لماذا تقاتل دول الغرب كلها في أفغانستان ؟

منذ 2010-02-19

نحن في انتظار لحظة الإعلان عن نصر خالص لمجاهدي طالبان الذين أقبلوا علي الموت فكانوا أعزة، وأبطالا في زمن الهزائم، ورجالا في وقت المحنة، يذكروننا بالمسلمين الأوائل الذين غيروا وجه الأرض.

 

المعركة الدائرة في أفغانستان تؤكد عدوانية الغرب ضد الإسلام. فلا يوجد مبرر لاستمرار العدوان علي هذا البلد بكل هذه القسوة، غير أن العقلية الغربية أدمنت القتل وتجريب أسلحتها الحديثة في إزهاق الأرواح.


هذا البلد الفقير يتعرض لعدوان متواصل منذ سنوات، و لا يتوقف القتل اليومي بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ، وكل يوم نسمع عن عملية جديدة باسم جديد وسط طبول الحرب الإعلامية، فالحرب الدائرة الآن في منطقة مارجه باسم عملية "مشترك"، وقبلها "المخلب"، و "النمر"، و "عقرب الصحراء"، و"الأفعى المتمددة".. الخ.


كل هذه العمليات عبارة عن هدم للبيوت وتدمير للقرى والمدن ومذابح تهراق فيها دماء الرجال والنساء والأطفال، يهلل لها ساسة الغرب غير مبالين بآثار هذه الجرائم علي المدى البعيد، بل لا يبالون بقتلاهم الذين تحرقهم هذه الحرب.


ما يحدث في أفغانستان عار علي البشرية في القرن الواحد والعشرين، فالعالم كله مشارك في القتل، سواء بالمشاركة في القتل أو بالصمت علي القتل بل وتأييد البعض لهذه السلخانة البشرية.


إذا ذكر اسم أفغانستان فالموت هو المشهد الأبرز. لكن الموت لم يعد قاصرا علي الشعب المسلم الذي يقصف بالليل والنهار وإنما ارتد الإجرام علي الجيوش النظامية للدول الغربية وذاقت من نفس الكأس التي شرب منها الأفغان.


لقد انقلبت الصورة، وتغير المشهد. بعد أن امتص أجساد الأفغان البسطاء قوة التدمير واستنشقوا رائحة البارود فتضخم الفعل المقاوم وانتفخ الجهاد الطالباني ليرد للمعتدين الصاع صاعين، وهانحن نري الحية المتمددة تتقطع أوصالها في إنحاء البلاد.


حقيقة الأوضاع علي الأرض الأفغانية غير واضحة المعالم للكثير من الناس لسببين. أولها: ضعف الإعلام المساند للطالبان، والثاني: أن أمريكا تفرض تعتيما علي ما يحدث في أفغانستان وتغلق موقع الإمارة علي الانترنت ( الصوت الوحيد والمتواضع) كلما بدأ يعمل حتى لا يطلع الناس علي الهزيمة العسكرية لجيوش الناتو.


من يتابع بيانات طالبان وما بين السطور في الإعلام الغربي يتأكد أن قوات الناتو تاهت في صحراء أفغانستان، فالحالة النفسية للجنود الغربيين في الحضيض والاستغاثات من قائد القوات الأمريكية ومعاونوه من قادة الجيوش الغربية لا تتوقف وحالات الهروب متواصلة وحالات الجنون وفقد العقول متصاعدة. لقد توقف الأوربيون عن إرسال المزيد من الجنود بسبب رفض القادة العسكريين وتمردهم وتصاعدت الانتقادات الأوربية لأمريكا بسبب هذا الاستنزاف المتواصل.


أمريكا تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه، وإرسال الرئيس أوباما الذي ورث التركة الثقيلة 30 ألف جندي أمريكي في وقت يتحدث فيه عن الانسحاب في 2011 ثم المعركة الدعائية الجارية الآن لتثبيت الجنود المحاصرين في صحراء أفغانستان الذين يقتنصهم الموت بالعشرات يوميا.


لولا التعتيم الإعلامي المسيطر عليه أمريكيا بالتمويل، أو بالترهيب لانكشفت هزيمة العسكرية الأمريكية، ولتغير وجه العالم ، ولسقط وهم "السوبر باور" أو الدولة العظمي الذي لازال يعشش في أدمغة بعض المنهزمين.


هزيمة جيوش الناتو في أفغانستان هزيمة للمشروع الغربي كله، ولهذا تتداعي دول الغرب كلها مع أمريكا لتحقيق المستحيل لتفادي هذه اللحظة التاريخية، التي لن تكون فقط مجرد تحرير أفغانستان وإنما إنهاء للهيمنة الغربية الجاثمة علي صدر الأمة منذ انهيار الدولة الإسلامية الكبرى (الخلافة ) وسيطرة الغرب علي العالم.


ستكون لحظة الإعلان عن هزيمة الناتو نقطة تمرد العالم كله علي التبعية لأمريكا والغرب وإعادة التوازن المفقود إلي العالم، وإنقاذ البشرية.


ولحكمة أرادها الله أن الشعب الأفغاني البطل تنكر له كل حكام العالم الإسلامي حتى باكستان، وهو سينتصر بإذن الله بدون مساعدة من أحد. فالنصر الذي تلوح بشائره في الأفق سيكون عبرة لمن لا يعتبر. فالنصر يأتي لأفقر شعب واقل أمة تسليحا أمام قوي الأرض المحاربة مجتمعة.


نحن في انتظار لحظة الإعلان عن نصر خالص لمجاهدي طالبان الذين أقبلوا علي الموت فكانوا أعزة، وأبطالا في زمن الهزائم، ورجالا في وقت المحنة، يذكروننا بالمسلمين الأوائل الذين غيروا وجه الأرض.

المصدر: موقع العرب نيوز

عامر عبد المنعم

كاتب صحفي

  • 7
  • 0
  • 13,021
  • اسماعيل ربابعة

      منذ
    كلام جميل ونسأل الله ان يحشر كل من يعتم ويضلل على المسلمين الحقائق مع الكفرة الملحدين وان يحاسبهم بعدله فالتضليل الإعلامي يعتبر خيانة للامة ومساعدة على كسر ظهرها.
  • أم عبدالله

      منذ
    اللهم انصر طالبان وجميع المجاهدين في سبيلك ... اللهم قوي شوكتهم... اللهم ثبتهم... اللهم انصرهم عاجلا غير آجل
  • nada

      منذ
    جزى اللة كاتب المقال خيرا ؛ و اريد ان انبة الى امارة الشيشان الاسلامية التى فيها انتصارات كبيرة بفضل اللة ضد الروس و اذنابهم ؛ فواللة انهم ليثلجون صدورنا كل يوم بانتصارات كبيرة و يمكن متابعة ذلك على موقع كفكازسنتر.نيت
  • nada

      منذ
    لا شك أن جميع المسلمين ينتظرون انتصار هذه الفئة المظلومة، ولكن هذا لا يجعلنا ننسى نصحها بتصحيح جهادها، ومن ذلك التبرؤ من تنظيم القاعدة والجماعات ذات الفكر المشابه والتي تجعل بلاد الإسلام الضعيفة هدفاً للغرب الكافر وتنفر الناس من الجهاد في سبيل الله.
  • nada

      منذ
    قال تعالى " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " الآية والله إنا لنشتاق لذلك اليوم الذي يعز الله فيه هذه الأمة ويرفعها لسابق عهدها المشرق وجزى الله خير صاحب هذا المقال الرائع
  • nada

      منذ
    اللهم اجعل لنا حظا في نصرة دينك
  • nada

      منذ
    اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين و ارنا فى الصهاينة و أتباعهم من الصليبين و المنافقين يوم كيوم بدر يشفى فية صدور قوم مؤمنين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً