حازم والتميز اﻹسلامى
العالم كله فى صراع عقدي واﻷحداث تقترب بصراعات عقدية والعجيب الغريب أن البعض يريد نصرا بتنحية أو مواربة العقيدة اﻹسلامية؛ إن تنصروا الله ينصركم؛ قاعدة ربانية فى القيادة والسياسة والجهاد.
بعد 25 يناير كانت توجد حالة ترقب داخل الشعب المسلم فى مصر من يحمل راية اﻹسلام الواضحة؟
نظرت الجماهير الى جموع الحالة السلفية تترقب فالإخوان مواقفهم معروفة ونظر قطاع إلى الجماعة الإسلامية ولكنهما لم يحققا الطموح.
وفى ظل تلك الحالة ازداد ظهور حازم بتميز واضح فى حمل راية الإسلام بدون تمييع وﻻتضييع للهوية وﻻفتح حرب مع الخصوم وجاهد بالكلمة فى كل قناة فضائية يعيد خطاب التميز واﻻعتزار بالإسلام للصدارة فتجمعت حوله جماهير هادرة تمثل كل اﻷطياف فاشتد قلق العسكر منه فاستخدموا رموزا وجماعات ضد ظاهرة أبو إسماعيل فازداد الالتفاف حول حازم.
فأخرج العسكر لعبة جنسية والدته لابعاده عن سباق الرئاسة الذى كان حازم فائزا به ﻻمحالة؛ وتواطأ مع العسكر رموز وجماعات على أساس رؤية ضيقة مصلحية نفعية خاصة لعب بها العسكر فى عقولهم؛ أن خطاب حازم خطير وأن الغرب قلق من الإسلام وأن فوز حازم سيتسبب فى مشاكل لمصر؛ وتقدم الإخوان لسباق الرئاسة على أرضية إسلامية زرعها حازم؛ فكانت اﻷرض سهلة وهو لخلفيته مع الإخوان وظرف إبعاده عن الرئاسة وجد أنهم ممكن يحققوا الممكن فسهل لهم فوزا بدون عوائق من جانبه ولكنه استمر فى المحافظة على رفع راية الإسلام وإشباع رغبة الجماهير فى الفرح بهويتهم الإسلامية فكثر أتباعه؛ وهم الحائرون بين العمل السياسى بقواعد لعبته من الإسلاميين تحت ضغط خطاب التميز الإسلامي أن ينضموا لحازم مثل الجماعة الإسلامية وحزب الوطن السلفى وحزب اﻻستقلال والحزب الإسلامي ولكن لظروف كثيرة لم ينجح هذا التحالف فرجعوا إلى المربع السياسي.
ومع اﻹنقلاب تردد الإخوان فى المربع الإسلامي والسياسى فى الخطاب وأخذوا معهم مكونات إسلامية تحت مسمى تحالف دعم الشرعية ولاعتقال حازم توجهت جماهيره إلى ميدان النهضة وقطاع كبير رابعة مع جماهير عظيمة تبحث عن خطاب إسلامى متميز يشبع عطشهم؛ ولكن ﻹدارة الإخوان للمشهد لم تجد الجماهير إﻻ جرعات إسلامية مقننة تستغل الحاجة الجماهيرية للخطاب الإسلامى؛ ثم ما تلبث أن تقيد نفسها بخطاب سياسى موجه للعالم الغربى الداعم للإنقلاب والذى كانوا يخشون سابقا من تحركه بسبب خطاب حازم المتميز؛ فتدخل الغرب ضد خطاب مرسي المعتدل ودعم إنقلاب عسكرى ضده!
وكان لبعض الرموز الإسلامية فى رابعة تميز بالخطاب الإسلامى؛ وكأن مضمونه أن حازم كان محقا ونحن نؤكد أنه ﻻحل إﻻ بالإسلام؛ ولكن شبكةإدارة الإخوان القوية أحاطت بكل تميز لمصلحة إدارتها؛ وخرجت الجماهير فى الشوارع تندد بالظلم والإنقلاب.
وكان الرهان أن حركة الضغط الجماهيرى ستدفع القوى الداعمة للإنقلاب للتراجع؛ ولكن لم يحدث واستبان للجميع أن الغرب ﻻيقبل الخطاب الإسلامى المتميز وﻻ المعتدل السياسى أى كان براجميته واستمر المشهد وحاولت الجبهة السلفية رفع الخطاب الإسلامى المتميز برفع المصاحف فتم التآمر عليها وكأن ماكان مع حازم ليس ببعيد والدرس لم يفهموه.
وقد حاول تحالف دعم الشرعية المحافظة على الروح الإسلامية فى خطابه بين الحين واﻵخر ولكن بسبب ذلك تم إخراج المجلس الثورى كى يكون شكله أكثر قبوﻻ عند الغرب؟
ويبقى أن مشروع اﻻستفاف هو محاولة ﻹلغاء الخطاب الإسلامى تماما من رافضى الإنقلاب؛ وهو أخطر مايتم
ومعلوم سياسيا أنك تعتمد فى حركة نضالك وجهادك ومعارضتك على جماهيرك وجمهور رافضى الإنقلاب إسلامى وإلغاء الخطاب الإسلامى هو تفكيك للقوة الوحيدة الصامدة ضد الإنقلاب؛ بما يعنى دعمه بطريق غير مباشر .
وهو محاولة ﻹنهاء خطاب حازم المتميز إسلاميا من قاموس السياسة فى مصر على أساس أنه كان وقتي وﻻيعلمون أنه خطاب عقدي يسري فى دمائنا؛ وﻻيعلم في التاريخ أن قادة ثورة أو حركة جهاد ونضال خاطبوا جماهيرهم بغير خطابهم؛ مثلا قادة ثورة القاهرة ضد المحتل الفرنسى خاطبوا الجماهير بخطاب متميز أن الفرنسيس كفرة ويجب جهادهم ولم يعرف أنهم طالبوا الجماهير بغير ذلك ومن توافق وهادن الفرنسيين لحقه الخزي والعار.
مثال آخر بعيد لم يدع جيفارا جماهيره إلى وقف الحديث عن الفكر الشيوعى ﻷنه محاط بالرأسمالية والظروف قاهرة؛ فتخلى عن خطابه الشيوعى وخاطب الجماهير بخطاب ليبرالى رأسمالى حى تمر المرحلة بل أصر وناضل بخطابه وفكره الشيوعى؛ واﻷمثلة كثير ونحن أولى.
وأخيرا التميز بالخطاب الإسلامى يثبت جماهيرك ويقويهم وﻻثورة إﻻ بعقيدة؛ ونحن نفتخر بأعظم عقيدة ومحاوﻻت دفنها تحت أى زعم سياسى يتظاهر بالذكاء هو الخبث ذاته.
لقد مرت عشرات السنين والإسلاميون يضحون ويبذلون من أرواحهم وأموالهم وحرياتهم فلا يعقل وقد بلغ الطريق قرب نهايته إﻻ الثبات والله بيده مقاليد السموات واﻻرض. ﻻالغرب وﻻالعسكر وﻻ الليبراليين وﻻ الإشتراكيين؛
إنما أمره إذا أراد شىئا أن يقول له كن فيكون.
العالم كله فى صراع عقدي واﻷحداث تقترب بصراعات عقدية والعجيب الغريب أن البعض يريد نصرا بتنحية أو مواربة العقيدة اﻹسلامية؛ إن تنصروا الله ينصركم؛ قاعدة ربانية فى القيادة والسياسة والجهاد.
حازم لم يكن معصوما ولكنه اجتهد وتميز جزاه الله خيرا وفرج الله كربه وفك أسره هو وكل اﻷسرى.
- التصنيف:
- المصدر: