإن كان البعض لا يعلم الأضرار الناتجة عنها، لأن {الله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ربما تتم السيطرة على هذا الوباء وربما يتحول الى كارثة إنسانية، وفي كل الأحوال يجب تحكيم شريعة الرحمن في كل شيء حتى في المأكل والمشرب {أليس الله بأحكم الحاكمين}.

إن أردنا الخير للعالم فالخير كل الخير في اتباع هذه الشريعة المحفوظة، وما ادعاء (العلمانيين) في أمتنا أن الشريعة الإسلامية لا تصلح لزماننا إلا (سفه) و(جهل) من صاحبه وإن كان يحمل أعلى الشهادات، وما العلمانية إلا قمة الجاهلية وصورتها القبيحة {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}.

شريعتنا كاملة ومحفوظة ومصونة، لا نستحي من أي حكم فيها بل نفتخر بكل أحكامها حتى إن كانت في آداب قضاء الحاجة وآداب الأكل والشرب، أو أحكام العلاقات الزوجية أو أي أدب وحكم إسلامي.

البعض كان يستغرب لماذا هذا العداء للخنزير؟! ولماذا المسلمون يكرهون هذا الحيوان، والقضية ليست كرها ولا عداء؟! وربما علم المنصفون الآن أن أضراره أكبر من منافعه وربما تثبت لنا السنوات القادمة أخطارا لم نكن مستعدين لها بسبب هذا الحيوان الذي وصفه الله بقوله {رجس}، وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال (يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية).

المصدر: طريق الإيمان

نبيل بن علي العوضي

داعية مشارك في إدارة الوعظ والثقافة في وزارة الأوقاف الكويتية

  • 52
  • 3
  • 31,880
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى الموضوع باكمله ايضا ربنا يبارك فى شيخنا الفاضل والحمد لله الذى خلقنا مسلمون
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] it is very very good
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] مقال حسن، لو كان مصحوبا بدلالات علمية، لكان أكثر إقاعا. وأكثر وصولا إلى كل الناس المسلم و غير المسلم.
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله: لا دين الا ديننا ولا رب الا الله ولا نبي الا محمد عليه الصلاة والسلام ولا كتاب ينذرناو يعلمنا من عواقب الدنيا الا (القران) الحمد لله على نعمة الاسلام شكرا للاخ نبيل على مقالته السلام عليكم
  • محمد السايس

      منذ
    [[أعجبني:]] ان الموضوع الذى طرحة الشيخ الجليل من اروع ما قراءت لانه يتناول موضوعا يدل على شىء واحد و هو عظمة دين الله وهو الاسلام
  • سلاف

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني ذكر الايات والاسددلال بها اعجبني نفس الموضوع د فعلا ان الدين كله خير ما احل الله شيئا الا كان فيه نفعنا وما حرم من شيئ الا ضرنا [[لم يعجبني:]] *****************************************************************************************************************************************************************************************************************************************************
  • مصطفى أبو السعود

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيراً على هذه المقالة الجميلة
  • rashad

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى الموضوع باكملة واحب ان اضيف ان جميع احكامنا الشرعية فى الإسلام تتماشى وتساير كل العصور والازمان ولكن الكثير منا للأسف لا يعرف الأسباب من وراء تلك الأحكام والتشريعات ولهذا فهى لنا من ظاهرها غير واضحة واحيانآ ولقلة العلم بها وباسبابها منا من يستحى من هذه الأحكام والتشريعات ولكن اذا وضحت الأسباب زال الغموض واكتشف الإنسان ان شريعتنا الإسلامية هى الأصح والأنسب لأى زمان ومكان وهذا هو ما ينقص امتنا الإسلامية فعلينا ان نجتهد فى ان نعرف اولآ اسلامنا وديننا على اكمل وجة ثم نجتهد فى ان نعرفة للعالم المحيط بنا فيما بعد فكيف يعرفونة على حقيقتة من غير تلبيس ونحن اولى الناس بة لا نعرفة [[لم يعجبني:]] الحمد لله الموضوع رائع
  • ابو حالد

      منذ
    لم يعجبني: لاشى
  • ايمان

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا التوضيح لرحمةالله بالانسان فهو ضعيف جهول لا يعلم ما يضره وما لاينفعه الا باخبار الله له عن مصلحته ولكن للاسف هو يعاند ويكابر الا من اتبع هدى الله عز وجل والحقيقة اشعر ان توافد الاحداث والكوارث على البشرية يزداد ودون هوادة فسالت نفسى ما الذى اختلف هذا الزمان عن سابقه من الازمان ليبتلى بهذه النوائب الغريبة ولم اجد الا انهم هم العلمانيين فان وجود هذه الفئة فى العالم اغضب الله غضبا شديدا ليحذر بقرب قيام الساعة لوجود هذة الشرذمة التى لا يليق بها الا انهم شرار الناس وهل هناك اشر ممن يتبنى هذه الافكار الشاذة عن طبيعة البشر وانهم لا يتعظوا ودائما ينكرون تدخل الدين فى الاحداث فانكارهم لقدرة الله وحكمته جل شانه فى الكوارث تغضب الله غضبا شدشدا وخصوصا لما يكونوا من اهل اللغة العربية ومسمون بدين الاسلام فهذا ادعى للاهلاك فهم كامثالهم من قال الله تعلى فيهم ماذا اراد الله بهذا مثلافحسبنا الله ونعم الوكيل ونسال الله العظيم ان يخلصنا من امثالهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً