الدعوة مسؤولية تتسامى على الحقوق الشخصية
منذ 2009-06-08
دورنا هو الدعوة إلى الله، هو ما أمرنا الله به، وهو الذي يجب أن نصبر له، فإننا أمة دعوة، فأنت أيها القارئ الكريم يجب أن يكون لك دور في الدعوة إلى الله....
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد؛
فبالرغم من كل ما نعانيه من تسلط وأذى يقع على المسلمين، وبرغم كل الجو المشحون والعداء الذي يحيط بنا، وكل الجحود والأذى والظلم الواقع علينا -نحن المسلمين-.
بالرغم من كل هذا فإن لنا دورًا دعويًا -أو دورًا حضاريًا- يجب ألا يغيب عن أذهاننا أبدًا مهما عانينا وطالنا الأذى، دور أمرنا الله به، وطالبنا أن نجتهد من أجله؛ لأنه إن لم نقم نحن به فلن يقوم به أحد، نحن مَن سيسأله الله -تعالى- عن ذلك الدور يوم القيامة فكيف سيكون جوابنا؟؟
هذا الدور الدعوي -أو الدور الحضاري- الذي استشعره النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم وقف أمامه -في ذلة وخضوع- صناديد قريش الذين آذوه إيذاء معنويًا وبدنيًا.
آذوه، وآذوا من معه في عقر دارهم في بداية الدعوة، ولما خرجوا فارين بدينهم طاردوهم وقاتلوهم في مهجرهم، وألـَّبوا عليهم القبائل، ومع ذلك لم ينس يومًا أنه داعية إلى الله يجب عليه أن يتغلب على مشاعره الشخصية، وأن يسمو ليبلغ دعوة الله -تعالى-، بل قد روي عنه -صلى الله عليه وسلم- قولته التي نحفظها جميعًا، والتي توقظنا جميعًا: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"، قالها ولم يرد بها إلا وجه الله -تعالى-، خرجت من قلبه فلامست شغاف القلوب، وأذهب الله بها عُبِّيَّةَ الجاهلية، وشَفـَى بها نفوسًا مريضة، وبصَّر بها قلوبًا عمياء؛ فأسلم من شاء الله -تعالى-، وشفاهم الله -تعالى- من غيهم فلم يذهبوا، بل بقوا للدين ناصرين، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حافظين، ومنه مقتبسين.
دورنا هو الدعوة إلى الله، هو ما أمرنا الله به، وهو الذي يجب أن نصبر له، فإننا أمة دعوة، فأنت أيها القارئ الكريم يجب أن يكون لك دور في الدعوة إلى الله.
لقد ورد الأمر بالدعوة لكل المسلمين من أتباع النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، الذين يعبأون بأمره ويهمهم شأنه، وينتهجون نهجه، فكل من له حظ من الدعوة فقد استكمل هذا الاتباع، وكل من حرم نفسه من تلك الدعوة فهو المحروم على الحقيقة، ولنتأمل أن صيغ الأمر بالدعوة جاءت بفعل الأمر وهو يفيد -بكل وضوح- وجوب هذا العمل في حق كل قادر عليه.
وبما أننا ندرك أن الأمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أمر للأمة فإن كل ما ورد في القرآن من حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الدعوة والتبليغ فإن الأمة داخلة فيه أيضًا.
لقد بيـَّن القرآن أن الدعوة تجد عداء ممن يجهل أمرها، وتَحُفها المتاعب؛ فجاء الأمر بها مقرونـًا بالتنبيه على ذلك، وبالأمر بالصبر والتحمل؛ قال -تعالى-: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ} [الحج: 67].
فقوله -تعالى-: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ}، وقوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} هو بيان لحال بعض أهل الجدل مع الدعوة.
ويأتي الأمر بالدعوة بعد التصبير بتوقع ما سيجادلون به؛ ليكون ذلك من الأدلة على وجوب الصبر على الداعية حتى وإن وجد عنتـًا، وهو ما صاغته آيات أخرى ببيان وجوب التحمل والجدال بالحسنى فقال -سبحانه-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
وقال -عز وجل-: {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [القصص: 87]، وفي تلك الآية تحذير من أن المستجيب لصد المشركين عن سبيل الله والذي لا يواجه ذلك الصد بالدعوة قد يقع في الشرك، والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- والمراد غيره كما قال أهل العلم (انظر تفسير القرطبي 8/388).
فهذه أدلة على وجوب الدعوة مع بيانها لبعض الآداب والمصاعب.
ومن أدلة الوجوب أيضًا ما بيـَّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن على كل مسلم واجب البلاغ عنه، ولو بأن يبلغ آية؛ فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [رواه البخاري]، وهذا دليل على أهمية الدعوة من جهة، وعلى أن الداعي إلى الله يجب ألا يتخرص أو يتألى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يبلغ شيئًا يجهله، وهذا تحذير أيضًا للدعاة ألا يأخذهم الحماس أو الحمية للدعوة فيحلون الحرام أو يحرمون الحلال، أو يتكلموا بغير علم فيكون علمهم وبالاً عليهم.
وجاء الأمر بالبلاغ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعم الخير البشرية، وتأمل معي ذلك الحديث عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم النحر: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» [متفق عليه].
ففيه الأمر بالبلاغ للحاضر إلى الغائب، وذلك أمر لعموم الأمة إلى قيام للساعة لتبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث لا يعدم من الناس من يكون غائبًا، أو ربما غافلاً فيكون كالغائب، وكم من مغيب مثل الكفار يحتاجون إلى بيان وتذكير فمن بظنك سيذكرهم ويبين لهم؟ أليس نحن؟!
وهذا الجهد يحتاج إلى حكمة، وصبر، وجهد وجهاد، وإدراك لمواطن الضعف البشري، وللفروق الفردية بين الناس، وهذا نلمسه من الحديث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة -رضي الله عنه- أخبره أن أعرابيًا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به؛ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ أَوْ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري]، فبيَّن بذلك أيضًا أهمية الحكمة والتيسير والبعد عن التشديد والتنفير.
وكم من أعرابي -معنويًا- بوّال على عقبيه، يقيء أفكارًا، وينجس عقولاً، ومع ذلك فإننا يجب علينا أن نرفق به لوجه الله -تعالى-، ولنبلغه دعوة الله عسى أن يهديه ربه، وما ذلك على الله بعزيز.
فهلم نصبر على دعوتنا، ونمد أيدينا إلى أعدائنا؛ لعل سمونا على جراحنا وطيب سلوكنا ينقذ منهم من كان في قلبه خير، بدلاً من البكاء والشكوى، فلنقم بدور إيجابي مهما طال بنا فهو سبيل الرسل، فلندع إلى الله ولنقم لهذا الدين، ولنذود عنه بألسنتنا وعملنا، كما يذود عنه المجاهدون بدمائهم وأرواحهم.
كتبه/ ياسر عبد التواب
فبالرغم من كل ما نعانيه من تسلط وأذى يقع على المسلمين، وبرغم كل الجو المشحون والعداء الذي يحيط بنا، وكل الجحود والأذى والظلم الواقع علينا -نحن المسلمين-.
بالرغم من كل هذا فإن لنا دورًا دعويًا -أو دورًا حضاريًا- يجب ألا يغيب عن أذهاننا أبدًا مهما عانينا وطالنا الأذى، دور أمرنا الله به، وطالبنا أن نجتهد من أجله؛ لأنه إن لم نقم نحن به فلن يقوم به أحد، نحن مَن سيسأله الله -تعالى- عن ذلك الدور يوم القيامة فكيف سيكون جوابنا؟؟
هذا الدور الدعوي -أو الدور الحضاري- الذي استشعره النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم وقف أمامه -في ذلة وخضوع- صناديد قريش الذين آذوه إيذاء معنويًا وبدنيًا.
آذوه، وآذوا من معه في عقر دارهم في بداية الدعوة، ولما خرجوا فارين بدينهم طاردوهم وقاتلوهم في مهجرهم، وألـَّبوا عليهم القبائل، ومع ذلك لم ينس يومًا أنه داعية إلى الله يجب عليه أن يتغلب على مشاعره الشخصية، وأن يسمو ليبلغ دعوة الله -تعالى-، بل قد روي عنه -صلى الله عليه وسلم- قولته التي نحفظها جميعًا، والتي توقظنا جميعًا: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"، قالها ولم يرد بها إلا وجه الله -تعالى-، خرجت من قلبه فلامست شغاف القلوب، وأذهب الله بها عُبِّيَّةَ الجاهلية، وشَفـَى بها نفوسًا مريضة، وبصَّر بها قلوبًا عمياء؛ فأسلم من شاء الله -تعالى-، وشفاهم الله -تعالى- من غيهم فلم يذهبوا، بل بقوا للدين ناصرين، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حافظين، ومنه مقتبسين.
دورنا هو الدعوة إلى الله، هو ما أمرنا الله به، وهو الذي يجب أن نصبر له، فإننا أمة دعوة، فأنت أيها القارئ الكريم يجب أن يكون لك دور في الدعوة إلى الله.
لقد ورد الأمر بالدعوة لكل المسلمين من أتباع النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، الذين يعبأون بأمره ويهمهم شأنه، وينتهجون نهجه، فكل من له حظ من الدعوة فقد استكمل هذا الاتباع، وكل من حرم نفسه من تلك الدعوة فهو المحروم على الحقيقة، ولنتأمل أن صيغ الأمر بالدعوة جاءت بفعل الأمر وهو يفيد -بكل وضوح- وجوب هذا العمل في حق كل قادر عليه.
وبما أننا ندرك أن الأمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أمر للأمة فإن كل ما ورد في القرآن من حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الدعوة والتبليغ فإن الأمة داخلة فيه أيضًا.
لقد بيـَّن القرآن أن الدعوة تجد عداء ممن يجهل أمرها، وتَحُفها المتاعب؛ فجاء الأمر بها مقرونـًا بالتنبيه على ذلك، وبالأمر بالصبر والتحمل؛ قال -تعالى-: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ} [الحج: 67].
فقوله -تعالى-: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ}، وقوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} هو بيان لحال بعض أهل الجدل مع الدعوة.
ويأتي الأمر بالدعوة بعد التصبير بتوقع ما سيجادلون به؛ ليكون ذلك من الأدلة على وجوب الصبر على الداعية حتى وإن وجد عنتـًا، وهو ما صاغته آيات أخرى ببيان وجوب التحمل والجدال بالحسنى فقال -سبحانه-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
وقال -عز وجل-: {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [القصص: 87]، وفي تلك الآية تحذير من أن المستجيب لصد المشركين عن سبيل الله والذي لا يواجه ذلك الصد بالدعوة قد يقع في الشرك، والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- والمراد غيره كما قال أهل العلم (انظر تفسير القرطبي 8/388).
فهذه أدلة على وجوب الدعوة مع بيانها لبعض الآداب والمصاعب.
ومن أدلة الوجوب أيضًا ما بيـَّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن على كل مسلم واجب البلاغ عنه، ولو بأن يبلغ آية؛ فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [رواه البخاري]، وهذا دليل على أهمية الدعوة من جهة، وعلى أن الداعي إلى الله يجب ألا يتخرص أو يتألى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يبلغ شيئًا يجهله، وهذا تحذير أيضًا للدعاة ألا يأخذهم الحماس أو الحمية للدعوة فيحلون الحرام أو يحرمون الحلال، أو يتكلموا بغير علم فيكون علمهم وبالاً عليهم.
وجاء الأمر بالبلاغ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعم الخير البشرية، وتأمل معي ذلك الحديث عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم النحر: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» [متفق عليه].
ففيه الأمر بالبلاغ للحاضر إلى الغائب، وذلك أمر لعموم الأمة إلى قيام للساعة لتبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث لا يعدم من الناس من يكون غائبًا، أو ربما غافلاً فيكون كالغائب، وكم من مغيب مثل الكفار يحتاجون إلى بيان وتذكير فمن بظنك سيذكرهم ويبين لهم؟ أليس نحن؟!
وهذا الجهد يحتاج إلى حكمة، وصبر، وجهد وجهاد، وإدراك لمواطن الضعف البشري، وللفروق الفردية بين الناس، وهذا نلمسه من الحديث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة -رضي الله عنه- أخبره أن أعرابيًا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به؛ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ أَوْ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري]، فبيَّن بذلك أيضًا أهمية الحكمة والتيسير والبعد عن التشديد والتنفير.
وكم من أعرابي -معنويًا- بوّال على عقبيه، يقيء أفكارًا، وينجس عقولاً، ومع ذلك فإننا يجب علينا أن نرفق به لوجه الله -تعالى-، ولنبلغه دعوة الله عسى أن يهديه ربه، وما ذلك على الله بعزيز.
فهلم نصبر على دعوتنا، ونمد أيدينا إلى أعدائنا؛ لعل سمونا على جراحنا وطيب سلوكنا ينقذ منهم من كان في قلبه خير، بدلاً من البكاء والشكوى، فلنقم بدور إيجابي مهما طال بنا فهو سبيل الرسل، فلندع إلى الله ولنقم لهذا الدين، ولنذود عنه بألسنتنا وعملنا، كما يذود عنه المجاهدون بدمائهم وأرواحهم.
كتبه/ ياسر عبد التواب
المصدر: صوت السلف
- التصنيف:
الشافعى احمد
منذ