مقاصد السور القرآنية - [10] مقاصد سورة البقرة
وسورة البقرة هي ثاني سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة بحسب ترتيب المصحف العثماني، وعدد آياتها ست وثمانون ومائتا آية، وهي أطول سورة في القرآن، وفيها أطول آية في القرآن، وهي آية المداينة، وفيها أفضل آية في القرآن، وهي آية الكرسي.
التعريف بالسورة
سورة البقرة مدنية بالإجماع، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: "هذه السورة أول ما نزل بالمدينة، نزلت في مُدَدٍ شتى". وعنه أيضاً: "آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، آية الربا". وروي أن آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة من الآية:281]. وقد ثبت في الصحيحين، عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أنه صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة من بطن الوادي، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم قال: « »".
وسورة البقرة هي ثاني سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة بحسب ترتيب المصحف العثماني، وعدد آياتها ست وثمانون ومائتا آية، وهي أطول سورة في القرآن، وفيها أطول آية في القرآن، وهي آية المداينة، وفيها أفضل آية في القرآن، وهي آية الكرسي.
أسماء السورة
سميت هذه السورة بعدة أسماء، منها: السنام، والذروة، والزهراء. أما تسميتها بالاسمين الأولين؛ فلقوله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه أحمد وغيره)، وأما تسميتها الزهراء؛ فلقوله صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح مسلم [804]). وذكر صاحب كتاب (مصاعد النظر) أن من أسمائها الفسطاط.
ومع أن تسمية هذه السورة بسبب ذكر قصة بقرة بني إسرائيل فيها، بيد أننا نجد سبباً أعظم دلالة من هذا السبب، ألا وهو كون القصة دالة على حال بني إسرائيل مع أوامر الله تعالى، وتعنتهم وتشددهم، وتمنعهم من تلقي أمر الله تعالى، وهذا في غاية المناسبة لسورة البقرة، التي تضمنت تربية المؤمنين على تلقي شريعة الله تعالى؛ ولذلك تضمنت السورة كليات الشريعة وأصولها، فكأن الاسم شعار للمؤمنين؛ ليحذروا من التشبه بأصحاب البقرة. وقد قال الزركشي: "وتسمية سورة البقرة بهذا الاسم؛ لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها".
فضل السورة
ورد في سورة البقرة جملة من الأحاديث والآثار، نذكر منها: قوله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: « -الغياية: الظلَّة- »، قال معاوية بن سلام: "بلغني أن البطلة: السحرة" (رواه مسلم).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «
وجاء في فضل آية الكرسي جملة أحاديث، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد جاءه الشيطان يوماً، وفيه: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة من الآية:255]» ، وقال له: "لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه البخاري).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة من الآية:255]"، قال: "فضرب في صدري، وقال: « »" (رواه مسلم).
»، قال: "قلت: {وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله الزواج: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة من الآية:255] »، قال: "بلى"، قال: « » (رواه أحمد).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «
وجاء في فضل خواتيم سورة البقرة بعض أحاديث، نذكر منها: قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جالساً عنده: "أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته" (رواه مسلم).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «
» (متفق عليه). وقوله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه الحاكم في (المستدرك)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري").وقوله صلى الله عليه وسلم: «
مقاصد السورة
تضمنت السورة الكريمة مقاصد الإسلام الرئيسة وكلياته الأساسية؛ ففيها إقامة الدليل على أن القرآن كتاب هداية ليُتَّبَع في كل حال، وأعظم ما يهدي إليه الإيمان بالغيب، الذي أعربت عنه قصة البقرة، التي مدارها الرئيس على الإيمان بالغيب؛ فلذلك سميت بها السورة؛ لأن إحياء ميت بمجرد ضربه ببعض أجزاء تلك البقرة أقوى دلالة على قدرته سبحانه.
وعلى الجملة، فإن هذه السورة -على طولها- تتألف وحدتها الموضوعية من: مقدمة، وأربعة مقاصد، وخاتمة.
أما المقدمة: فقد تضمنت التعريف بشأن هذا القرآن، وبيان أن ما فيه من الهداية قد بلغ حداً من الوضوح، لا يتردد فيه ذو قلب سليم، وإنما يعرض عنه من لا قلب له، أو من كان في قلب مرض.
والمقصد الأول: يتجه إلى دعوة الناس كافة إلى اعتناق الإسلام، ونبذ ما سواه من الأديان.
والمقصد الثاني: تضمن الحديث عن أهل الكتاب، والدعوة إلى ترك باطلهم، والدخول في دين الإسلام.
والمقصد الثالث: تضمن عرض شرائع هذا الدين تفصيلاً.
والمقصد الرابع: فقد تضمن ذكر الوازع الديني، الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع، ويعظم مخالفتها.
أما الخاتمة: فقد اشتملت على التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد، وبيان ما يرجى لهم في آجلهم وعاجلهم.
وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) كلاماً يطول نقله هنا عن مقاصد هذه السورة، حاصله: أنها اشتملت على تقرير أصول العلم، وقواعد الدين النظرية والعملية.
أخيراً، فقد روى مالك في (الموطأ) أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها. أي: يتعلم فرائضها وأحكامها، مع حفظه لها. وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على أهمية هذه السورة ومكانتها؛ لما اشتملت عليه من أحكام العقيدة، وأحكام العبادات والمعاملات بأنواعها.
- التصنيف:
- المصدر: