آفـاق المـدّ الإسـلامي في الغـرب
منذ 2009-10-27
يسارع الكثير من الغربيين إلى الإسلام متخطين حواجز البيئة الثقافية والاجتماعية، وحملات الدعاية المعادية للإسلام لتشويه تاريخه وحضارته ومبادئه، ومتخطين الواقع المر لتخلف المسلمين...
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
"قرية ذات نخيل، قامت في الصحراء، كالأمن بعد الخوف، والأمل بعد اليأس..
لمن هذه القرية المباركة؟!
من هؤلاء الأصحاب الذين أصغوا إلى معلمهم -في دار الأرقم- وقد اعتزموا اقتحام الصعاب، وتحدثوا بقلب العالم؟!
واعجبا لقوم ضعافٍ فقراء يريدون أن يكونوا أساتذة العالم!!، انظر إليهم بعد أعوام وقد خفقت أعلامهم في مشرق الشمس ومغربها، وإذا هم شرر قد انبعث في الفِطَر الصالحة فكان نوراً، وأصاب النفوس العليلة فكان في هشيمها ناراً!!، وإذا كتابٌ في تاريخ الحضارة لم تقوَ على فصوله أمم الأرض قاطبة!!، أنبئني كيف وسعت القرية الصغيرة أرجاء الدنيا؟!، وكيف بلغ هؤلاء التلاميذ الفقراء آمالهم كما أرادوا فكانوا أساتذة العالم!!
ما هذا الذي خلق من القِلّة كثرة، ومن الضعف قوة، ومن الذل عزاً، ومن الموت حياة، وأخرج من الصحراء خِصباً غمر العالم؟!
فتش ما استطعت، وقلّب حوادث التاريخ كما تشاء، فلن تجد إلا سبباً واحداً، إنه الإسلام" (2). والإنسان اليوم ظمآن، ظمآن ولكنه لا يعرف اسم الماء، ولا أين يوجد، لا ريب أنه قد سمع باسمه، ولكنه يرتاع لهذا الاسم لمجرد أنه لم يجد مسمّاه الحقيقي، ولأن الدعاية الصهيونية والصليبية لقّنته أن الماء شيء مسموم جداً يجب ألا يقاربه أحد - فهو إرهاب!!
ولو أنه عثر عليه دون اسم لنهل منه، ثم لو عرف اسمه الحقيقي لعجب طويلاً من هذا الخداع الطويل!!
عوامل انتشار الإسلام:
إذا قمنا باستقراء الأسباب التي تقف وراء انتشار الإسلام في الغرب لوجدنا أن هذه الأسباب تكاد تنحصر وبحسب أهميتها وتواترها فيما يلي:
1 - الإسلام دين الفطرة والتوحيد:
هذا هو العامل الأول في انتشار الإسلام، فالإسلام يَهَب الإنسان تصوّراً صحيحاً عقلانياً عن الله وعن الكون وعن الإنسان، ويهبه تشريعاً يلائم الفطرة الإنسانية ملائمة تامة، "فالإسلام دين الفطرة ويسهل تطبيقه في كل الظروف الأمر الذي سهل انتشاره" (3).
2 - دراسة القرآن الكريم:
تلعب الدراسة الموضوعة للقرآن الكريم دوراً مهماً في التوصل إلى اليقين بمصدر القرآن الإلهي، وإلى أنه الحق المحض الذي لم تطله يد التحريف.
3 - القدوة الحسنة:
في القدوة الحسنة يكون المسلم كالكتاب المفتوح يقرأ فيه الناس معاني الإسلام، فلسان الحال أبلغ من لسان المقال، وإن عمل رجل في ألف رجل، أقوى من قول ألف رجل في رجل!!، وفي القدوة الحسنة يؤمن الآخرون بعمل المسلم الطيب، وبخلقه الجميل، قبل أن يؤمنوا بعقيدته الصحيحة (4)!!
4 - شمول وتوازن المعمار الإسلامي:
ويدخل من هذا الباب عادةً المفكرون والمستشرقون المنصفون.
5 - دراسة الكتب المقدسة:
ويدخل من هذا الباب علماء الدين والقسيسون.
6 - احترام الإسلام للرسل:
7 - الانبهار بجوانب خاصة من المعمار الإسلامي الكبير:
فمنهم من بهرته صلاة المسلمين ومساجدهم ، ومنهم من بهرته النظافة في الإسلام.. ومنهم من شده العدل والأخوة في الإسلام... وكثيرات كان سبب إسلامهن مكانة المرأة في الإسلام.
8 - غياب الوساطة بين الخلق والخالق، أو صكوك الغفران.
9 - الاطمئنان النفسي وتحقيق إنسانية الإنسان.
فالقنوات التي نقلت غير المسلمين إلى الإسلام كثيرة إذًا وتأتي على رأسها جاذبية هذا الدين وكونه دين الفطرة الإنسانية.
الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم:
يسارع الكثير من الغربيين إلى الإسلام متخطين حواجز البيئة الثقافية والاجتماعية، وحملات الدعاية المعادية للإسلام لتشويه تاريخه وحضارته ومبادئه، ومتخطين الواقع المر لتخلف المسلمين.
فعلى الرغم من الوسائل البدائية العفوية التي يستخدمها المسلمون في الدعوة إلى الإسلام، وعلى الرغم من أنهم لا يزالون يَحبون في طريق الدعوة، وعلى الرغم من صورة المسلمين المشوَّهة التي تعاون على رسمها المسلمون بتخلفهم، والحاقدون من الغربيين بمكرهم، على الرغم من كل ذلك فلا زال الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في العالم وفي التاريخ، وفق دراسات مركز (رصد العقائد) في مدينة (برن) بسويسرا. وهذه الحقيقة قد أكدها دارسو الأديان فالباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي تقول: "الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية" (5)، ويقول الدكتور هستون سميث: "إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين"، ويقول المبشر جون تكل: "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم" (6).
فإذا علمنا أن الإسلام ينتشر بجهود فردية مبعثرة، وأنه لا يرصد في سبيله إلا نسبة ضئيلة جداً مما يرصد للتبشير بغيره من الأديان، إذا علمنا هذا علمنا يقيناً أن "الدين عند الله الإسلام"… وتفهمنا هذه الصرخة البائسة التي أطلقها لورنس براون: "الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام، وفي قدرته على التوسع، وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار" (7)، وتفهمنا أيضاً هذه الحيرة للمستشرق هاملتون جب: "إن أخطر ما في هذا الدين أنه ينبعث فجأة دون أسباب ظاهرة، ودون أن تستطيع أن تتنبأ بالمكان الذي يمكن أن ينبعث منه"!!
جاذبيـة الإســلام:
غدت جاذبية الإسلام ظاهرة تاريخية وعالمية لفتت أنظار الدارسين فهذا (مكسيم رودنسون) قد نشر كتاباً له بهذا الاسم، ويقر هيرمان إيلتز بهذه الظاهرة فيقول: "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في العالم اليوم.. هناك إذًا شيء حقيقي يجذب إليه العديد من نخبة الناس" (8).
أما مراد هوفمان فيقول: "كثير من الغربيين يستيقظون ذات يوم ليجدوا أنفسهم وقد اعتنقوا الإسلام!" (9).
ويقول المستشرق هيل: "لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام".
ويعتبر (روي) بحق أن انتشار الإسلام هو معجزة، وهو "أكبر آيات الأنبياء وأروعها إعجاباً وخرقاً للعادة" (10).
وتلمح بيانكا سكارسيا هذه الجاذبية فتقول: "إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة، في أوروبة خاصة، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية" (11).
وهل سرُّ عطرٍ أُودع الريحَ يكتمُ!!
يتساءل د. واكيسا واكليري عن قوة جذب هذا الدين فيقول: "يتقدم الإسلام بصورة مطردة، فما هي القوة المعجزة المودعة في هذا الدين؟!، وأية قوة ذاتية من الإقناع ممتزجة به؟، ولماذا تستقبل أرواح البشر الإسلام هكذا بحرقة وتلبي هذه الدعوة بجواب (لبيك) ؟" (12)، وفي الجواب يقول أولرش هيرمان "الإسلام دين جذاب جداً، وهذا يعود - ربما - إلى وضوح الرسالة الإسلامية، وجاذبية أخلاقها ولأسباب لا أعرفها" (13).
ويذهب الدكتور عماد الدين خليل إلى تعجب آخر: "ليس عجيباً انتشار الإسلام السريع في العالم، بل العجيب هو عدم انتشاره بأكثر من هذه السرعة".
يـوم الإســلام قـادم:
بلى فكل الدلائل تشير إلى هذا اليوم الجديد، يقول جان بول رو: "إن عودة الإسلام إلى أوربة هي موجة جديدة لن يقدر على وقفها أو الحد منها أية عقيدة أو مبدأ أو دين".
"إن الدنيا بأكملها ستقبل الإسلام، وإن هي لم تقبله باسمه الصريح فستقبله باسم مستعار!!، وسيأتي يوم يعتنق فيه الغرب دين الإسلام، وإن عقيدة النابهين والمثقفين في المستقبل ستكون الإسلام" (14).
"ولا شك أن الإسلام سوف يكون نهاية المطاف لكل طالبي الحقيقة في هذا العالم" (15).
ونختم بقول الباحث كليمان هوارت: "أعتقد أن الإسلام قادم إلى أوربة بكل الحب، وسيصبح المسلمون الأوربيون دعاة حقيقيين للإسلام، وسيأتي يوم يصبح فيه الإسلام هو المحرك الحقيقي للعالم".
ما زال قيسٌ والغرام كعهدهِ *** وربوع ليلى في ربيع جمالها
والعشقُ فيّاضٌ ، وأمةُ أحمدٍ *** يتحفَّزُ التاريخُ لاســـتقبالهـا (16)
* * *
"من كتاب (ربحت محمدا ولم أخسر المسيح) .
-----------------------------------------
(1) رواه البخاري والإمام أحمد.
(2) الدكتور عبد الوهاب عزام (الأوابد) ص 173- 175.
(3) هوبير ديشان عن (مقدمات العلوم والمناهج) للعلامة أنور الجندي (2/266).
(4) يُذكر أن أسرة أمريكية أسلمت بسبب أن شاباً مسلماً قد أعان جدتهم في حمل متاعها من السوق.
(5) (سر إسلام الأمريكيات) كارول أنوي ص (180).
(6) (الغارة على العالم الإسلامي) / ل.شاتلييه.
(7) عن (التبشير والاستعمار) د. عمر فروخ ومصطفى الخالدي ص (148).
(8) عن (أمريكا والإسلام) د.عبد القادر طاش ص 133.
(9) عن (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان ص 124.
(10) عن (المد والجزر في تاريخ الإسلام) للعلامة أبي الحسن الندوي ص (30).
(11) (العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية ) بيانكا سكارسيا ص (40-207).
(12) عن (شمس الإسلام تشرق من جديد) محمد عثمان (129).
(13) عن (العالم) العدد 290 عام 1989.
(14) جورج برناردشو عن (حوار حول الإسلام بين برناردشو وصديقي) ص (75).
(15) ميكلا أغناطيوس عن (شمس الإسلام تشرق من جديد) محمد عثمان (125).
(16) الشعر لشاعر الشرق د. محمد إقبال.
(1)
"قرية ذات نخيل، قامت في الصحراء، كالأمن بعد الخوف، والأمل بعد اليأس..
لمن هذه القرية المباركة؟!
من هؤلاء الأصحاب الذين أصغوا إلى معلمهم -في دار الأرقم- وقد اعتزموا اقتحام الصعاب، وتحدثوا بقلب العالم؟!
واعجبا لقوم ضعافٍ فقراء يريدون أن يكونوا أساتذة العالم!!، انظر إليهم بعد أعوام وقد خفقت أعلامهم في مشرق الشمس ومغربها، وإذا هم شرر قد انبعث في الفِطَر الصالحة فكان نوراً، وأصاب النفوس العليلة فكان في هشيمها ناراً!!، وإذا كتابٌ في تاريخ الحضارة لم تقوَ على فصوله أمم الأرض قاطبة!!، أنبئني كيف وسعت القرية الصغيرة أرجاء الدنيا؟!، وكيف بلغ هؤلاء التلاميذ الفقراء آمالهم كما أرادوا فكانوا أساتذة العالم!!
ما هذا الذي خلق من القِلّة كثرة، ومن الضعف قوة، ومن الذل عزاً، ومن الموت حياة، وأخرج من الصحراء خِصباً غمر العالم؟!
فتش ما استطعت، وقلّب حوادث التاريخ كما تشاء، فلن تجد إلا سبباً واحداً، إنه الإسلام" (2). والإنسان اليوم ظمآن، ظمآن ولكنه لا يعرف اسم الماء، ولا أين يوجد، لا ريب أنه قد سمع باسمه، ولكنه يرتاع لهذا الاسم لمجرد أنه لم يجد مسمّاه الحقيقي، ولأن الدعاية الصهيونية والصليبية لقّنته أن الماء شيء مسموم جداً يجب ألا يقاربه أحد - فهو إرهاب!!
ولو أنه عثر عليه دون اسم لنهل منه، ثم لو عرف اسمه الحقيقي لعجب طويلاً من هذا الخداع الطويل!!
عوامل انتشار الإسلام:
إذا قمنا باستقراء الأسباب التي تقف وراء انتشار الإسلام في الغرب لوجدنا أن هذه الأسباب تكاد تنحصر وبحسب أهميتها وتواترها فيما يلي:
1 - الإسلام دين الفطرة والتوحيد:
هذا هو العامل الأول في انتشار الإسلام، فالإسلام يَهَب الإنسان تصوّراً صحيحاً عقلانياً عن الله وعن الكون وعن الإنسان، ويهبه تشريعاً يلائم الفطرة الإنسانية ملائمة تامة، "فالإسلام دين الفطرة ويسهل تطبيقه في كل الظروف الأمر الذي سهل انتشاره" (3).
2 - دراسة القرآن الكريم:
تلعب الدراسة الموضوعة للقرآن الكريم دوراً مهماً في التوصل إلى اليقين بمصدر القرآن الإلهي، وإلى أنه الحق المحض الذي لم تطله يد التحريف.
3 - القدوة الحسنة:
في القدوة الحسنة يكون المسلم كالكتاب المفتوح يقرأ فيه الناس معاني الإسلام، فلسان الحال أبلغ من لسان المقال، وإن عمل رجل في ألف رجل، أقوى من قول ألف رجل في رجل!!، وفي القدوة الحسنة يؤمن الآخرون بعمل المسلم الطيب، وبخلقه الجميل، قبل أن يؤمنوا بعقيدته الصحيحة (4)!!
4 - شمول وتوازن المعمار الإسلامي:
ويدخل من هذا الباب عادةً المفكرون والمستشرقون المنصفون.
5 - دراسة الكتب المقدسة:
ويدخل من هذا الباب علماء الدين والقسيسون.
6 - احترام الإسلام للرسل:
7 - الانبهار بجوانب خاصة من المعمار الإسلامي الكبير:
فمنهم من بهرته صلاة المسلمين ومساجدهم ، ومنهم من بهرته النظافة في الإسلام.. ومنهم من شده العدل والأخوة في الإسلام... وكثيرات كان سبب إسلامهن مكانة المرأة في الإسلام.
8 - غياب الوساطة بين الخلق والخالق، أو صكوك الغفران.
9 - الاطمئنان النفسي وتحقيق إنسانية الإنسان.
فالقنوات التي نقلت غير المسلمين إلى الإسلام كثيرة إذًا وتأتي على رأسها جاذبية هذا الدين وكونه دين الفطرة الإنسانية.
الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم:
يسارع الكثير من الغربيين إلى الإسلام متخطين حواجز البيئة الثقافية والاجتماعية، وحملات الدعاية المعادية للإسلام لتشويه تاريخه وحضارته ومبادئه، ومتخطين الواقع المر لتخلف المسلمين.
فعلى الرغم من الوسائل البدائية العفوية التي يستخدمها المسلمون في الدعوة إلى الإسلام، وعلى الرغم من أنهم لا يزالون يَحبون في طريق الدعوة، وعلى الرغم من صورة المسلمين المشوَّهة التي تعاون على رسمها المسلمون بتخلفهم، والحاقدون من الغربيين بمكرهم، على الرغم من كل ذلك فلا زال الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في العالم وفي التاريخ، وفق دراسات مركز (رصد العقائد) في مدينة (برن) بسويسرا. وهذه الحقيقة قد أكدها دارسو الأديان فالباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي تقول: "الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية" (5)، ويقول الدكتور هستون سميث: "إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين"، ويقول المبشر جون تكل: "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم" (6).
فإذا علمنا أن الإسلام ينتشر بجهود فردية مبعثرة، وأنه لا يرصد في سبيله إلا نسبة ضئيلة جداً مما يرصد للتبشير بغيره من الأديان، إذا علمنا هذا علمنا يقيناً أن "الدين عند الله الإسلام"… وتفهمنا هذه الصرخة البائسة التي أطلقها لورنس براون: "الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام، وفي قدرته على التوسع، وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار" (7)، وتفهمنا أيضاً هذه الحيرة للمستشرق هاملتون جب: "إن أخطر ما في هذا الدين أنه ينبعث فجأة دون أسباب ظاهرة، ودون أن تستطيع أن تتنبأ بالمكان الذي يمكن أن ينبعث منه"!!
جاذبيـة الإســلام:
غدت جاذبية الإسلام ظاهرة تاريخية وعالمية لفتت أنظار الدارسين فهذا (مكسيم رودنسون) قد نشر كتاباً له بهذا الاسم، ويقر هيرمان إيلتز بهذه الظاهرة فيقول: "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في العالم اليوم.. هناك إذًا شيء حقيقي يجذب إليه العديد من نخبة الناس" (8).
أما مراد هوفمان فيقول: "كثير من الغربيين يستيقظون ذات يوم ليجدوا أنفسهم وقد اعتنقوا الإسلام!" (9).
ويقول المستشرق هيل: "لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام".
ويعتبر (روي) بحق أن انتشار الإسلام هو معجزة، وهو "أكبر آيات الأنبياء وأروعها إعجاباً وخرقاً للعادة" (10).
وتلمح بيانكا سكارسيا هذه الجاذبية فتقول: "إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة، في أوروبة خاصة، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية" (11).
وهل سرُّ عطرٍ أُودع الريحَ يكتمُ!!
يتساءل د. واكيسا واكليري عن قوة جذب هذا الدين فيقول: "يتقدم الإسلام بصورة مطردة، فما هي القوة المعجزة المودعة في هذا الدين؟!، وأية قوة ذاتية من الإقناع ممتزجة به؟، ولماذا تستقبل أرواح البشر الإسلام هكذا بحرقة وتلبي هذه الدعوة بجواب (لبيك) ؟" (12)، وفي الجواب يقول أولرش هيرمان "الإسلام دين جذاب جداً، وهذا يعود - ربما - إلى وضوح الرسالة الإسلامية، وجاذبية أخلاقها ولأسباب لا أعرفها" (13).
ويذهب الدكتور عماد الدين خليل إلى تعجب آخر: "ليس عجيباً انتشار الإسلام السريع في العالم، بل العجيب هو عدم انتشاره بأكثر من هذه السرعة".
يـوم الإســلام قـادم:
بلى فكل الدلائل تشير إلى هذا اليوم الجديد، يقول جان بول رو: "إن عودة الإسلام إلى أوربة هي موجة جديدة لن يقدر على وقفها أو الحد منها أية عقيدة أو مبدأ أو دين".
"إن الدنيا بأكملها ستقبل الإسلام، وإن هي لم تقبله باسمه الصريح فستقبله باسم مستعار!!، وسيأتي يوم يعتنق فيه الغرب دين الإسلام، وإن عقيدة النابهين والمثقفين في المستقبل ستكون الإسلام" (14).
"ولا شك أن الإسلام سوف يكون نهاية المطاف لكل طالبي الحقيقة في هذا العالم" (15).
ونختم بقول الباحث كليمان هوارت: "أعتقد أن الإسلام قادم إلى أوربة بكل الحب، وسيصبح المسلمون الأوربيون دعاة حقيقيين للإسلام، وسيأتي يوم يصبح فيه الإسلام هو المحرك الحقيقي للعالم".
ما زال قيسٌ والغرام كعهدهِ *** وربوع ليلى في ربيع جمالها
والعشقُ فيّاضٌ ، وأمةُ أحمدٍ *** يتحفَّزُ التاريخُ لاســـتقبالهـا (16)
* * *
"من كتاب (ربحت محمدا ولم أخسر المسيح) .
-----------------------------------------
(1) رواه البخاري والإمام أحمد.
(2) الدكتور عبد الوهاب عزام (الأوابد) ص 173- 175.
(3) هوبير ديشان عن (مقدمات العلوم والمناهج) للعلامة أنور الجندي (2/266).
(4) يُذكر أن أسرة أمريكية أسلمت بسبب أن شاباً مسلماً قد أعان جدتهم في حمل متاعها من السوق.
(5) (سر إسلام الأمريكيات) كارول أنوي ص (180).
(6) (الغارة على العالم الإسلامي) / ل.شاتلييه.
(7) عن (التبشير والاستعمار) د. عمر فروخ ومصطفى الخالدي ص (148).
(8) عن (أمريكا والإسلام) د.عبد القادر طاش ص 133.
(9) عن (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان ص 124.
(10) عن (المد والجزر في تاريخ الإسلام) للعلامة أبي الحسن الندوي ص (30).
(11) (العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية ) بيانكا سكارسيا ص (40-207).
(12) عن (شمس الإسلام تشرق من جديد) محمد عثمان (129).
(13) عن (العالم) العدد 290 عام 1989.
(14) جورج برناردشو عن (حوار حول الإسلام بين برناردشو وصديقي) ص (75).
(15) ميكلا أغناطيوس عن (شمس الإسلام تشرق من جديد) محمد عثمان (125).
(16) الشعر لشاعر الشرق د. محمد إقبال.
المصدر: منقول
- التصنيف: