مع القرآن - الخيرية المنشودة
المعركة أبدية بين الحق وأهله من جهة والباطل وأهله من جهة أخرى.
اشتدت الظلمة حتى أصبح المعروف منكراً و المنكر معروفاً؛ وأصبح أهل المعروف منبوذون مشوهون وأهل المنكر منتفشون. فهل هذه جديدة؟؟؟
أبداً أبداً؛ إنها نفس القصة، معركة أبدية بين الحق وأهله من جهة والباطل وأهله من جهة أخرى.
والمطلوب: أن يثبت المسلم ثبات المستوثق بدينه: آمراً بالمعروف ولو أنكره أهل الأرض؛ ناهياً عن المنكر ولو فعله أهل الأرض؛ مطمئن الإيمان بالله مستمسكاً بحبله المتين.
وهنا فقط تتحقق الخيرية المنشودة.
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110].
قال السعدي: يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: