لا تُعوّلوا في النصر على عدوّكم !!

منذ 2015-10-20

لا تُعوّلوا في النصر على عدوّكم !!

إن مما استَيقنته الفِطَر السويّة، وعقِلته العقول السليمة، ووعَته المدارك المستقيمة :
أن من انشغل بعدوّه ؛ قعَد .. ومن انتظر منه فرجًا ؛ هلَك !

فلا تَنشغلوا بالانقلابات الداخلية، ولا بالاضطرابات المُعلنَة داخل أروقة الجيش والشرطة والإعلام والقضاء والساسة والعملاء ... إللى آخر ما كان، وما هو كائن، وما سيكون !
ولا تُراهنوا يومًا على انشقاقاتهم المُزيَّفة، وخلافاتهم المُصطنعَة، ونظرية ( وقعوا في بعض ) !
لا تنشغلوا بنتائج الانتخابات، ولا تلتفتوا لفشلها أو نجاحها، ولا تُعيروا اهتمامًا لأحزابها ولاعبيها ( لا نور ولا ضلمة ) !
ولا تتلهَّفوا على ( اللقمة والعضمة ) التي يلقيها لكم !
فقط .. خذوا من ذلك ما أمر الله: { خُذوا حِذرَكم } .

من الآخر .. لا تُعوّلوا أبدًا على طوق نجاةٍ مُتوهَّم، بيد عدوّكم !
فهذا كلّه من التواكل لا التوكّل .. والله لا ينصر ولا يُحبّ إلا المتوكِّلين!
وما هذا منهم إلا مكر السَّيّء، ومكر الليل والنهار !
وكم كان مكرهم ذا ؛ قاصمة الظهر، وكارثة الدّهر !

إن عدوّنا لا يكترث كثيرًا لهَبَّتنا وانتفاضتنا وفَورتنا !
هو على يقين .. أن الزَّبد يذهب جُفاءً !
فجرِّبوا ألا تكونوا زبدًا !

بما في أيديكم من وعيٍ وقادة، وبما تعملون من عمل، وبما تُعدّون من قوةٍ وعُدّة، وبما تملكون به زمام أمركم، وجمْع كلمتكم وصفّكم !
لا أن تنتظروا من عدوّكم ( ورطة .. غلطة .. كَبوة .. عثْرة ) !
ثمّ يُخيّل إليكم؛ أنكم ستنقضّون عليه ساعتها فيستسلِم !!!
إن هي إلا أوهام .. وأضغاث أحلام !

وأخشَى أن يكون هذا التواكل، على فُتات موائد أعدائنا؛ داخلًا في الركون إلى الذين ظلموا، ونحن لا نشعر بذا ولا نكترث !

إذ إنه مُعينٌ لهم .. مُرسّخ لبقائهم، ونحن نحسَب أننا نُحسِن صُنعًا !!

فعَليكم أنفسكم، وانظروا ماذا تملكون وتُعدّون، ولا تطمعوا خيرًا، ولا تُأمّلوا نصرًا؛ في عثرات عدوّكم، وما يُلقيه لكم !
فنصرٌ بيد عدوّك .. خنجرٌ مسموم !
وغرسٌ ليس من كسب يدك .. حصادٌ مشؤوم !
وقصرٌ مَشيدٌ لم تضع أساسَه .. هشٌّ مهدوم !

وقد جمع هذا قولُ الله، والقولُ ما قال :
{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }.
كيف تعملون أنتم ؟!! وليس ما يَعملُه عدوُّكم !

فابذُلوا .. وتحرّكوا .. وأعدّوا .. واعملوا .. فسيَرى اللهُ عملَكم !
ثمّ يتمّ نعمتَه عليكم؛ بنصرٍ مبين .. وفتحٍ قريب !!
 

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 3
  • 0
  • 2,163

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً