كيــان مــؤقــت

منذ 2010-02-23

في الصراع العربي الصهيوني استطاعت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أن تقتلع الشوكة العربية عندما استطاعوا في كامب ديفيد أن يحيدوا مصر أكبر الدول العربية والدولة الإسلامية المهمة واخراجها فعليا من هذا الصراع ..


في الأسبوع الماضي قام داني أيالون نائب وزير خارجية «الكيان الصهيوني المؤقت» بتعليمات مباشرة من الإرهابي المتطرف أفيغدور ليبرمان وزير خارجية «الكيان الصهيوني المؤقت، ورئيس حزب إسرائيل زريبتنا» باستدعاء السفير التركي في «الكيان الصهيوني المؤقت» ووبخه بطريقة صهيونية همجية احتجاجا من الصهاينة على بث التلفزيون التركي لمسلسل تلفزيوني تركي اسمه «وادي الذئاب» يكشف فيه حقيقة اليهود في فلسطين المحتلة وما يرتكبونه من قتل للأطفال وجرائم حرب قذرة أخرى، وسرعان ما انتفض الأتراك الأباة في ظل حكومتهم ذات التوجه الإسلامي الواضح ووجهوا تحذيرا مباشرا للحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة بضرورة الاعتذار في وقت حددوه لهم، وإلا، وبالفعل قدم اليهود اعتذارهم للحكومة التركية القوية ذات التوجه الإسلامي.


في الصراع العربي الصهيوني استطاعت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أن تقتلع الشوكة العربية عندما استطاعوا في كامب ديفيد أن يحيدوا مصر أكبر الدول العربية والدولة الإسلامية المهمة واخراجها فعليا من هذا الصراع مستغلين حاجتها الاقتصادية الماسة وتخلي دول الخليج الغنية عن مساعدتها، ولذلك فإن دول الغرب لن تسمح لتركيا بلعب دور في الصراع العربي اليهودي ينطلق من قناعات إسلامية، إن أشد ما يزعج دول الغرب هو التوجه الإسلامي للحكومة التركية، خاصة مواقفها الأخيرة ضد «الكيان المؤقت» منذ هولوكوست غزة والى هذه اللحظة، ولذلك ليس من المستبعد أن يتخذ إجراء ما يتم به إسقاط الحكومة التركية الحالية.

و بمناسبة الكلام عن توجيه الإهانات الى السفراء الأجانب، فإن التاريخ يروى حادثة إهانة مصطفى كمال أتاتورك للسفير المصري في أنقرة، ومصطفى كمال هو من ألغى نظام السلطنة والخلافة في الدولة العثمانية وأعلن قيام الجمهورية التركية القائمة على النظام العلماني واتخذ في سبيل علمنة الدولة عدة إجراءات منها قيامه في سنة 1925 بإصدار «قانون القبعة» الذي يعاقب بالسجن من يرتدي الطربوش.


في نوفمبر 1930 وفي عهد فؤاد الأول ملك مصر تم تعيين حمزة بك سفيرا لمصر في تركيا، وكان حمزة بك يرتدي الطربوش على عادة المصريين، وبمناسبة اليوم الوطني للجمهورية التركية أقيم احتفال في أكتوبر 1932 وكان يحضر المأدبة التي أقيمت في المساء بمناسبة الاحتفال الكثير من المدعوين من ضمنهم السفير المصري الذي يرتدي الطربوش فتوجه إليه مصطفى كمال وأمره ان يخلع الطربوش وأمر أحد الخدم بالحضور وقام السفير المصري الذي فوجئ بما حدث- مثلما حدث للسفير التركي مع داني أيالون - بنزع الطربوش وغادر قاعة الاحتفال وسط ذهول الحاضرين، وفي اليوم التالي مباشرة قام توفيق رشدي بك وزير الخارجية التركي بالاعتذار للسفير المصري، لكن الحكومة المصرية في تلك الأيام المشرفة رفضت هذا الأسلوب السوقي في التعامل مع السفير.


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

أحمد بن يوسف الدعيج

داعية كويتي متخصص في التاريخ الإسلامي

  • 8
  • 1
  • 4,874

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً