أساتذة الجامعات
وأساتذة الجامعات نوعان :
النوع الأول : أساتذة وظيفة ممن لا هم لهم إلا اللهاث وراء المناصب ، وتحصيل المال والبحث عن الإعارات والانتدابات والمكافآت وتوزيع المذكرات والملازم ، وهؤلاء يقضون مدة خدمتهم بالطول والعرض ثم يمضون فلا يتركون علما ولا أثرا ولا كتبا ولا تلاميذ ، ولا مدرسة علمية ولا منهج مبتكر ، وبعد مغادرتهم المنصب سوف يقبعون في مكاتبهم لا يزورون ولا يزارون ، ولا يذكرهم تلميذ بخير ولا يحرص أحد على كتاب لهم أو فكرة كانوا روادها والممهدين لتقريرها
والنوع الثاني : أساتذة علم ورسالة ، وهؤلاء هم الأساتذة حقا والشيوخ الكبار فعلا ، ممن أنتجوا علما غزيرا ومنهجا مطروقا ومدرسة علمية مشهودة وتلاميذ بالمئات أو الآلاف وكتبا تنشر شرقا وغربا ، ولم تكن قيمتهم قط من وظائفهم أو مناصبهم بل قيمتهم من علمهم وإبداعهم وتعليمهم ،وسوف تبقى كتبهم ومدرستهم الفكرية وتلاميذهم في المشارق والمغارب شاهدة لفضلهم وما قدموه عبر عقود عديدة .
وأمثال هؤلاء لن يضيرهم الفصل أو العزل ولن ينقص من قدرهم ولا تاريخهم الحرمان من وظيفة ، وإنما الذي سوف ينقص قدره فعلا من قرر ودبر ، وشارك ورحب ، والتاريخ شاهد ، وكل شيء مسطور ومكتوب ، والله الموعد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
- التصنيف: