المحبة الحقيقية

منذ 2016-01-05

وقد يسكت المرء حرجا وقد يسكت حرصا على مشاعر المخطيء وقد يسكت توفيرا لجدال عقيم ومراء ممل ومناوشات لفظية قد تغير صدر المخطيء عليه بينما هو باقٍ على مودته مستمسك بحسن عشرته.
وربما تكون المحبة هي منبع ذلك السكوت والحرص على دوام المودة والأواصر الإنسانية هي مصدر هذا التغاضي والتغافل عن الخطأ.
لكنها في حقيقة الأمر كثيرا ما تكون محبة أنانية وأواصر واهية وعلاقات متكلفة 
ولو كانت محبة حقيقية ومودة خالصة لكانت مصلحة المحبوب والحرص على نجاته هي المقصد المقدم على كل مقصد حتى لو كان مصلحة العلاقة نفسها.
كثيرا ما يترجم السكوت عن الخطأ على أنه إقرار وموافقة خصوصا لو كان الساكت ممن يُقتدَى بهم وتتبع خطواتهم.
بذلك يتمادى المخطيء في خلله ويتقلب في غيه ويحسب أنه يحسن صنعا .
كيف لا وذلك المحترم الخلوق الدَيِّن لا ينطق حرفا ولا يأبه بما يفعله ولا يجد غضاضة فيه
إذا فلا حرج في الأمر ولو كان ثمة حرج  فهو يسير لا يذكر وإلا كان المحترم الخلوق نبهني وأنكر علي
لهذا سميتها محبة أنانية ومودة هشة متكلفة تلك التي تحرص على نجاتها ولو على حساب نجاة المحبوب
سكوتك عن خطئي وتكاسلك عن أمري ونهيي وتغافلك عن تذكيري ونصحي بحجة المحبة والحرص  ليس ما أحتاجه وإن طلبته واستحسنته.
المحبة الحقيقية  حرص حقيقي ورغبة صادقة في الخير وليست مجرد مسكنات ومخدرات تخمر العقل وتحجب الحقائق ليعلو بنيان علاقة قائمة على شفا جرف هار من التكلف والكذب وصدق من قال صديقك من صَدَقَك وليس من صَدَّقك…
 

  • 1
  • 0
  • 1,221

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً