خلية نجع حمادي ..من يدفع الثمن ومن يقطف الثمار؟

منذ 2010-03-06

وما الذي جعل الأنبا متأكدا أنه هو الذي كان مستهدفا من الحادث، ودون أن يمر وقت على وقوع الحدث يصرح بذلك؛ بل ما الذي جعله منتظرا ومتوقعا للحادث فقد قال للنيابة : «بأنه كان يشعر أن شيئا ما سيحدث فى تلك الليلة».



بداية لا بد أن نشير أن تلك الكلمات الواردة هنا ليست اكتشافا وإنما هي إعادة تجميع لما تم تداوله حول ما عرف بحادثة نجع حمادي. وكما يصنع كل من يقوم بتجميع البازل فإنه يلم القطع المبعثرة ويضع اللقطات المتشابهة بجوار بعضها البعض لينتهي إلى صورة واضحة المعالم وهو في الحقيقة لا يعرف مقدما ماهية الصورة التي سيحصل عليها.

فعلى المتضرريين الرئيسين من تلك اللوحة الجديدة أن يقدموا بيانا واضحا وشافيا حتى نغير هيئة الصورة؛ فإن لم تكن تلك هي حقيقة الصورة فليخبرونا دون مراوغة بما تم إخفائه أو طمسه من قطع البازل.


البداية:

نوفمبر من عام 2006

فى أوائل شهر نوفمبر قام بعض الآباء الكهنة بإبراشية نجع حمادي بالسفر إلى القاهرة وقدموا شكوى فى حق الأنبا كيرلس؛ حُوِّل على إثرها لمحاكمة كنسية، ولكن تجمهر بعض من نصارى نجع حمادي بالكاتدرائية بالعباسية تأييدا له حال دون إجراء المحاكمة. حتى هذا والصورة تبدو طبيعية؛ ولكن غير الطبيعي هو أن قائد المظاهرات بالكاتدرائية والتي حالت دون محاكمة كيرلس كان هو حمام الكموني المسجل الخطر والمتهم بارتكاب جريمة قتل ستة نصاري ومسلم.

وذلك على حسب ما جاء في روز اليوسف اليومية بتاريخ 3/2/2010.

وهنا ينبغي أن نتسأل عن طبيعة وحقيقة العلاقة بين الأنبا والكموني، ولا بد من أن نسمع إجابة شافية.

الأنباء تخبر بأن « المتهم كان أشبه بالحارس الخاص للأنبا وتقاضى منه أموالا» وفقاً لتصريحات مصدر أمنى لـ «الشروق» اليومية 24/1/2010 .

وهو ما عادت الجريدة ذاتها وأكدته في اليوم التالي بقولها: قال مصدر أمنى لـ «الشروق» إن جهاز أمن الدولة رصد فى تقاريره الأولى فور وقوع الحادث وجود علاقة سابقة بين المتهم الأول فى القضية، حمام الكمونى، والأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، و«أن المتهم كان أشبه بالحارس الخاص للأنبا وتقاضى منه أموالا».

وأضاف المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن التقارير الأمنية رصدت حرص الأنبا على تقريب الكمونى منه لحمايته وأعطاه أموالا نظير حراسته، «لأنه لا يلقى شعبية بين أقباط نجع حمادى».

هل كان المتهم يستخدم من قبل الأنبا كعصا بطش لكل من تسول له نفسه أن يعترض على قراراته، أو يخرج عن طوعه؟. على حسب ما ذكرت اليوم السابع 5/2/2010.

والتي ذكرت أيضا نقلا عن أجهزة مهمة أن الأنبا يستخدم الكمونى كورقة ضغط على أثرياء الأقباط الذين بدأوا يتأففون من التبرع الإجبارى الذى يفرضه نيافة الأنبا شهريا للكنيسة، حيث كان يلوح لهم بالانتقام منهم بواسطة الكمونى، بل أكدت المعلومات أيضا أن الكمونى كان يجمع التبرعات بالقوة من بعض أصحاب الشركات والمحلات الكبرى ويذهب بها إلى الأنبا كيرلس.


صورة كربونية

هذه الأخبار ترسم صورة لا تختلف في شيئ عن صورة كثير من السياسين في بلادنا وطريقتهم المعروفة في حشد الأنصار، وسوق الجماهير المخدوعة، وقهر المخالفين لهم لتظهر صورتهم براقة لامعة وأن كل شيء يسير على خير وجه، حتى تقع الطامة فينكشف المستور. أقول من يتتبع ما أوردته جريدة وطني وهي جريدة نصرانية وتغطيتها لمحاكمة الأنبا كيرلس وكيف تصف مظاهر الحب التي أوجدها صاحب النيافة وعلاقات المودة التي أسسها بين المسلمين والمسيحيين في نجع حمادي وكيف أن المسلمين والمسيحيين خرجوا في استقبال الأنبا حين عودته من القاهرة بعد فشل أمر المحاكمة، هذا بخلاف المسلمين الذين تكبدوا مشقة السفر للقاهرة للمشاركة في التجمهر من أجل الأنبا وسعي بعضهم لمقابلة البابا شنودة من أجل الأنبا كيرلس الذي أزال كل المشكلات أو الكراهية بين المسلمين والمسيحيين. سيأخذه العجب ويعيش في عالم الأحلام حتى يفيق في ليل السادس من يناير 2010 على صوت الرصاص. ثم يفاجأ بكابوس المهندس مايكل منير ضيف شرف مهرجان الشباب الذي يقيمه الأنبا وهو يتحدث عن الاضطهاد. والذي على ما يبدو لم ير المحبة التي وصفتها جريدة وطني. ولندع ذلك جانبا، ونسأل:

ما الذي أفسد ما بين الكموني وكيرلس

حتى وإن كانت تلك الأخبار التي تشي بأن الكموني كان يعد الذراع القوية للأنبا، غير صحيحة؛ فالعلاقة كانت طيبة بين المتهم والأنبا كيرلس الذي وصف المتهم بأنه كان يحبه ويقدره ويطيعه ويخاطبه بسيدنا. فما الذي أجج الخلاف بينهما للدرجة التي يصبح الأنبا مستهدفا بصفة شخصية من الكموني؟!.

وما الذي جعل الأنبا متأكدا أنه هو الذي كان مستهدفا من الحادث، ودون أن يمر وقت على وقوع الحدث يصرح بذلك؛ بل ما الذي جعله منتظرا ومتوقعا للحادث فقد قال للنيابة : «بأنه كان يشعر أن شيئا ما سيحدث فى تلك الليلة». وهذا هو ما حمله على تقديمه لموعد خروج القداس. وقال أيضا: تأكدت أننى المقصود عندما فوجئت بشاب يمنعنى من دخول المطرانية حتى تصيبنى الرصاصات لكنها مرت بالقرب منى.


فمن هذا الشاب؟

وياترى هل هو مسلم أم غير مسلم؟

وهل يمكن في مناسبة كهذه وظروف كهذه يتوقع فيها الأنبا السوء ويحذر منه أن يقترب منه أي مجهول لهذا الحد؟.

يناير من عام 2009

تتوارد أنباء عن إسلام فتاة نصرانية من مدينة نجع حمادي تدعى "مريم مكرم لوقا".

الكموني كان يزور الأنبا في استراحته بالمطرانية ، إلا أنه لم يعد يزوره وانقطع عنه قبل الحادث بسبعة أشهر، أي في منتصف العام 2009 تقريبا. فما الذي أوقع الجفاء بينهما؟!! تمر الأيام وتقع الحادثة.


تقول الشروق نقلا عن مصادر أمنية: أن خلافا حدث بين كيرلس والكمونى وهو ما جعله يقدم على ارتكاب الحادث، وأن المتهم كان يقصد قتل الأنبا نفسه أو إصابته على الأقل، ورجحت التقارير ذلك بسبب استهداف المتهمين لمطرانية كيرلس على وجه الخصوص وليس غيرها، «مما يرجح أن الحادث مقصود به الانتقام من كيرلس نفسه سواء بقتله أو بوضعه فى ورطة بقتل عدد كبير من الأقباط فى مطرانيته». وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية جمعت معلوماتها من عدد كبير من الأقباط فى نجع حمادى.

أي أن الأمر معروف مشتهر بين أبناء الأنبا ورعاياه؛ فما هو هذا الخلاف؟

هل الإجابة هي ما ذكرته اليوم السابع في عدديها 29/1/،5/2/ 2010 من أن: الأنبا كيرلس استعان بالكموني لإحضار فتاة مسيحية أعلنت إسلامها واختفت عن نجع حمادى، مقابل 300 ألف جنيه، حصل الكمونى على 100 ألف جنيه مقدم العملية، وبعد أن نجح الكمونى فى إعادتها من مدينة المنصورة إلى نجع حمادى، واختفت الفتاة كاختفاء وفاء قسطنطين. إلا أن الأنبا أخل بالاتفاق معه ورفض إعطائه باقي المبلغ، فهدده الكمونى بالانتقام. تقول الجريدة: "وهو التهديد الذى استندت إليه القيادة الكنسية عقب وقوع جريمة نجع حمادى، وملأت الدنيا بأنها تلقت تهديدا بالانتقام منه وليس من الأقباط".

وتحكي ذات الصحيفة أن هناك من كان يراقب تحركات الأنبا حتى لحظة وقوع الحادث؛ وأن الأنبا فطن لذلك؛ فمن ذلك الشخص الذي كان يتتبع تحركات الأنبا، وهل فطن الأنبا له لأنه يعرفه أم أنه مجرد حدس وذكاء منه؟


أخيرا

إن لم تكن تلك المعلومات صحيحة فهي تشويه لسمعة الأنبا الذي أطالبه بمقاضاة تلك الجرائد جميعها ولا يقبل اعتذارها، وإلا فليس لنا إلا تصديق هذه الأخبار ومن ثم فاستخراج النتائج ليس بالأمر العسير، ولا ينبغي للجهات المسئولة أن تترك رجلان يحرقان الوطن ويقتلان أبنائه.

ولا ينبغي لأحد إن كان حريصا على أمر هذا البلد أن يترك ذاك الأمر يمر.

فلا ينبغي أن تتحول حادثة الكموني أو نجع حمادي من جريمة جنائية، لتصبح الحادي عشر من سبتمبر المصرية.

فإن لم تكن تلك الجريمة جنائية؟ فمن المستفيد منها؟ هل يستفيد منها الإسلام والمسلمون؟ هل المستفيد هو مصر والمصريون؟ أم أن المستفيد الحقيقى هو مجموعة من الأشخاص أو التنطيمات يهمها القضاء على الإسلام والمسلمين، وأن يزداد حال مصر والمصريين انحطاطا؟ ومن المستفيد من تحويلها من جريمة جنائية لجريمة طائفية؟

إن هذا التسأولات ليست اكتشافا؛ وبالتأكيد قد خطرت ببال الكثيرين فهل سنجد لها إجابة؟.

أم سيظل الأمر سرا لا يعرفه أحد، حتى يتم إنفاذ ما دبر بليل؟. أم أن أحدا لا يقوى على فضح المستفيد من تلك الجريمة؟.

المصدر: المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
  • 0
  • 0
  • 3,816

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً