أيسرهما ليس تمييعاً
يفهم البعض اختيار الرسول صلى الله عليه و سلم للأيسر فهماً خاطئاً و بالتالي تجد التطبيق الناتج عن هذا الفهم هو تمييع الدين و الوقوع في حرمات الله مع أن الحديث الذي ورد فيه هذا المعنى جاء فيه أنه صلى الله عليه و سلم ما ينتقم إلا عندما تنتهك حرمات الله .
و للوقوف مع معنى الحديث و تأمله و الوقوف على بعض أقوال العلماء فيه نجد أن الحديث خلاف هذا الفهم الخاطئ تماماً :
عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: « » . [متفق عليه] .
[قال النَّوويُّ في شرحه على صحيح مسلم] : قولها: « » استثناء منقطع، معناه: لكن إذا انتُهِكت حُرْمَة الله، انتصر لله تعالى، وانتقم ممَّن ارتكب ذلك، وفي هذا الحديث الحثُّ على العفو والحِلْم واحتمال الأذى، والانتصار لدين الله تعالى ممَّن فعل محرَّمًا أو نحوه، وفيه أنَّه يُسْتَحبُّ للأئمَّة والقُضَاة وسائر وُلاة الأمور التَّخلُّق بهذا الخُلُق الكريم، فلا ينتقم لنفسه، ولا يهمل حقَّ الله تعالى) .
قال [الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح] : « » أي: ما غاضب أحدًا لنفسه، أي: لأجل حظِّها، « » أي: يُرْتَكَب، فينتقم أي: فيعاقب حينئذ لغرض آخر، أي بسبب تلك الحُرْمَة، ثمَّ انتهاك الحُرمة تناولها بما لا يحلُّ. يقال: فلان انتهك محارم الله، أي: فعل ما حرَّم الله فعله عليه .
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: