بيان مكة حول ما يجري في القدس والمسجد الأقصى

منذ 2009-09-30

إن الذي أغرى اليهود في عدوانهم على القدس هو هذا الصمت الرهيب من الأمة بكل فئاتها، مما أدى لتسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد القدس عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه.

بيان مكة حول ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من ممارسات صهيونية، وإجراءات تعسفية

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِن الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الإسراء: 1]، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين القائل: «المسلم أخو المسلم» [رواه البخاري ومسلم]، وعلى آله وصحبه التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن ما يجري اليوم في القدس والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين، ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلمإلى السماء - خاصة بعد العدوان على غزة- ، من إصرار صهيوني على الاستيلاء على المدينة وطمس معالمها الإسلامية، وحفر الأنفاق الكثيرة تحت المسجد الأقصى، وهدم بيوت المسلمين فيها، والعمل الدؤوب على تهجير أهلها وطردهم منها، والإعلان المتكرر بادِّعاء القدس العاصمة الموحدة والأبدية للكيان الصهيوني ليدلل على تمسك أولئك المعتدين الغاصبين بمخططاتهم التي أرادت أن تؤسس لدولة يهودية في فلسطين، حسب ما قال ابن غوريون: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل"!!

إن الذي أغرى اليهود في عدوانهم على القدس هو هذا الصمت الرهيب من الأمة بكل فئاتها، مما أدى لتسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد القدس عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه.

إن ما يجري اليوم يُحمِّل جميع المسلمين وفي مقدمتهم علماء الأمة مسؤولية شرعية وتاريخية تستوجب الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ جميع أشكال العلاقات أو التطبيع مع ذلك العدو المجرم، لقول الله تعالى: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [سورة البقرة: 100]، وبيان الحكم الشرعي القاطع بتحريم كل أنواع العلاقات الآثمة مع عدوٍ مجرم استمرأ القتل والعدوان في غزة والضفة، ودرة المدن الفلسطينية مدينة القدس.

وانطلاقًا من الأمانة التي نحملها، وإحقاقًا للحق فإننا نؤكد على ما يلي:

- ندين جميع أشكال التهويد في المسجد الأقصى المبارك والإجراءات التعسفية ضد أبناء أمتنا في بيت المقدس.

- ندين جميع أنواع الاقتحامات اليهودية اليومية للمسجد الأقصى بكافة أشكالها الرسمية والشعبية، ودخول السياح غير المسلمين من الأجانب الذين يدنسون المسجد الأقصى صباحاً ومساءً، ويعيقون المصلين ويمنعون وصولهم للأقصى.

- ندعو الأمة بكل أطيافها لدعم القدس والمسجد الأقصى ومشاريعها بجميع أشكال الدعم المؤدي إلى تثبيت وجود أهلها فيها.

- ندعو الحكام والحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف صريحة في المحافظة على المسجد الأقصى، وعدم الدخول في أي مفاوضات أو اتفاقيات يتم فيها التنازل عن القدس أو أي جزء من فلسطين، وإن أي تنازل أو اعتراف للعدو بأي جزء من فلسطين فهو خيانة للأمة والملة، لأن كل أراضيها حق مشترك للأمة جمعاء.

- نحذر من الاستسلام للضغوط الغربية من اجل التطبيع مع العدو اليهودي بأي شكل من أشكال التطبيع، وإن هذا له عواقبه الوخيمة في العاجل والاجل.

- نهيب بعلماء العالم الإسلامي التجاوب مع هذه الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها، وبيان الحق والصدع به، والتحرك الذي أُمروا به وحُمِّلوا أمانته.

- نوصي أمتنا الإسلامية بوجوب الوقوف بجانب المؤسسات والمنظمات والهيئات والروابط العاملة للقدس في جميع أنحاء العالم الإسلامي، والشدِّ من أزرها بالدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.

- ندعو وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية توجيه العلماء والخطباء والدعاة وأئمة المساجد لحث المسلمين على الخطب والدروس والمواعظ التي تعرِّف بهذه القضية والوقوف بجانب إخواننا في القدس، وبيان مكانتها الشرعية، وخطورة الإجراءات التهويدية.

- وأخيراً لإخواننا في فلسطين والقدس، فإننا نوصيكم بالصبر والثبات والصمود ضد هذا المحتل كما عودتمونا، فإن النصر قريب، وإن الفرج لآت، وإن مع العسر يسرًا، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران: 200]، وقال تعالى: {إنَّا لنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ آمَنُوا} [سورة غافر: 51].

الموقعون على البيان:

د. سليمان بن وائل التويجري عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً.

د ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم.

د. محمد بن صامل السلمي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

د. عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين سابقًا بجامعة أم القرى.

أ.د. أحمد بن سعد الغامدي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى.

د. خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى.

د. محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقاً.

د. عبد الله بن عبد الكريم الحنايا أستاذ الفقه بجامعة أم القرى.

د. ستر بن ثواب الجعيد عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

د. عبد الله بن علي المزم أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى.

د. إبراهيم بن علي الحذيفي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

خالد بن زريق الشهراني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

فهد بن محمد القرشي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

بدر بن إبراهيم الراجحي قاضي بالمحكمة العامة بمكة.

محمد بن سليمان الفعيم قاضي بالمحكمة الجزئية بمكة.

داود بن أحمد العلواني رئيس كتابة عدل متقاعد.

إبراهيم بن خضران الزهراني مساعد رئيس كتابة عدل بمكة.

أحمد بن حمد السعيد آل عبد القادر عضو الدعوة والإرشاد بمكة.

حمود بن عبد العزيز التويجري إدارة التعليم.

عبد العزيز بن سعود عرب عضو الجمعية الفقهية السعودية.

شجاع بن ساعد الذويبي باحث شرعي.

محمد بن سليمان الفعيم قاضي بالمحكمة الجزئية بمكة.



المصدر: المسلم
  • 19
  • 0
  • 11,465

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً