الإيغور.. والصمت المذعور!!

منذ 2009-07-14

"ألغوا تعاليم القرآن" كان هذا شعار الثورة الصينية منذ عشرات السنين وهم يقومون بذلك حتى اليوم.. ومما زاد من وطأة هذا كله محاربة الدِّين تحت مسمّى مكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر..


"أمّتي.. يا ويح قلبي ما دهاكِ؟!، داركِ الميمون أضحى كالمقابر!!، كل جزءٍ منك بحر من دماء!! كل جزءٍ منك مهدوم المنابر!"

تُضرَم النيران في المساجد.. وتُقتَّل نساؤنا التركستانيات وتُعلّق رؤوسهنّ في الجامعة وتُلقى جثثهنّ الطاهرة "عارية" في الطرقات ويُذبح الايغوريون بالسلاح الأبيض وتُزهق أرواحهم بضربات الهراوات والقضبان الحديدية والجنازير المعدنية والسواطير!!

وتُغلَق المساجد" إذهب وصلِّ في بيتك"!!، فرمانٌ صادرٌ عن قِوى الكفر الشيوعي متزامناً ومتوافِقاً مع فرمانات مماثلة لحلفائه الكفار في مختلف بقاع الأرض!!

والعالم صمتٌ مذعور!!

الصينيون "الهان" يهينون المسلمين.. ويصيحون "اقتلوا الايغور!!، الاسلام هو من ربّى هؤلاء الخنازير"،
والمسلمون صمتٌ مذعور!!

مشغولون بما أهمّهم: هل مات "مايكل جاكسون" على الإيمان أم على الكفر؟!، وهل "أحمدي نجاد" زوّر الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟، وهل وهل؟

جيشٌ متطرف.. وحكمٌ شيوعي.. وإعلام مضلِّل.. وخزيٌ عربي .. كلهم تكالبوا على الإيغور المسلمين في تركستان الشرقية المسلمة!!

بتنا ننتظر ميركل وأوروبا "والقلقون" من الغربيين "والآسفون" على الضحايا "والمتعاطفون" مع عائلات القتلى لتتحرك من أجل الأقليات في الصين!!

ونحن.. صمتٌ مذعور!!

"الاتحاد الاوروبي يدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس ويطالب بإيجاد نهاية سلمية للوضع، مطالباً أيضاً باحترام حقوق المعتقلين." ونسي أن يطالب باحترام حقوق الصامتين كي لا ينزعجوا!

ألا يوجد غير الأتراك كأحفاد للخلافة؟!؟، جمعهم مع الإيغور الأصل العرقي وتشاركوا معهم أيضاً في قول الحبيب "جسد واحد" فهبّوا لنصرتهم وكذا أهل العزة فاعلون!!

هان ديننا علينا فهُنّا!!

جريمة المصنع التي أدت إلى التظاهرة الاحتجاجية على صمت الحكومة وعدم إجراء التحقيقات اللازمة بشأنها ليست هي السبب الأساس والجوهري لما يلاقيه الإيغور الآن.. وإنما هو كبتٌ وظلمٌ وحرمانٌ ومعاناةٌ وتمييز عنصري مقيت وقمعٌ واضطهادٌ دينيّ وتطهير عرقي وتذويب للهوية الاسلامية وسيفٌ مسلّطٌ على كل من هو اسلامي.. هذا هو ما دفعهم إلى الاحتجاج!!

في يوم واحد مئاتٌ استشهدوا وآلافٌ جُرِحوا بأيدي الجيش الذي يجب أن يحميهم من الأعداء فبات العدو الرئيس!!

الايغور أصحاب الأرض الأصليين يُضطهدون بسبب عرقهم ودينهم؛ فالشيوعيون لا يريدون أن تقوم لهم قائمة وما يحدث لا يعدو عن كونه ممارسات قمعية لتحطيم هؤلاء المسلمين.. فمنعوهم من ممارسة شعائر الدين ومن الدعوة ومن إنشاء المدارس الإسلامية ومن الحجاب!!.. ومن تعلّم الدين الحنيف بل أكثر من ذلك فإنهم يعتبرون من يتعلّم الدين مجرم يجب محاكمته! فاعتقلت العلماء وحكمت على بعضهم بالإعدام او بالسجن المؤبّد.. وأتلفت نسخاً من المصاحف وصادرت كتب التفسير والعلوم الشرعية!!

حججٌ وأكاذيب يُلبِسونها رداء الحقيقة: انفصاليون ومتطرفون وارهابيون! والحقيقة أنهم: مسلمون!!

فلسطينُ أرضٌ محتلة من قِبَل اليهود.. وتركستان الشرقية أرضٌ محتلة من قِبَل الشيوعيين!!

مستوطنات في فلسطين.. ومشاريع توطين الصينيين بدلاً من الايغور في تركستان المسلمة..

مصادرة أراضٍ هنا.. وسيطرة على أراضٍ وهناك!!

وافدون يستولون على الأرض في فلسطين.. ووافدون صينيون يستولون على الأرض في تركستان!!

أطماعٌ صهيونية في الأرض الخصبة والماء في فلسطين.. وأطماعٌ شيوعية في البترول والمعادن الطبيعية في تركستان!!

صورة المرأة العجوز هي نفسها: تلك تشبّثت بزيتونة فلسطينية وعانقاتها كأنما تعانق الحياة وهذه تقف في وجه الترسانة الصينية ولا تملك إلا أن تواجههم بصدرها العازل!!

"ألغوا تعاليم القرآن" كان هذا شعار الثورة الصينية منذ عشرات السنين وهم يقومون بذلك حتى اليوم.. ومما زاد من وطأة هذا كله محاربة الدِّين تحت مسمّى مكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر..

سيناريو واحد في كل بقعة يواجه فيها المسلمون مصيرهم لأنهم فقط ينتمون إلى دين لا يريدون الانسلاخ عنه.. ويبقى العالم تجاه هذه الحوادث الأليمة: صمتٌ مذعور!!

ولئن كانت فلسطين القضية الجوهرية للأمّة الاسلامية والتي يجب نصرتها بكل قوة فإن أيّة أرض اسلامية كذلك مهانة ومحتلة يجب نصرة قضيتها بكل وسيلة!!

ملّةٌ للكفر واحدة.. وسِمةٌ للصمت كافرة!!

تحالف الاحتلال الصيني والروسي على الثورة المسلمة في تركستان المسلمة مراراً واستعمروها وكلما ثارت لتنال استقلالها أعادوها تحت كنف العباءة الشيوعية وقد أسموها: شينجيانغ أي "المستعمرة الجديدة".. فمتى يتحالف المسلمون جميعاً -ولو بالاهتمام فقط والتنديد - لنصرة اخوانهم هناك؟!

سيدنا عثمان بن عفان.. وسيدنا الحكم بن عمرو الغفاري.. وعبد الملك بن مروان.. وقتيبة بن مسلم الباهلي.. وعبد الكريم ستاتورك.. معذرة إليكم.. فقد أضعنا فتحكم بصمتٍ مريب!!

الأحداث الدموية في تركستان الشرقية.. ومقتل الدكتورة مروة الشربيني.. والحرب على النقاب.. ألا يعطي كل هذا رسالة واضحة للمسلمين؟!؟، التمييز العنصري هو الدافع في أغلب هذه الحالات والصمت المقيت هو الرد في أغلب الحالات!!

لا ننتظر من الحكام شعوراً يحرّكهم لا سمح الله.. ولكن على الأقل ليحذوا حذو أرباب الديمقراطية المزعومة وليطالبوا بوقف العنف وضبط النفس!!

الله عز وجل سخّر جنوده وضرب زلزال جنوبي الصين فقتل وشرّد.. فأين ثأرنا لإخواننا وتسخيرنا لطاقاتنا في سبيل نصرتهم هناك..

وأقل القليل:

- مقاطعة البضائع الصينية وقد بدأت مجموعات في الفايسبوك والمواقع بالدعوة إلى هذا الأمر بقوة (أرقام الكود بار الموجودة على المنتوجات الصينية هي 690 و 692).

- نشر أخبار الإيغور وما يتعرضون له بكل الطرق المتاحة في الشبكة الرقمية وعلى الأرض.

- التعريف التاريخي والجغرافي والديموغرافي لتركستان.

- حث الإعلاميين في أي موقع كانوا (فضائيات وإذاعات وجرائد..إلخ) على التركيز على قضية تركستان الشرقية.

- تسيير مظاهرات لنصرة تركستان وهذه الخطوة بحد ذاتها تلقي الضوء على القضية بدلاً من تهميشها.

- قرن قضية تركستان بقضية غزة فالحصار واحد وملة الكفر واحدة.

- حث الدول عبر الضغوط الشعبية على قطع العلاقات -خاصة الاقتصادية والتجارية- مع الصين حتى تُسوّى أمور المسلمين.

- الإلحاح على الله جل وعلا بالدعاء أن يفرِّج كرب إخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان.

- الإكثار من الاستغفار فهو مفتاح تفريج الكرب والإنابة إلى الله تعالى والتوبة من كل ذنب.

- حث خطباء المساجد والكتّاب والعلماء على إثارة القضية وتعبئة الناس نفسياً.

- حث رجال الأعمال على إنشاء المصانع للبدء بعملية الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الغرب والشرق في أدنى استهلاكاتنا اليومية.

- الدعوة إلى نبذ الخلافات بأي اتجاه كانت والعمل على توحيد قلب الأمة والالتفاف حول آلام تجمع وليس تفاصيل تفرِّق.

- التذكّر دائماً أن الدماء التي تسيل هناك هي دماء مسلمة وأن الجثث المصفوفة على الطرقات هي لإخواننا ولو سكتنا فقد تكون في القريب جثثنا نحن! لعل هذا يحرّك مكامن نخوة معتصم..

وأُنهي بحديث الحبيب عليه الصلاة والسلام لنعلم أين مكمن الخلل ونسعى لإصلاحه إذ يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟"، قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن». فقال قائل: "يا رسول الله، وما الوهن؟"، قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» [رواه أبو داود وصححه الألباني].




سحر المصري (المصريون): بتاريخ 12 - 7 - 2009




المصدر: المصريون
  • 5
  • 2
  • 8,947
  • أبو العباس

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمان الرحيم والله ان هذا ليدمي القلب فيا امة الإسلام افيقي من السبات فتاكفر ماة واحدة وقد اجمعوا امرهم على الاسلام فمتى نجمع كلمتنا على لا الاه الى الله محمد رسول الله ومتى يكون لنا هبت كما كانت لأجدادنا الأولين. وأشكر الاخوان في الموقع عاى سهرخم على افادنا بكل ما يحدث في بلاد المسلمين [[لم يعجبني:]] سكوت الأمة
  • حسن رجب

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم، جزاك الله خيرا أختاه وأدام الله عليك العزة وزادك علما وفقهًا. نعم أختي لدى المسلمين اليوم- المسلمين الفرادا لا نقول الحكومات فنحن لا ننتظر منهم شيئاأمرهم إلى الله وحسبنا الله ونعم الوكيل- فمن أسلحة المسلم المعاصر: 1- الدعاء إلى الله بإخلاص وهذا والذي لا إله غيره سلاح لا مثل له. 2- سلاح المقاطعة ضد البضائع وهذا سلاح من الأسلحة القوية ضدالمتجبرين. 3- الدعوة إلى الله بتعلمي المسلمين تاريخ هذه البلاد ودخول الإسلام فيهاوما آل إليه حال المسلمين فيها اليوم من التشرد والمحاربة والقتل والسلب، وحرمان التعليم حتى قراءة القرآن وتعليمه فقد حدث أحد المشايخ حفظه الله من زمن في شريط له أنه التقى بطلبة علم من الصين فقالوا له نحن نتعلم القرآن في سراديب تحت الأرض (لا حول ولا قوة إلا بالله). 4- تربية أبنائنا لا أقول على الولاء والبراء المبدأ العظيم من مبادئ العقيدة الإسلامية والتي جعلت المسلمين كلهم أينما وجدوا وحيثما حلوا أخوة (لا أعني ما يحدث الأن يقول الواحد يا أخي والأخ فلان، وهم كاذبون في الأغلب لأن الأخوة شيء آخر ليست كلمة وإنما هي مفهوم ضخم يترتب عليه أمور أعظم من العمل والسعي وفي سيرة الصحابة أدق تفصيل لهذه الأخوة) نعم أخوة متحابين كالجسد الواحد، وإنما ندعوا إلى تربية ابنائنا على العقيدة الإسلامية ككل وغرس شجرة الإخلاص والتوحيد وحب المسلمين، والصبر والحب السعي في سبيل الله، وحب الجهاد في سبيل الله، وتربيتهم على الإيجابية بكل معاني الإيجابية وترك السلبية(وكم من أمور سلبية تربينا عليها). 5 - العمل الدؤوب منا جميعًا كل في بيته وفي عمله على إصلاح أخلاقه بين أصدقائه وإصلاح نفسه حتى يكون قدوة لهم، وحتى يتسنى لهم أن يأخذوا منه وهم واثقون أنه إذا قال فعل، وإذا اغتم لأمر المسلمين لم يكن انفعال وقتي ولكن سعي إيجابي لنصرة إخوانه الذين هم عنده كنفسه. ولولا ضيق المقال لأفضنا في المقال، ولكن نسأل الله أن يعيننا على أن نكون أول من يعمل بما يقول من الخير، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم إنه جواد كريم. وجزا الله خيرا الأخت وجعله في ميزانها دافعا عنها يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً