صرخة مسلمي الصين... تجد لها صدى عند علماء الأمة
منذ 2009-08-23
(بيان بشأن ما يتعرض له المسلمون في تركستان على يد الحكومة الصينية) قصمها الله ....
أصدر عدد من العلماء والفعاليات الاسلامية بياناً هاماً يتعلق بأوضاع مسلمي الصين وخاصة أبناء الإيغور في غرب الصين في المنطقة المعروفة بتركستان الشرقية وما يلاقونه من اضطهاد عرقي صيني هناك وصل الى القتل والتشريد وانتهاك الأعراض... وفيما يلي البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(بيان بشأن ما يتعرض له المسلمون في تركستان على يد الحكومة الصينية).
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:-
فإن ما يتعرض له إخواننا المسلمون في تركستان وهم أكثر من ثلاثين مليوناً على يد الحكومة الصينية من صنوف القهر والتنكيل والتمييز الظالم، وسجن العلماء والدعاة، ومنع إظهار الشعائر التعبدية، ومحاولة تصفية المؤسسات والمظاهر الاسلامية، والعمل على تذويب هوية المسلمين، وتغيير التركيبة السكانية ليصبح أهل تركستان أقلية في بلادهم ومن ذلك إجبار الفتيات التركستانيات على الهجرة الى الصين بذريعة تشغيلهن كعاملات في المصانع وهناك يواجهن من المآسي ما يعجز اللسان عن وصفه مع منع الزواج قبل سن اثنين وعشرين سنة وحرمانهم من الإنجاب قبل خمس سنوات من الزواج بالإضافة الى غرامات وعقوبات لمن ينجب أكثر من طفل. كما أن أرض تركستان تزخر بثروات كبيرة مثل النفط والثروات المعدنية بالإضافة إلى الأراضي الخصبة ومع هذا يعيش شعب تركستان في فقر مدقع وعوز شديد، وكل ذلك يعد خطباً جليلاً ونازلة عظيمة توجب على المسلمين حكوماتٍ وشعوباً أن يتداعوا لتفريج هذا الكرب وكشف هذا الظلم بكافة الوسائل الشرعية المتاحة، استجابة لأمر الله تعالى القائل عز وجل: {وَاِن اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُم النَّصْر...} [سورة الأنفال: 73]، وقوله عز من قائل: {وَالمؤمِنُونَ والمؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...} [سورة التوبة: 71] ، وقوله تعالى: {اِنَّمَا المؤمِنُونَ اِخْوةٌ...} [سورة الحجرات: 10]، ولقوله - فيما صح عنه: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه...»، وقال: «ما مِن امرئٍ مسلمٍ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه الا خذله الله في موضع يحب في نصرته، وما مِن امرئٍ ينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته الا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته».
وإن الموقعين على هذا البيان، وانطلاقاً مما أوجبه الله على أهل العلم من تبيين الحق وعدم كتمانه ليودوا إيضاح الحقائق الآتية:-
أولاً: إن نصرة اخواننا مسلمي تركستان ودعمهم واجب شرعيٌّ، على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، كل بحسبه، بشتى أنواع الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي، ومن ذلك التعريف بقضيتهم وكشف ما يتعرضون له من ظلم وتنكيل، في المحافل العالمية ولدى المنظمات الدولية، وأن تبذل الحكومات الإسلامية قصارى جهدها للضغط على الحكومة الصينية عبر الوسائل الدبلوماسية وغيرها؛ لرفع الظلم والتمييز عنهم، والعمل على إعطائهم حقوقهم وحفظ كرامتهم، والتوقف عن اضطهادهم وتذويب هويتهم الاسلامية.
ثانيا: على المسلمين عامة ومسلمي تركستان خاصة أن يفطنوا لخطط الأعداء التي تسعى جاهدة إلى تحويل قضية تركستان من قضية إسلامية إلى قضية عرقية إثنيه للإيغور في مقابل عرقية الهان وفي ذلك مشابهة لقضية فلسطين التي بدأت إسلامية ثم تحولت إلى عربية لينتهي بها الحال قضية فلسطينية.
ثالثا: وإننا إذ نثمن لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما قامت به من جهد في هذا الشان، لنأمل منها أن تبذل المزيد من الجهد للوصول إلى حل عبر توصل المنظمة إلى اتفاقية مع الحكومة الصينية لإعطاء مسلمي تركستان جميع حقوقهم وأن تبادر المنظمة إلى فتح مكتب لها في تركستان وتحث دول المنظمة على بذل المزيد من الدعم والنصرة لإخواننا مسلمي تركستان، ونناشد بقية المؤسسات والمنظمات والاتحادات والمجالس الإسلامية الحكومية والشعبية؛ أن تبذل قصارى جهدها في نصرة هؤلاء المستضعفين، ومن ذلك تثبيتهم على دينهم، ونشر الدعوة بينهم عبر الوسائل المتاحة كالقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية التي تخاطبهم بلغتهم وكفالات الدعاة، وأن تبادر هيئات الاغاثة ببدء عملها الإغاثيٌّ والإنساني لمواساتهم وسد حاجتهم في برامج لكفالة الأيتام والطلبة وإنشاء المدارس والمساجد ؛ ولاسيما وأنهم يمرون بظروف معيشية بالغة الصعوبة وتيسير قبول الطلبة في الجامعات الإسلامية، كما نناشد عموم المسلمين ولا سيما الموسرين وأصحاب الدثور، أن يخصصوا جزءًا من زكواتهم وصدقاتهم لهؤلاء المسلمين، على أن يتم إيصالها عبر قنوات الإغاثة الإسلامية المأمونة.
رابعا: قد يكون من الخيارات المطروحة في حال عدم كف الحكومة الصينية عن ممارساتها القمعية ضد إخواننا مسلمي تركستان، تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الصينية، ولا سيما وأن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الإسلامية لا يستهان به، ولذا فإننا نناشد علماء المسلمين أن يكون إصدار فتوى جماعية بهذا الشأن قيد الدراسة والنظر، وأن يتم تفعيل هذا الخيار في الوقت المناسب بما يحقق مصلحة المسلمين إذا اقتضى الأمر ذلك.
خامسا: إن من أعظم أسباب كشف الكروب وتفريج الهموم ودفع البلاء، تقوى الله تعالى والتوبة وصدق اللجوء والضراعة إليه سبحانه، ولذا فإننا نوصي إخواننا مسلمي تركستان بتقوى الله تعالى والصبر والمصابرة، وليعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسراًَ، كما نوصي عموم المسلمين بالإلحاح على الله تعالى بالدعاء لكشف الضر عن المسلمين بعامة، وعن إخواننا في تركستان.
نسأل الله تعالى أن يرفع عنهم الضر والبلاء، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون على البيان:
د/ سليمان بن وايل التويجري عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى سابقاً
د/ ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم
أ.د/ أحمد بن سعد الحمدان أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى
د/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى سابقاً
د/ عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقاً
د/ أحمد بن عبد الله الزهراني عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الاسلامية سابقاً
د/ محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقاً
أ.د/ غالب بن محمد الحامضي رئيس قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى سابقاً
د/ ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقاً
د/ عبد الله بن عبد الكريم الحنايا أستاذ الفقه بجامعة أم القرى
د/ خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
د/ عبد الله بن علي المزم أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة أم القرى
د/وليد بن عثمان الرشودي رئيس قسم الدراسات الاسلامية بكلية المعلمين جامعة الملك سعود
الشيخ/ بدر بن ابراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة
د/ خالد بن عبد الرحمن العجيمي الأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود سابقاً
الشيخ/ صالح بن عبد الله الدرويش القاضي بمحكمة القطيف
د. محمد بن موسى الشريف الأستاذ المتعاون بجامعة الملك عبد العزيز
د. محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الاسلامية بالكلية الجامعية بجامعة أم القرى
د. عبدالحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان
الشيخ/ عبدالجليل كاروري إمام وخطيب جامع الشهيد بالخرطوم - السودان
د/وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة الكويتي
د. وليد الطبطبائي
المصدر: الوطن الكويتية
- التصنيف: