رسالة من القلب

منذ 2010-01-30

أمتنا اليوم لا تُحسدُ على ما هي فيه من ذلة وخنوع، ولكنها مهددة بما هو أنكى من ذلك بعد هذا الموقف المخزي في استرضاء السيستاني؛ فأخشى أن يضرب الله عليها من الذل ما هو أدهى من ذلك ..

 

تابعت الضجة التي أثيرت حول (فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن العريفي) حول غيرته لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالأخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهم الذين شهد الله لهم في سورة التوبة بنص صريح لا يدخله النسخ؛ لأن النسخ لا يدخل الأخبار ولا الأخلاق، وما في سورة التوبة خبر من الله صريح بأن الله رضي عنهم ورضوا عنه، وأن لهم الجنة خالدين فيها، وهذا أيضاً نصٌ صريح بزكاء سلوكهم إلى أن لقوا ربهم، وشهادة بأن بلاغهم لدين ربهم على الصدق والعصمة، إضافةً إلى ما صح به النص دلالة وثبوتاً من إيجاب إتباع سنة الخلفاء الراشدين كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وفهم المسلمون صواب كلِّ ما ذهبوا إليه فيما لم يختلفوا فيه، وحسم الشرع وجوب إتباعهم إذا لم يختلفوا؛ لأن هذا هو وجوب إتباع سنتهم، ويضاف إلى ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالشيخين..


وظهر بالسيرة العملية أن أبا بكر رضي الله عنه لم يختلف عليه المسلمون، بل كان مأثوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المرجع فيما اختلفوا فيه، وكان كل ما يمضيه عن اجتهاد صواب، وهكذا عمر بن الخطاب كان يستشير الصحابة رضي الله عنه على الرغم من أن الاختلاف عليه قليل، وكانوا موافقين له بارتياح كامل فيما عزم عليه بعد المشورة.


وأهل السنة والجماعة الذين هم جمهور المسلمين، والذين تكونت تركة المسلمين بالله ثم بهم رِقعةً وتاريخاً وسمقت بهم علوم حفظت لغتهم، وأصول ميزت مسائل دينهم، وأصول توثيق حفظت تاريخهم، وهم مجمعون على عقوبات شرعية زاجرة لمن سب الدين، أو سب نبياً من الأنبياء، أو سب أحداً من الصحابة رضي الله عنهم..


والصحابة من أولياء الله، ومن آذى واحداً منهم فقد آذن الله بالحرب بنص الخبر الشرعي، ولقد قام أحد البدعيين المتنفِّذين بسبِّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اكتسب معظمُ الرقعة الهُّويةَ العربية والإسلامية على يده، وعادة هؤلاء البدعيين الاحتفال بأبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله الذي غدر بعمر رضي الله عنه، وهو احتفاء بقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولعنهم، ثم إن سب عمر رضي الله عنه وإخوانه من الصحابة رضي الله عنهم استفزاز لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فلما قام الغيور الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي غضباً لله، ثم لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه خذله أبناء قومه بتفكير سياسي جبان.


فاعتذر أناس من الحق الذي قام به العريفي كأنهم يخشون أن يطالبهم البدعيون باعتذار رسمي على مستوى الدولة، وأما هم - وهم الغثاء الذين باعوا دينهم بدنياهم الفانية - فهم أذل من أن يملكوا ضغوطاً تجبر البدعيين على الاعتذار والتراجع والتعهد بعدم العودة لمثل هذا الإثم؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون على هذا الذل؛ فما أعظم هذا المقت الذي ضُرب على أمتنا؛ فهؤلاء البدعيون ينشرون خرافاتهم في بلاد الفقراء المستضعفين في الرقعة العربية والإسلامية ونحن مشغولون في السخافات والغثاء العامي الذي ترونه في فضائياتنا وفي الطرب الفج، وكان الحق على المسلمين، وخاصة رجال العلم في بلاد السعودية أن يغاروا لله ويتكلموا بملءِ أفواههم تأييداً للعريفي ومقتاً لكل مبتدع، وبهذا يوحدون صفهم ويحمون حقهم، ويبقون على واجبهم في محاكمة كل من يهين مشاعر المسلمين في دينهم، ولله عليَّ شهادة ألقى الله عليها ما بقي من حياتي نَفَس أن من سب من هو دون عمر من الصحابة رضي الله عنهم زنديق تنبغي معاقبته بمرافعة شرعية ما ظل للإسلام سيف يحميه.


ووالله ليس لهذا السيستاني الذي سُمِّي آية مسوِّغ كبير أو صغير يقتضي مداهنته في سب عمر رضي الله عنه، ويمنع من اتحاد المسلمين على مطالبته بالتوبة أو المحاكمة، وإنها والله لهزيمة شنعاء من بعض علمائنا؛ إذا يبلغ بهم الصغار إلى الاعتذار لبدعي عدو للأمة، ويهون عليهم أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه الذي يفر الشيطان من سوق يمشي معه، والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما رأيت عبقرياً يفري فَرية» والذي نزل عدد من الآيات بما أُلهمَ به معنىً أو لفظاً ومعنى، والذي حطَّم عروش كسرى وقيصر فلا كسروية ولا مجوسية.


وأمتنا اليوم لا تُحسدُ على ما هي فيه من ذلة وخنوع، ولكنها مهددة بما هو أنكى من ذلك بعد هذا الموقف المخزي في استرضاء السيستاني؛ فأخشى أن يضرب الله عليها من الذل ما هو أدهى من ذلك ما بقيت أجيالنا إلى أن يقوم لدين الله سيف يحميه؛ فيا غوثاه من هذا التخلي عن هذا الصوت الجهوري الكريم.. (صوت محمد بن عبد الرحمن العريفي)، والله المستعان.


 

المصدر: أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري - موقع الألوكة
  • 0
  • 0
  • 3,735

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً