أحمق من (عجل).. أم أحمق من (منصّر)!!
قالت العرب قديماً في الحمقى:
أحمق من (عجل).. وهو: عجل بن لجيم بن صعب بن علي ابن بكر بن
وائل..
قال حمزة : هو من الحمقى المنجبين وذلك أنه قيل له: "ما سميت فرسك؟"،
فقام ففقأ عينه, وقال: "سميته (الأعور)".
وفيه يقول جرثومة العنزى:
رمتني بنو عجل بداء أبيهم *** وأي امرئ
في الناس أحمق من عجل؟
أليس أبوهم عار عين جواده *** فصارت به الأمثال تضرب في
الجهل
(أبو الفضل النيسابوري- مجمع الأمثال-
دار المعرفة بيروت- 1/217)
لا أدري لِمَ تحاصرني قراءاتي عن الحمقى والمغفّلين, كلّما قرأت شيئاً
للمنصّرين أو سمعت لهم كلاماً في التنفير من الإسلام.. إنّه نوع من
التفاعل النفسي العفوي الذي يرتجّ صداه في نفسي؛ فلا أملك له كتماً
ولا أملك أمام جلجلته في عقلي كبتاً.. وكنت أمرّ كثيراً أمام (حماقات)
الصغار, لا أعير لها أمراً؛ لأنني منصرف إلى (كبائر) كبار (الصغار)؛
فهناك قد ضربت أوتاد خيامي, وإنّي لا أجدّ أعظم من كبار (الصغار) في
التنفير من التنصير وجهالات المنصّرين؛ فهم بين قومهم من جنس (الصديق
الأحمق) الذي يؤذي قومه بما يظنه نصرة لهم..
وإنّي على عهدي مع نفسي.. لكن.. اضطّرني أخي الأستاذ القصّاص إلى أن
أخطّ هذا المقال؛ فهو متابع لخطط المنصّرين, وأَحدَثُها الردّ على
(شيوخ الإسلام) كما يسمونهم, للتنفير منهم, والزعم أنهم يقولون في
النصرانية قولاً باطلاً, ويُعظمون عليها الفرية..
وأريد أن أنبّه هنا على أمر ظريف في ما يفعله (عيال) زكريا بطرس هذه
الأيام؛ إذ إنهم قد أطلقوا العنان لأنفسهم للرد على الشيوخ المتخصصين
في الفقه والتفسير واللغة العربية إذا ما تحدّثوا عن النصرانيّة..
لكن.. لم يستطع أيّ واحد منهم أن يردّ على كتاب الأستاذ "علي الريس":
(تحريف مخطوطات الكتاب المقدس),
رغم أنه قد زلزل بنيانهم عندما صدر, وطافوا بكل مسعى لمنعه في معرض
الكتاب, ووعد زعيم كتّاب الكنيسة: "عبدالمسيح بسيط" أن يرد عليه, بل
وقال بالحرف إن هناك كتاباً في طور الإعداد للرد عليه.. لكن.. مضت
أشهر طويلة.. ولم يصدر شيء.. ولم يرد منهم أحد.. وكذلك الأمر مع
الأستاذ "أحمد عبد الوهاب" فارس الميدان الأول -رحمه الله- فلقد ملأت
مؤلفاته المكتبة العربيّة, منذ كتابه (المسيح في مصادر العقائد المسيحيّة)..
وإنّنا لا نرى للكنيسة انشغالاً إلا بالردود على د. زغلول النجار الذي
لم تبق غير حجارة الكنيسة لم تكتب ضده.. فقد رد عليه شنودة.. وبيشوي
.. وعبد المسيح بسيط.. ومرقس عزيز.. ومكاري يونان.. وعيال
الإنترنت..!!، فلماذا يبرز الرد على داعية لم ينسب نفسه إلى التخصص في
دراسات الأديان.. ويحفّ صمت المقابر جدران الكنيسة عندما يزأر فيهم
الأستاذ "علي الريس": "هل من مبارز بالحجّة!!".. فهناك.. تنجلي أقنعة
المتاجرين بالدين...!!
إنّه ميدان فرسان المتخصصين.. فليكن بينهم الحوار..!!!
أعود إلى أصل المقال.. وأقول.. شغلني انشغال الأستاذ محمد جلال القصاص
بردّ أحد المنصِّرين المنصَّرين من المغرب الأقصى (كما تظهر ذلك
لهجته!) على الشيخ محمد حسان حفظه الله.. واتهامه بالكذب والاختلاق..
والجهل.. فبعثت إلى أخي الأستاذ محمد تعليقات سريعة على شريط (العجل)
الذي لم يفقأ عين دابته, وإنما فقأ عيني (رأسه).. ولم انشغل بنشر الرد
على النت, لكن رغبة الأستاذ أن ينشره على النت جعلتني أعيد صياغة
الكلام؛ ليليق بذوق القرّاء..
ذكّرني فعل (العجل) المنصّر؛ بفعل (الدبّة) التي قتلت صاحبها.. قصّة
تعرفونها.. (دبّة).. أو (دبّ).. لا يهمّ.. لا اعتبار للجنس.. وإنّما
العبرة بالحمق.. هي دبّة رأت ذبابة على أنف صاحبها؛ فلمّا أرادت أن
تقتلها حتى لا تزعج صاحبها؛ هوَت عليها بعصا غليظة؛ فأصابت صاحبها,
وهشّمت رأسه!!!..
هكذا فعل صاحبنا (العجل) بن (الدبّة).. أراد أن ينال من أحد شيوخ
الدعوة.. فهوى بعصا غليظة على التنصير فهشّم رأسه.. وأظهر هشاشة
بنيانه!!..
هو شريط قصير.. بدأ بمقطع للشيخ محمد حسان.. ثم تلاه تعليق رقيع من
صاحبنا (العجل) صاحب الدبّة أو (رضيعها) إن شئت.. ولك أن تشاء ما شئت
من الأمر..!!
ظنّ (العجل) والد (الدبّة)... وإن شئت قلت (ربيبها) فذاك لا يضيرني؛
لأنّ المهم هو إثبات العلاقة النسبيّة بينهما, سواء كانت من أعلى إلى
أدنى أو من أدنى إلى أعلى.. فبعضهم من بعض.. ظنّ (صاحبنا) (العجل)
أنّه قد وقع على صيد ثمين.. شيء أشبه بالعشب الطري.. فأوغل في الكلام,
واقتحم حمى (العلم).. وهناك.. انكشف المستور.. وإن شئت.. وأنا ممن
يحبون لك أن تشاء ما تريد.. انكشف (المسطول)!!، فقال ما قال مما لازلت
أذكره.. فظنّ شراً.. ولا تسأل عن (العجل) -كما قال الغزالي في أحدث
القراءات (التكعيبيّة) لبيته الشهير عن حال من يدّعون (الكشف)-
..
بعيداً عن الإطالة.. وقد طالت المقدمة التي يقبح أن تطول هذا الطول
الذي يطيل المسافة على من يريد كلاما غير طويل تطاله يده
بسرعة..!!
أظنّ أنني لن أطيل..
صاحبنا (العجل) الذي قهرني شيطاني على الاعتقاد أنّه يخبّئ وراء بدلته
(شبه) الأنيقة - شيئا من الخبز والرزّ و(الحريرة) المغربيّة التي
أعشقها- فهي بدلة بصراحة - لا تليق به.. يعني إن شئت.. هي بدلة
ألبسوها آدمياً.. وليس الأمر: آدمياً أُلبس بدلة - .. على كلّ حال..
ما يهمنا من بدلة الرجل.. والرز الذي في (جربانه).. (لا أشبع الله له
بطناً!).. المهم ما قاله بلسانه.. لا ما أخفاه تحت ثيابه.. ذاك لا
يعنينا؛ فإنّ الجوع (كافر) كما يقال.. المهم أنه قد فاز ببدلة (تكاد
تكون) (أنيقة)..!!
أعود فأقول .. صاحبنا (العجل) قد أصاب عَيْنَي رأسهِ لمّا ظنّ أنّه
سينال من الشيخ محمد حسان.. وإليك التفصيل:
- بعد أن عرض صاحبنا (العجل) مقطعاً من شريط للشيخ محمد حسان حول
التعميد في الكنيسة, وما يفعله القسيس عند التعميد.. بدأ في الصراخ
والاعتراض الهائج (المائج), بالإنكار على الشيخ أنّه يفتري على
النصارى, وكتابهم الذي يقدسونه.. قائلاً بلسان يقطر غيظاً: "أين ورد
في إنجيل لوقا أنّ من شروط الإيمان أن يتعمّد النصراني؟".. - يتعمّد:
أي أن يخضع لطقس المعموديّة- .. رغم أن كلام الشيخ محمد حسان الذي
نقله (العجل) ليس فيه البتة ذكر للوقا ولا يوحنا ولا متّى ولا أيّ من
كتاب الأسفار المزعومين!!
فلماذا قال (العجل) ما قال؟!
لن تعرف الإجابة حتى تعود إلى الشريط الذي اقتبس منه المنصّرون مقطع
الشيخ محمد حسان.. والغريب أنّ (العجل) لم يذكر اسم الشريط..!!
الشريط اسمه: (قواعد الدين عند النصارى) .. وهو شريط مشهور, وكان أحد
الأشرطة الخمسة التي قيل إن محام (مسلم) قد عرضها على النيابة العامة
متهما بها الشيخ محمد حسان بإثارة الفتنة الطائفية..!!
وهنا رابط الشريط:
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=131336
قال الشيخ محمد حسان في الدقيقة الرابعة صراحة وبوضوح إنه لن يقول في
خطبته كلمة من عنده حتى لا يُتهم بالغلوّ, وإنما سينقل من كتاب لأحد
أئمة النصارى المهتدين إلى الإسلام..
اسم المهتدي: قبل الهداية: إنسلم ترميدا.. بعد الهداية: عبد الله
الترجمان..
الزمن الذي عاش فيه: ولد في القرن الرابع عشر ميلادي.
اسم الكتاب: تحفية الأريب في الرد على أهل الصليب.
رابط تنزيل الكتاب:
http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=225
لم يشأ (العجل) أن يذكر هذه الحقيقة, وأنّ الشيخ لم يقل شيئا من عنده؛
حتى يتوصل في آخر كلامه إلى اتهام الشيخ بالكذب.. وقد كان الشيخ ينقل
الكلام من الكتاب بدقة.. ولو صحّ وجود خطأ, فلا ينسب إلى الشيخ محمد
حسان, وإنما إلى مؤلف الكتاب..
قال الشيخ محمد حسان: "إن إنجيل لوقا قد جاء فيه أنّ من تعمد نجا ومن
لم يتعمّد هلّك".. وهو مقطع لم ينقله (العجل) وإنما أدان به الشيخ دون
أن نسمعه صوتيا في برنامجه..!!
فهل أخطأ المهتدي: عبد الله الترجمان؟
بالعودة إلى الكتاب؛ نقرأ أنّ المهتدي عبد الله الترجمان قد قال في
الصفحتين 79-80: "اعلموا رحمكم الله أن لوقا قال في إنجيله إن عيسى
عليه السلام قال من تغطس دخل الجنة, ومن لم يتغطس دخل حهنم خالدا فيها
أبدا".
هناك ثلاثة احتمالات تعين على فهم ما قاله هذا المهتدي:
الاحتمال الأوّل: ربّما أحال عبد الله الترجمان إلى قول (يوحنا
المعمدان) (يحيى عليه السلام) في إنجيل لوقا 3-16:: "أنا أعمدكم بماء،
ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. هو
سيعمدكم بالروح القدس ونار.".. ولمّا كانت غاية تعميد المعمدان للناس
هي تطهيرهم من خطاياهم (لوقا 3-3: فجاء إلى جميع الكورة المحيطة
بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا), وكان غفران الخطايا هو
سبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار؛ فإنّ تعميد المسيح لغفران
الخطايا شرط لازم للنجاة!!، وبذلك تكون الإحالة إلى إنجيل لوقا
صحيحة.
الاحتمال الثاني: ربّما أحال المؤلّف إلى الكتاب الثاني الذي ينسب إلى
لوقا, وهو (أعمال الرسل)؛ وقد جاء فيه قول (بطرس) زعيم الحواريين:
"فقال لهم بطرس: ((توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح
لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. لأن الموعد هو لكم
ولأولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب إلهنا" (أعمال الرسل 2-38,39).
وجاء في (أعمال الرسل 22-16): "والآن لماذا تتوانى؟، قم واعتمد واغسل
خطاياك داعيا باسم الرب".
هنا.. تصريح أنّ النجاة بغفران الخطايا لا تكون بغير التعميد..
والمصدر: كتاب ينسب إلى لوقا في العهد الجديد.. فكلمة (إنجيله) في
كتاب المهتدي عبد الله الترجمان, خطأ من الناسخ؛ وسبب الخطأ هو أنه قد
سار على المألوف في هذا المقام بنسبة كلام لوقا إلى إنجيله لا إلى سفر
أعمال الرسل.. وهذا أمر معروف ومألوف في المخطوطات القديمة لكتاب
التراث.
الاحتمال الثالث: قد يكون خطأ الناسخ هو بوضعه (لوقا) مكان (مرقس)..
فقد جاء في إنجيل مرقس 16/16: "من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن"..
وهنا ربط للخلاص بالإيمان والاعتماد.. والكلام في هذا الإنجيل منسوب
إلى المسيح!!
كلّ الاحتمالات السابقة (ممكنة) ومنطقيّة وتؤول إلى ربط النجاة
بالتعميد.. وأرجحها هو الاحتمال الأخير.. والخطأ في تسمية أصحاب
الأناجيل مألوف من النساخ.. ومن قرأ تحقيق د. عبد عميرة لكتاب (الفصل..) لابن حزم, أدرك بجلاء ما
أقول!!
إذًا.. ليس هناك داع للتشغيب على الشيخ محمد حسان, لأنه ما كان إلا
ناقلاً عن كتاب معروف, مطبوع.. وليس هناك داع للتشغيب على المهتدي عبد
الترجمان؛ لأن النصّ موجود, والخطأ على الأغلب هو من الناسخ!!
علماً أن المهتدي عبد الله الترجمان قد خطّأ النصارى في نسبتهم هذا
الكلام إلى المسيح؛ بعد أن أقام عليهم الحجة النقلية العقلية بأنّ
الأنبياء السابقين لم يتعمّدوا ومع ذلك هم في الجنة, قال: "واعلموا أن
هذه القاعدة في التغطيس مما افتعلوه مكذوبا في أناجيلهم افتراء على
الله ورسوله" (ص 80).
الغريب, يا أحبّة, هو أنّ إله النصارى (يسوع المسيح) أيضاً, قد أخطأ
في الاقتباس أكثر من مرّة..
وهاك أمثلة:
- قال (يسوع) في متى 23/35: "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض،
من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل
والمذبح".. رغم أن اسم هذا المقتول هو (زكريا بن يهويا داع) كما هو
مبين في 2الأيام 24-20, 21, لا (زكريا بن برخيا)!!
- قال (يسوع) في مرقس 2-25, 26: "أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج
وجاع هو والذين معه؟ كيف دخل بيت الله في أيام أبياثار رئيس الكهنة،
وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطى الذين كانوا معه
أيضا".. رغم أن اسم رئيس الكهنة في تلك الواقعة هو (أخيمالك) لا
(أبياثار) (1صموئيل 22)!!!
- قال (يسوع) في يوحنا 7-37: "من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من
بطنه أنهار ماء حي".. من المعلوم أنّه لا يوجد في العهد القديم نص
يقول: "تجري من بطنه أنهار ماء حي"..!!
وفي جعبتنا أمثلة أخرى كثيرة..
فإذا جاز أن يزلّ الإله بنسبة الكلام إلى غير قائلة.. فلا شك أنه يغفر
للناسخ (المسكين) أدنى من ذلك!!
وقد أخطأ أيضا كتاب الأناجيل في الاقتباس:
- جاء في يوحنا 1-45: (فيلبس وجد نثنائيل وقال له: "وجدنا الذي كتب
عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة".. وأنا
أتحدى زكريا وبقية أفراد الكنيسة أن يأتوني بنص في العهد القديم: في
(الناموس:كتب موسى)+ في (كتب الأنبياء), يتحدث عن (يسوع بن يوسف الذي
من الناصرة) (ישׁוּע בֶּן־יוֹסֵף מִנְּצָרֶת)!!!
- جاء في متى 2-23: "وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة ، لكي يتم ما
قيل بالأنبياء: ((إنه سيدعى ناصريا)" .. ومعلوم أن (الناصرة) لم تذكر
في العهد القديم أصلاً!!
- جاء في متى 27-9, 10: "حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل:
(وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل،
وأعطوها عن حقل الفخاري ،كما أمرني الرب.)".. ولا يوجد هذا النص في
سفر إرمياء!!!
وفي الجعبة أمثلة أخرى كثيرة!!
ولكن.. هل نلوم عيال التنصير في شيء.. إنهم قوم جهلة!!
وهذا كبيرهم (زيكو) بطرس.. (المنصّراتي).. لا يعرف عن كتابه الذي
يقدسه شيئاً؛ إذ يقول في كتيبه (عدم تحريف الكتاب المقدس) في الفصل
الأول من الباب الأول, تحت عنوان: (محتويات الكتاب المقدس) في عرض
مكونات العهد الجديد: "...الرسائل : وهي رسائل بولس الرسول، ورسائل
بطرس الرسول، ورسائل يعقوب الرسول، ورسائل يوحنا الرسول، ورسالة يهوذا
الرسول".. تصوروا .. زعيم (المساكين) لا يعرف أن كتابه لا يضم غير
رسالتين لبطرس.. فقال (رسائل بطرس)..!!، ولا يعلم أنه ليس ليعقوب إلا
رسالة واحدة, فهو يراها (رسائل)!!!!
- قرّر (العجل) أن يمعن في (الشتيمة) فزاد في الإنكار على الشيخ
قائلاً: أين ورد الكلام على ضرورة التعميد للخلاص في الكتاب المقدس..
وقد سبق بيان أنّ هذا المعنى موجود في الكتاب المقدس.. ثم إن الكثير
من عقائد النصارى وشعائرهم لا وجود لها في الكتاب المقدس, وإنما هم
يأخذونها من (التقليد) أي (عرف الكنيسة) الذي يُدعى أنه منقول عن
المسيح من خلال رسله.. فليس الاستدلال بنص من الكتاب المقدس شرطاً
لازما لإثبات ما تعتقده الكنيسة المرقسية في مصر..!!!
- أنكر (العجل) على الشيخ محمد حسان قوله إن ماء المعمودية تضاف إليه
مواد أخرى تحفظه من الفساد.. رغم أن المقطع المعروض للشيخ ليس فيه هذا
القول.. وبالعودة إلى الشريط كاملاً؛ نجد الشيخ ينقل قول المهتدي عبد
الله الترجمان أن ماء التعميد يضاف إليه الملح والبلسم.. وقد تحدث
المهتدي عبد الله الترجمان عن تجربته الشخصية في الأندلس, وهو ناقل
نقلاً مباشراً.. فليس هنا مجال لاتهام الشيخ بالكذب.. بل هنا كما قال
أهل العلم: "من أسند؛ فقد برئ!".. والشيخ قد أسند الرواية إلى
أهلها!!
- (العجل) المسكين, لجهله الشديد؛ لا يعلم أنّ الكثير من الكنائس تضيف
الملح إلى ماء التعميد.. فماء التعميد, ويسمى بالماء المقدس (Holy
Water) قد يزاد فيه ملح إذا كان ذاك هو العرف, كما شهدت على ذلك
موسوعة ويكيبيديا (http://en.wikipedia.org/wiki/Holy_water):
(Salt may be added to the water "where it is customary.")..
وقد استعمل الملح عند (البورغنديين) في التعميد؛ حتى أطلق عليهم لقب
(Burgundi Saliti) (Fraser'a magazine, 1-770)..
وجاء في أحد الكتب التي تحدثت عن حياة البابا ليو الثالث عشر: (Pope
Leo xiii, his life and letters: from recent and authentic sources,
M. Garrison, 1886, p.499): (HOLY
WATER is natural water mixed with a little salt)
وكان (مارتن لوثر) قد حرّم استعمال الملح عند التعميد, في مخالفة
للكنيسة الكاثوليكية (Charles Augustus Briggs, Theological
Symbolics, C. Scribner, 1914, p.278)
- شنع (العجل) على الشيخ (نقلاً عن المهتدي عبد الله الترجمان) أن
يكون الماء في التعميد مختلطاً ببلسم.. لكننا نقرأ في معجم (Webster's
II New College Dictionary) (Houghton Mifflin Harcourt, 1999) ص 199
في تعريف (chrism), هذا النص: (a mixture of oil and balsam
consecrated by a bishop and used for anointing in church
sacraments, as baptism)!!، فخليط الزيت والبلسم كان يستعمل عند
التعميد..
استعمال الملح والبلسم في التعميد, هو عرف مألوف في كثير من كنائس
أوروبا!!
يعني.. (العجل).. يفتري على الشيخ الكذب.. مرتين.. مرة إذ نسب الكلام
إليه لا إلى مؤلف الكتاب, واتهمه صراحة أنه يأتي بالكلام من مخيلته,
رغم أنه قد سمع الشريط كاملاً, وسمع الإحالة الصريحة من الشيخ إلى
كتاب المهتدي عبد الله الترجمان.. ومرة أخرى إذ أنكر أن يكون الماء
مخلوطاً بشيء!!، وقد زاد في وقاحته إذ طلب من السامعين أن يزوروا
الكنائس ليروا طبيعة مياه التعميد, رغم أن كلام الشيخ مقتبس عن رجل
دين إسباني مهتدي إلى الإسلام, وهو متعلق بطريقة التعميد في بلد معين,
وزمن محدد!!
لقد تحدّث المهتدي (عبد الله الترجمان) عن خداع القساوسة للعامة بوضع
الملح والبلسم لحفظ الماء من التعفن.. وهذه شهادة عن معاينة.. ولا
يعني ذلك أنها تتكرر في كلّ مكان.. وقد نقل الشيخ محمد حسان شهادة هذا
المهتدي.. فلِمَ يلام الشيخ على نقل وقائع شنيعة على لسان أحد
المهتدين إلى الإسلام؟!
- أراد (العجل) أن يظهر أنّ الشيخ كان يتحدّث في ما لا يعرف.. فقال
إنّ الشيخ قد تحدث عن التعميد بالرش.. ثم قال إن كان الشيخ يقصد
بكلامه أنّ التعميد في كنائس مصر يكون بالرش؛ فقد أخطأ لأن التعميد
فيها هو بالتغطيس.. ثم بعد ذلك.. جزم (العجل) أنّ الشيخ قد قصد كنائس
مصر في حديثه عن التعميد بالرش.. رغم أن الشيخ لم يقل ذلك, ولم يوحِ
كلامه بذاك.. بل إن (العجل) نفسه قد جعل كلام الشيخ غير قاطع في بداية
الأمر!!!
لقد ألبس (العجل) الشيخ التهمة.. ثم أصدر عليه الحكم!!
وصاحبنا (العجل).. (تيس) في العلوم المتعلقة بالنصرانية؛ إذ من
المشهور أنّ التعميد بالرش ممارسٌ بصورة واسعة جداً في الكنائس
النصرانيّة؛ بل إنّ التعميد بالرش كان معمولا به وشائعا بين النصارى
الأوائل, وهو معروف إلى اليوم, وفي هذا تقول موسوعة ويكيبيديا
الإلكترونية: "pictorial and archaeological evidence of Christian
baptism from the 3rd century onwards indicates that the normal form
was to have the candidate stand in water while water was poured
over the upper body"، أي "شواهد الرسوم والأركيولوجيا للتعميد
المسيحي منذ القرن الثالث فصاعداً تدلّ على أن الطريقة العادية كانت
بإيقاف المرشح في الماء في نفس الحين الذي يرش الماء على أعلى
بدنه".
وهذا النص شاهد على صدق المهتدي (عبد الترجمان) الذي أفاد أن التعميد
في الأندلس في زمانه كان بالرش لا التغطيس!!، وقد كان الشيخ ناقلاً
عنه بالحرف!!
- تحدث الشيخ عن طلب القسيس من المتعمد أن يقر بعقيدة ألوهية المسيح
وغيرها من أصول الإيمان الكنسي المنصوص عليه في عقيدة الإيمان
النيقاوي لمن نُصّر حديثاً وعُمِّد بعد ذلك..
ومعلوم أن الكثير من النصارى في الشرق والغرب, يُعمّدون بعد أن
يكبروا, وهؤلاء لا يقال لهم ما يقال للمتنصر حديثاً .. وبالتالي فإن
التأكّد من عقيدة المتعمّد ليس أمراً مطردا, وكان حديث الشيخ عن حالة
واحدة وهي للمتنصرين حديثاً .. ولكن أرعد (العجل) وأبرق وأمطر فمه قشّ
الوهم.. زاعماً أنّ القسيس لا يقول للمتعمّد ما قاله الشيخ في خطبته..
وهكذا هم (العجول).. يكذبون!!
كما أن الشيخ قد كان ينقل طريقة التعميد المخصوصة التي كانت في
إسبانيا في القرن الرابع عشر.. ومن المحال أن يجمع جامع طرق التعميد
في كنائس العالم وأعراف النصارى في كلام مختصر.. ومن مثّل بمثال؛ فقد
وفّى السامع حاجته!!
- أنكر المذيع بثقة بالغة في النفس, ربط التعميد بالخلاص, مكذبا ما
قاله الشيخ.. ولكن يقول كتاب (Catechism of the Catholic church) الذي
يمثل المقولات الرسمية للكنيسة الأكبر في العالم: الكنيسة
الكاثوليكية: تحت عنوان (ضرورة التعميد) (The Necessity of Baptism):
"الربّ نفسه قد أكّد على وجوب التعميد للخلاص... التعميد واجب للخلاص
لمن أُعلن لهم الإنجيل, وأتيحت لهم إمكانية طلب هذا السر المقدس"
(Catechism of the Catholic church, Continuum International
Publishing Group, 2002 ,p. 285).. وهو ما يؤكّد أصل وجوب التعميد
للخلاص.. وما خالف ذلك في الحدود الضيقة, فهو الاستثناء.. ولا يقال إن
كنائس أخرى لها رأي مخالف, لأنّ الكنائس عند التحقيق لا تجتمع على
شيء.. فلكل قبلة هو موليها.. ويكفي أن قول الشيخ يوافق قول أكبر
كنيسة.. وهي كنيسة المهتدي عبد الله الترجمان!!
لقد كان العجل أحسن ممثلاً لبقية (التنصير): جهل فاضح بالنصرانية ..
ومعرفة (عمياء) بعقائد الكنائس الكبرى!!
إنّ قضيّة أهمية التعميد ودوره في الخلاص, لهي من القضايا التي تدرّس
في (مقدمات العقائد) في الدراسات الدينية.. والخلاف حولها بين
الكاثوليك والبروتستانت معروف, والجدال في أمرها بين فرق البروتستانت
نفسها ذائع معلوم.. والمؤلفات التي طبعت في هذا الباب كثيرة جدا..
ولكن.. (لكلّ امرئ من دهره ما (تعوّد)).. كما قال المتنبي في مدحه
لسيف الدولة.. طبعاً تغيّر الحال والتعبير بعد اكتشاف (إنفلونزه
العجول), فصار عجز البيت: (وعادة (عجل القرية) الجهل والغباء) مكان
(وعادة سيف الدولة الطعن في العدا)!!
- أنكر المذيع أن يكون الكتاب المقدس قد ذكر أنّ التعميد شرط للخلاص..
ويكذبه كتاب التعليم الديني الكاثوليكي السابق (Catechism of the
Catholic church) في الصفحة 285 ذاتها عندما أحال في الهامش إلى قول
المسيح: "الحق الحق أقول لك: لا يمكن أن يدخل أحد ملكوت الله إلا إذا
ولد من الماء والروح" (يوحنا 3/5)، باعتباره شاهداً على أنّ التعميد
شرط للخلاص لدخول الجنة!!
وسبق نقول نصوص أخرى في إثبات نفس المسألة!!
- يقول كتاب (Companion to the Catechism of the Catholic Church: A
Compendium of Texts Referred to in the Catechism of the Catholic
Church) إنّ آباء الكنيسة كيوحنا ذهبي الفم وأوغسطين وجيروم
وأمبروز... كانوا يرون أنّ التعميد ضروري للخلاص. (Companion to the
Catechism of the Catholic Church: A Compendium of Texts Referred to
in the Catechism of the Catholic Church, Ignatius Press, 1993,
p.456) .. فهاهم أئمة الكنيسة يقولون بغير قول (العجل)!!
- استنكر المذيع الربط بين إطلاق الريح والتيمم.. ولم يستنكر العلاقة
بين الرش بالماء أو التغطيس فيه ودخول الجنة أبد الآبدين وغفران
الحطايا وإن كانت (مطيّنة بطين!)..!!
- كان (العجل) يقرأ من كلامٍ أمامهُ قد أُعدّ دون أن يفهمه؛ فقد قال
مثلاً: (عقيدة التيمم), رغم أنّ التيمم ليس من العقائد!!!!
ومن غبائه ربطه التيمم بلمس البول أو الغائط؛ رغم أن التيمم هو لرفع
حالة الحدث الأصغر أو الأكبر وليس تطهيراً للبدن أو الثوب إذا أصابته
النجاسة؛ فإنّ البدن أو الثوب إذا أصيب بنجاسة؛ لا بدّ أن تزال منه
هذه النجاسة, ولا يتيمم المرء لأجل إزالتها..!!
وهذا يذكرني (بعمهم) زكريا بطرس؛ فقد رأيته في مقطع صغير يحتج بكلام
للإمام الشوكاني, ولمّا كان من طبعه ادّعاء العلم بما يتحدث في شأنه؛
فقد ذكر الاسم الطويل لكتاب (نيل الأوطار).. يعني (الراجل مقطع السمكة
وذيلها) وهو يعرف الإمام الشوكاني كما يعرف الواحد (شعر حاجبيه)..
لكنه عندما نطق لقب الإمام, قال (الشُوكاني) (نسبة إلى الشُوك) بعلامة
ضمّ على الشين!!، فليس هو (الشَوكاني) بفتح الشين.. وربنا يستر على
(الولايه!)!!
- المتحدث أحمق غر؛ يقول ما يلقى إليه دون فهم؛ ودليل ذلك حركة يديه
التي تكشف أنه يريد أن يظهر تفاعلا جسديا بين الكلام المقول وحركات
أعضائه.. لكن حركة يديه مثلاً مصطنعة ويسكنها توتر شديد!!، وانظر كيف
حرك يده بصورة متأخرة ومتشنجة عندما قال: "التحليل المنطقي"!!
واسمع كيف قال في إحدى المرات (وتُجري) وهو يقصد و(تَجري)!!، وتأمّل
كيف قال (يُغطس) دون تشديد الطاء!!، إنّه آلة غبيّة يمرّر من خلالها
أسياده شبهاتهم!!
هذه هي فصول مسرحية (فضيحة الشيخ حسان)!! من (طق طق).. ففَتْحِ
الباب.. فشُرب الشاي .. إلى الانصراف.. (والسلام عليكم)!!
وقبل أن أنصرف.. وأقول.. السلام عليكم.. اسمحوا لي أن أطرح سؤالا على
عَجَلٍ على (العِجل).. وهو:
قد أصررت على اتهام (شيوخ الإسلام) -كما تسميهم- بالكذب.. فماذا
يضيرهم لو كذبوا -على الافتراض أنهم قد فعلوا ذلك-؟؟!!
إذا كان الأنبياء عندكم فيهم الزناة والقتلة وعبدة الأوثان؟؟، وذاك لا
يدفع عنهم -عندكم- الفضل والعظمة.. فماذا لو أتى الواحد بكذبة أو
اثنتين!!! جدلاً, وحاشا أن يكون أهل العلم من الكاذبين!!
بل ماذا يضير مسلماً أن يكذب (جدلاً!!).. وقد كان آباء الكنيسة
يكذبون.. وعلى رأسهم (مؤرخ الكنيسة) (يوسابيوس) الذي كان يرى جواز
الكذب للمصلحة.. و(إبيفانيوس) الذي رمى المؤرّخون المعاصرون, كلامه في
الفرق الأخرى, تحت (جزمتهم) لأنه كان ينسب إليهم ما لم يقولوا!!
بل دعك من ذلك كلّه.. واسأل: أيهما أقبح: أن يكذب شيخ مسلم.. أم أن
يكذب الإله المعبود عندكم (يسوع المسيح) الذي قال: "اصعدوا أنتم إلى
هذا العيد. أنا لا (οὐκ)أصعد إلى هذا العيد، لأن وقتي لم يكمل بعد"
(يوحنا 7-8), ووجه الكذب أنه قد جاء بعد ذلك مباشرة : "ولما كان إخوته
قد صعدوا، حينئذ صعد هو أيضا إلى العيد، لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء"
(يوحنا 7-10).. ولإنقاذ الإله من تهمة الكذب فقد عمد الكثير من
النسّاخ إلى إضافة كلمة (οὔπω) أي (بعدُ) (أنا لست أصعد بعد) بعد حذف
عبارة النفي (لا) (οὐκ) حتى لا يبدو الإله كاذباً؛ فهو لم يصعد بعد,
ولكنه سيفعل ذلك لاحقاً..!!، لكن هذه الزيادة قد ألغيتت من أفضل
الترجمات الإنجليزية الحديثة...
بل يا سادة.. يا كرام.. إن زعيم كتّاب الكنيسة وعظيمها اليوم: (عبد
المسيح بسيط) قد اتهم إلهه بالكذب في كتابه : (هل كان المسيح يجهل يوم
وساعة نهاية العالم؟) إذ إن المسيح قد قال صراحة: "وَأَمَّا ذَلِكَ
الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ
الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ"
( مرقس 13/32 ), لكن القمص يقول إن المسيح الإله كان يكذب على تلاميذه
بنفيه علمه بالساعة: "والخلاصة هي أنَّ الابن يعرف اليوم والساعة ولكن
لم يكنْ من ضمن التدبير الإلهيّ للتجسُّد والفداء الإعلان عنهما ، كما
كان يسأل الأسئلة وكأنَّه يجهل ما يسأل عنه وذلك بأسلوب تعليميّ
وتصويريّ، تدبيريًا، ليُوَصِّل الحقائق التي يريد توصيلها"، .. وقد
أشفق الكثير من نساخ الأناجيل على إلههم لكذبه, فقاموا بحذف العبارة
اليونانية (ولا الابن) (ουδε ο υιος) ليدفعوا عنه الجهل
بالغيب!!
ذاك هو فقه (العجول).. وتلك هي وقاحة (النغول)..وصدق القائل
منّا:
رمتني بنو عجل بداء أبيهم... وأي امرئ في الناس أحمق من عجل؟
تنبيه: أرجو ألاّ ينشغل شباب الإسلام بمثل ترهات هذا المنصّر البليد..
ولا برامح (زيكو) بطرس؛ فإن غاية هؤلاء هي الإثارة والاستفزاز, وتتبع
كلّ أقوالهم لا يزيدهم إلا شهرة.. ارموهم في أقرب سلة مهملات.. أو
بالوعة.. وانشغلوا بالعمل المنظم طويل النفس لدعوة أهل الكتاب إلى
الإسلام..!!
بتصرف يسير
بقلم: بشير النصر
- التصنيف: