أيسرهما ليس تمييعاً

منذ 2016-01-07

يفهم  البعض اختيار الرسول صلى الله عليه و سلم للأيسر فهماً خاطئاً و بالتالي تجد التطبيق الناتج عن هذا الفهم هو تمييع الدين و الوقوع في حرمات الله مع أن الحديث الذي ورد فيه هذا المعنى جاء فيه أنه صلى الله عليه و سلم ما ينتقم إلا عندما تنتهك حرمات الله .
و للوقوف مع معنى الحديث و تأمله و الوقوف على بعض أقوال العلماء فيه نجد أن الحديث خلاف هذا الفهم الخاطئ تماماً :
عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: «ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تُنتَهك حُرْمَة الله فينتقم لله بها» . [متفق عليه] .
[قال النَّوويُّ في شرحه على صحيح مسلم] : قولها: «إلَّا أن تُنْتَهك حُرْمَة الله» استثناء منقطع، معناه: لكن إذا انتُهِكت حُرْمَة الله، انتصر لله تعالى، وانتقم ممَّن ارتكب ذلك، وفي هذا الحديث الحثُّ على العفو والحِلْم واحتمال الأذى، والانتصار لدين الله تعالى ممَّن فعل محرَّمًا أو نحوه، وفيه أنَّه يُسْتَحبُّ للأئمَّة والقُضَاة وسائر وُلاة الأمور التَّخلُّق بهذا الخُلُق الكريم، فلا ينتقم لنفسه، ولا يهمل حقَّ الله تعالى) .
قال [الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح] : «وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم»  أي: ما غاضب أحدًا لنفسه، أي: لأجل حظِّها، « إلَّا أن يُنْتَهك حُرْمَة الله» أي: يُرْتَكَب، فينتقم أي: فيعاقب حينئذ لغرض آخر، أي بسبب تلك الحُرْمَة، ثمَّ انتهاك الحُرمة تناولها بما لا يحلُّ. يقال: فلان انتهك محارم الله، أي: فعل ما حرَّم الله فعله عليه .
أبو الهيثم

  • 0
  • 0
  • 1,508

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً