مع القرآن - إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا

منذ 2016-03-20


يقول : لا أحب هؤلاء  ولا يمكن أن أقف في صفهم أو أواليهم فهم متشددون مخربون !!
من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم ؟؟؟!!!!
يقول : هؤلاء الذين يملأون أشداقهم بقال الله و قال الرسول حتى صدعوا رءوسنا و ملت منهم  ومن كلامهم قلوبنا .
هؤلاء الذين يملأون المساجد و يلتزمون بالسنن و تلك اللاتي يرتدين النقاب الكامل  أو الأخمرة ...لا أطيقهم و لا أحبهم .
و الرد بكل بساطة : إن هؤلاء المؤمين الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يداومون على الأعمال الصالحة هم أولياء الله و حزبه و حزب رسوله صلى الله عليه و سلم و من يتولهم فقد والى الله و من عاداهم فقد عادى الله و دائماً و إن حدثت انتكاسات فإن الغلبة في النهاية لحزب الله و أهله و إن فعل البعض أو وقع - أو وقعت -  في خطأ فلا يصح أن يعمم على مجموع المؤمنين .
قال الله :
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة 55 ، 56] .
قال السعدي في تفسيره : 
لما نهى عن ولاية الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، وذكر مآل توليهم أنه الخسران المبين، أخبر تعالى مَن يجب ويتعين توليه، وذكر فائدة ذلك ومصلحته فقال: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } فولاية الله تدرك بالإيمان والتقوى. فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا، ومن كان وليا لله فهو ولي لرسوله، ومن تولى الله ورسوله كان تمام ذلك تولي من تولاه، وهم المؤمنون الذين قاموا بالإيمان ظاهرا وباطنا، وأخلصوا للمعبود، بإقامتهم الصلاة بشروطها وفروضها ومكملاتها، وأحسنوا للخلق، وبذلوا الزكاة من أموالهم لمستحقيها منهم.
وقوله: { وَهُمْ رَاكِعُونَ } أي: خاضعون لله ذليلون. فأداة الحصر في قوله { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } تدل على أنه يجب قصر الولاية على المذكورين، والتبري من ولاية غيرهم.
ثم ذكر فائدة هذه الولاية فقال: { وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } أي: فإنه من الحزب المضافين إلى الله إضافة عبودية وولاية، وحزبه هم الغالبون الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: { وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } .
وهذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة، وإن أديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى، فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا.
أبو الهيثم

  • 0
  • 0
  • 2,524
المقال السابق
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
المقال التالي
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً