لمس أكتاف.. لصالح العفاف

منذ 2009-11-02

أيتها المنتقبة؛ لقد رفعت على عرش عال، ونظرت الدنيا إليك، وأشارت إليك الأصابع، وسلطت عليك الأضواء، فلا تخذلينا.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدَ لله، أحمدُه تعالى، وأستعينه، وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب: 70-71].


أما بعد..

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد..

فإخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله (وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا).


أحبتي في الله ،،،
كيف حال قلوبكم مع الله؟

إخوتي...

أنا والله أحبكم في الله، وأشهد الله أنني أحبكم في الله يا أهل التوحيد والسنة، أحبكم في الله حبا جما، وقبل كل ذلك، وفوق كل ذلك، وأعلى وأسمى من كل ذلك: اللهم إني أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك أني أحبك..

أحب الله، وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الله، ثم إني أحب هذا الدين العظيم الذي كلما أكرمني ربي بأيام جديدة أعيشها على ظهر هذه الأرض كلما اكتشفت عظمته أكثر...


واكتشفت عظمة هذا المنهج الذي ندين لله به: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..

هذا المنهج العظيم نور على نور..

هذا المنهج أبى الله إلا أن يجعله عاليا حقا، مستعليا بحق.


وانتصر النقاب..


إخوتي...

إذا كنا نعيش في هذه الأيام مع معركة النقاب، فأقول بملء الفم: الله أكبر، انتصر النقاب، الله أكبر..
بل أستطيع أن أقول.. لمس أكتاف.. الكل سلّم في هذه المعركة، وأذعن للحق، وكيف لا والله مظهر دينه وناصرُه؟ قال سبحانه وتعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: 32-33].

إخوتي...

الحمد لله، انتهت المعركة، وحسمت القضية لصالح النقاب.. للمنتقبات: كل سنة وأنتن طيبات، بارك الله لكن، والحمد لله رب العالمين.

وقد يقول البعض: "ماتزال المعركة دائرة"، وأقول: "لا لا، تفاءلوا وأبشروا خيرا، معي تصريح رسمي"..
فخلال افتتاح اليوم الثقافي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمسجد النور بالعباسية، يوم السبت الماضي، خرج شيخ الأزهر الشيخ سيد طنطاوي وقال: "أؤكد للجميع أنني لست ضد النقاب، وأحترم النساء المنتقبات، ومرحبا بالنقاب".

والله لست أنا الذي يقول هذا بل هو، فبالحرف الواحد قال: "ومرحبا بالنقاب"، وقال: "كما أكنّ للمرأة المنتقبة كل التقدير والاحترام"، قال هذا بالحرف الواحد.

وأردف: "للمرأة كل الحرية في استعمال النقاب، سواء في الشارع، أو العمل أو في بيتها، سواء كانت جميلة أم قبيحة.."، كما قال: "هذه حرية شخصية، أما ما نرفضه فهو أن ترتدي الطالبات أو المدرسات النقاب داخل الفصول الدراسية التي تدرس بها الطالبات فقط، وتدرّسهن مدرّسة، فإذا خرجت الطالبة إلى "الطرقة" لها أن تلبس عشرين نقابا، وإذا نزلت إلى فناء المعهد الأزهري أو المدرسة، لها أن تلبس أربعين نقابا، حتى لا يراها الرجال، ولها مطلق الحرية في ذلك".

الله أكبر، ماذا نريد أكثر من ذلك؟


وللبنت التي بعثت لي سؤالا عبر الرسائل القصيرة، وتقول إنهم منعوها من دخول المدرسة، أقول: خذي هذا التصريح، إنه موجود في الجرائد، وفي مواقع "النت" بالصوت والصورة، خذيه وضعيه في عين الذي يمنعك من لبس النقاب، وغطي أنت عينيك، وتسلم عيناك، (أسأل الله عز وجل أن يثبتكن).

لمس أكتاف.. لأنه دين الله، والله ناصر دينه.

لمس أكتاف.. لأنه شرع الله، والله مظهر شرعه وناصر أهله وأوليائه.


أيها الإخوة...

إلى أين يريد أن يصل الذين يحاربون النقاب؟، هل هم من الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟

إنه واللهِ شيء مريب، فجرائد هذا الأسبوع وصل كلام البعض فيها إلى حد الكفر، حتى قيل في بعضها: "ربنا أمسك ريشة ورسم المرأة"!!

- ما الذي تقوله يا هذا؟

- "وأنتم تريدون أن تغطوها لماذا؟"

- لسنا نحن من نريد أن يغطيها يا هذا، الله هو الذي يريد أن يغطيها منكم عياذا، وقد كرّمها لكي لا تكون لعبة في أيديكم وأيدي قوم ألفناهم أوغادا..

يريد ربنا أن يغطي المرأة تكريما لها كيلا تهان.. كيلا تكون سلعة.. كيلا تكون رخيصة تباع وتشترى.. كيلا تكون مجرد صورة.. مجرد منظر..


دعوة للاحتفال:

اليوم حفل للأخت المنتقبة البطلة، المستترة، التي سترت وجهها، وسترها ربها، ونصرها، ورفع قدرها، وأجرى هذا الكلام على ألسنة من؟

سبحان الله!!

يا لبطولتك أيتها المنتقبة... يا لبطولتك أيتها المتسترة... يا لبطولتك أيتها المخبتة...

سبحان الله العظيم...

آن لك أن تعتزي بنقابك..

ولقد قلت في السبت الماضي في قناة الرحمة إن هذا النقاب هو شرفك، ومن تفرّط في النقاب تفرّط في شرفها..

واسمحي لي أيتها المنتقبة أن أسالك سؤالا: ماذا قدمت من خير لكي ينصرك الله هذا النصر؟

سبحان الله العظيم...

كنت أقول أمس: "المنتقبة هي بركة هذا الزمان، المنتقبة لها فضل على رجال هذه الأمة" أتعرفون كيف؟

لقد سترت وجهها فمنعتهم من الزنا، أليست العين تزني وزناها النظر؟، أليس إذا وقعت عينك على امرأة فقد زنت عينك؟

ها هي سترت وجهها، فمنعت وقوعك في الزنا، أليس لها إذن فضل عليك؟، هل هناك من يخالفنا في هذه المسألة؟، هل هناك من يستطيع أن يخالفنا في أن العين تزني وزناها النظر، وأن المرأة المنتقبة كفتك هذا، وحفظتك، وعُصمت بها من هذه المعصية؟

سبحان الله العظيم...


وأريد أن أشرك في الحفل أيضا وليّ المنتقبة: أباها، زوجها، أخاها الأكبر، شيخها.. أشكر جميع الذين ثبتوها بإذن الله -وأخص المشايخ ما شاء الله لا قوة إلا بالله- أهل المنهج جزاهم الله خيرا، ولا أنسى القنوات الطيبة الصالحة المخلصة التي وقفت مع المنتقبة في وجه هذه الحملة..


أشكر الكل على هذه الوقفة، وأقول لمن لا يزالون يسعّرون الحرب: قد كفيتم، يكفي (راحت عليكم) كل عام وأنتم بخير، "لموا الدور"، انتهينا.

لذلك بعدما تكلم شيخ الأزهر، قلت: "لا يفيد الكلام بعد" انتهى، ألم تقولوا إن هذا هو الرجل الكبير؟، فلماذا تتكلمون بعد الرجل الكبير؟، لا يتكلم أحد بعده، هو قال: "أنا لست ضد النقاب"، وقال: "أكنّ للمرأة المنتقبة كلّ الاحترام والتقدير"، وقال: "البسي عشرين نقابا أوأربعين نقابا"، لا بل هو واحد، إياك أن تلبسي أربعين نقابا، وصدق الله: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُفَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِكَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17].

ولكن لا أنسى أن البطولة الحقيقية هي بطولةُ الإسلام، بطولة المنهج، فعظمة هذا الدين أنه كلما عودي وهوجم علا نجمه وازدهر، وكثيرا قلت كلمة جرت على لساني منذ أكثر من ثلاثين سنة.. قلت إن الإسلام كالكرة المطاطية، كلما ضربتها في الأرض أشد كلما ارتفعت إلى السماء أكثر..
هوجم الإسلام في البوسنة والهرسك فعلا نجمه في أوروبا، هوجم في كوسوفو، وهوجم في كل مكان، وهو مازال يعلو ويعلو في كل مكان، (أسأل الله جل جلاله أن يحفظ المسجد الأقصى، اللهم احفظه، اللهم احفظه، اللهم إنك تعلم ضعفنا، اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، اللهم احفظه، اللهم دافع عنه، اللهم سخر للمسجد الأقصى جندا من جندك من جنود السماوات والأرض، يدفعون عن هذا المسجد الأذى).


أيها الإخوة...

إن أقوى ضربة كانت هي زيادة عدد المنتقبات، ولذلك بعد أن جاء الفرج، وانحسر الكرب وانفرج، أريد أن أوجّه كلمة حق في قضية النقاب بعد أن انحصر الخلاف في خانتي الاستحباب والوجوب، فالناس الذين كانوا يعوون بكلام من قبيل أن النقاب ليس من الإسلام وأنه يهودي وأنه عادة.. كل كلامهم هذا سقط وتهاوى، وانتهت القضية.

نحن نتكلم الآن في قضية: أن النقاب مستحب أم فرض؟

وأنا أريد منكَ ومنكِ الآن أن نسترخي ونتدبر، كي نفكر مع بعض بهدوء في جواب السؤال التالي:

لماذا يأمر الشرع بستر الوجه؟

الشيخ محمد حسان جزاه الله خيرا وبارك الله فيه، وبارك في علمه، أصلَّ المسألة بكلام علمي "زي الفل"، (أسأل الله أن يكرمه ويحفظه ويعافيه) فقد ذكر كل الأقوال والرد على الشبهات، و.. و..
والشيخ أبو إسحاق الحويني جزاه الله خيرا أبدع وأجاد، وأجاب بأسلوب علمي ما شاء الله.

فالاثنان بارك الله فيهما أنهيا الأمر علميا، لذلك أتركوني اليوم أتكلم كلاما وديا، كلاما حِبِّيًّا، كلام قلوب: لماذا يأمر الشرع بستر الوجه؟، ما تظنون السبب؟، لدرء ماذا؟، لمنع ماذا؟، للحيلولة دون ماذا؟

تعالوا لقاعدة أصولية تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد" وببساطة أسأل؛ هل النقاب شرع لمنع الكذب؟، أجبني، قل معي: هل النقاب شرع لمنع الغيبة والنميمة؟ .. لمنع الرياء؟ النقاب لماذا؟
النقاب شرع لمنع الزنا.. لمنع مقدمات الزنا، أليس خالك شوقي رحمه الله قد قال:
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقــــاء!!!


وشيخنا حسن أيوب عليه رحمات الله قال: "هذا في أيامك يا شوقي الله يرحمك، اليوم نظرة فلقاء مباشرة"!!!

ودعونا من كلام شوقي والشيخ أيوب، وخذوا كلام ربنا. قال تعالى: {قلْ لِلْمُؤمِنِينَ يَغضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيَحْفظوا فرُوجَهُمْ} [سورة النور: 30]، ما رأيك إذًا؟، اترك كل الكلام إلا كلام ربي، فأحق القول قول ربي، ألم يقل: يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم؟، أليس النقاب من أجل منع الزنا ومقدماته؟، أليس النقاب من أجل منع مرض العشق ومقدماته؟، وهم بالمناسبة يستهزؤون بنا ويسمونه حبا، واسمه الشرعي: "عشق". أليس النقاب لمنع الصداقات المريبة المحرمة والإعجاب المحرم؟، أليس النقاب لمنع مرض القلب بالشهوة وفوران الشهوة لتفرغ بطريقة محرمة؟، كيف يكون النقاب مستحبا وهو لمنع المحرمات والكبائر؟


اسمعوا واسمعن مني هذه لله، اسمعي يا أختي، اسمعي يا بنتي، اسمعي يا أمي، اسمعي يا خالة، اسمعي يا حاجة: وليأتِ كل منكم بميزان وليضع على كفتيه ما أقوله ليحكم بنفسه، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَايُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31].

ألم أقل لكم إني أتمنى أن تسمعوا القرآن؟


تأملوا معي..

- {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ} : لا يضربن للتحريم، فلا يجوز أن تمشي المرأة بـ"الكعب" تضرب في الأرض، "تكْ تكْ تكْ"، لا يجوز..

- {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ} : لماذا؟

- {لِيُعْلَمَ مَايُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} ..

طيب، تأمل معي أن ربنا يخاطب النساء في هذه الآية: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَايُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ..} [سورة النور: 31]، وفي ذات الآية يطلب من المؤمنين أن يتوبوا.. {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31].

لماذا؟
لم يقل "أيتها المؤمنات"، لأنه يعني وليها ومن سقط في فتنتها، إذ الرجال هم السبب في فتنة هذه المرأة: {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، فعلم أن صوت "كعب" المرأة حرام، بل قل؛ صوت أي زينة تلبسها حرام.

ضع إذًا في كفة الميزان صوت نعلها، وضع في الكفة الثانية، خذيها، عينيها، شفتيها، أمازلت تقول: النقاب مستحب؟

ضع أنفها، فمها، جبهتها، ذقنها، أليس هذا وجهها؟ بالله عليك؛ أيهما أولى بالمنع، منع صوت القدم أو ..؟؟

لا أريد غدا أن يأتي صحفي أو غيره ليقول إن صوت "الكعب" حرام!!، فلست أنا من قال ذلك، بل ربنا هو الذي يقول: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ..} هذا قرآن.


نصائح وتوجيهات للمنتقبات:

أيتها المنتقبة؛ اشكري ربنا، اشكري الله على نعمة الانتصار، ولكن، أريد وأنا أهنئك وأدعو لك أن أقول لك: لا تخذلينا، نريد في الفترة القادمة نقابا جديا غير منفلت لكي لا تشمتي بنا الأعداء، (اللهم لا تشمت بنا الأعداء والحاسدين)..

أيتها المنتقبة؛ لا أريد أن يأتينا أحد فيقول: "هذا هو النقاب يا عم الذي تتحدثون عنه، انظر ماذا تقول فلانة، انظر ماذا تفعل، أترى ما تلبس..؟".

أيتها المنتقبة؛ النقاب يستر كل البدن، فلا داعي يا أخوات أكرمكن الله للكحل في الشارع، قولي لي: أنا كنت أضعه في البيت، وأجيبك ببساطة أن اغسلي عينيك قبل أن تخرجي، لن يحدث شيء، لن نخسر شيئا، بدل أن أقول لك غطي عينيك، وأنزلي الإسدال، أظهري عينا واحدة فقط (العين اليسرى)، واغسلي عينيك تماما فلا يبقى فيهما أي أثر للزينة، فلا يجوز أن يتخذ النقاب للزينة، وأريد أن تسألي نفسك قبل أن تنزلي إلى الشارع: لمن تضعين هذا "الماكياج"؟ اتركيه للبيت وللبيت فقط..


أيتها المنتقبات؛ لا تخضعن بالقول..

أيتها المنتقبات؛ لا تسمعن الغناء، عيب أن نجد إحداكن منتقبة ترتدي الأسود، ونجد هاتفها يرن بأغنية، عيب هذا بل حرام..

أيتها المنتقبات؛ لا تشاهدن المسلسلات..

أيتها المنتقبات؛ لا تغتبن أخواتكن، ولا تنممن، واحفظن ألسنتكن..

أيتها المنتقبات؛ لا تكذبن، ولا ترفعن أصواتكن..

أيتها المنتقبات؛ إن اتقيتن فلا تنشزن على أزواجكن، إياكن والنشوز، إياكن أن يقول لإحداكن زوجها: أنت تلبسين النقاب أنت؟ أنت منتقبة أنت؟ هذه أخلاق منتقبة؟ ترفعين صوتك؟ تخرجين من غير إذني؟ لا تنشزن، إياكن والنشوز..

أيتها المنتقبات؛ لا تشمتن بنا الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا..

أيتها المنتقبة؛ إن ظهرت في حديقة مع شاب، أوجلست على رصيف في "الكورنيش"، فأنت سبب في حرب أخرى ستشن على النقاب..

أيتها المنتقبة؛ إن لم تحسني التبعل لزوجك، أو أسأت الأدب مع والديك، فأنت سبب في شن حرب أخرى ضد النقاب، وصد امرأة أخرى عن النقاب..

أيتها المنتقبة؛ هذه أيامك، زيني وجهك بالنقاب، عيشي الحق بالنقاب، ولا تجاهري بالذنوب، فأنت رمز الحياء، وحياؤك هو الحياة..

أيتها المنتقبة؛ لا تتخلي عن القفازين..

أيتها المنتقبة؛ لا تلبسي في رجلك إلا الجورب الأسود، وليس الذي بلون الجسم، البسي الجورب الأسود والحذاء الأسود، استري نفسك، واعلمي أن حذاءك وحقيبتك ينبغي أيضا أن يُتورع في أن لا يكون بهما زينة..

أيتها المنتقبة؛ لا تسمحي لعامل النظافة ولا لقارئ العداد أن يدخل بيتك وليس معك رجل محرم، لا تركبي "التاكسي" مع رجل لوحدك، فتلك خلوة، والفتنة شديدة، ولا تسمحي لأخ زوجك ولا لزوج أختك أن يختلط بك، فالحموُ الموت، (وقالوا الحمو هو كل محرم مؤقتا: أخ زوجك، زوج أختك..) إياك أن تختلطي به ولا تتكلمي معه، ولا تمزحي معه، ولا تكشفي يديك أمامه، ولا تسقط عينك على عينه، اتقي الله، فليكن الموت ولا تكن الخيانة لدين الله.

أيتها المنتقبة؛ لقد رفعت على عرش عال، ونظرت الدنيا إليك، وأشارت إليك الأصابع، وسلطت عليك الأضواء، فلا تخذلينا.


متى ستنتقبين؟!

ثم كلمة في النهاية، لمن لم تلبس النقاب حتى الآن، متى ستنتقبين؟، لن أرفع صوتي، وبهدوء أسأل: متى ستلبسين النقاب؟، متى ستغطين وجهك وتعيشين في خلوة مع الله، وتحسّين الأنس بالله، وتحسّين بحلاوة الإيمان وزيادة الإيمان والقرب من الله؟

(أسأل الله أن يهدي بنات المسلمين إلى ارتداء النقاب وأن يثبت المنتقبات منهن عليه)


أحبكم في الله...

أستودعكم الله...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المصدر: موقع الشيخ

محمد حسين يعقوب

داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات

  • 13
  • 7
  • 14,644

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً