"وجاءوا أباهم عشاءا يبكون"، خطة جديدة لتهويد فلسطين

منذ 2010-03-25

مشهد مؤثر لإخوة يوسف وهم يبكون على فقد أخيهم، ويروون لأبيهم كيف أكله الذئب {قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق، وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب}..

 


مشهد مؤثر لإخوة يوسف وهم يبكون على فقد أخيهم، ويروون لأبيهم كيف أكله الذئب {قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق، وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب}. نعم، كم هو جائر ذلك الذئب فكلنا يعرف طبعه اللئيم، ذلك الذئب الذي حرم يعقوب نبي الله من ابنه يوسف القريب إلى قلبه صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين.

و لكن تمهل أخي، هل هذه هي الحقيقة؟ قطعا لا، فكلنا يعرف حقيقة القصة.
ولكن ذلك المشهد يلخص لك سبيل الخديعة الذي يتخذه المجرمون في كل عصر، و دعنا نذكر مثالين من واقع الأمة يكشفان كم الخداع الذي تتعرض له من أعدائها حتى تتضح الصورة.
 

أول تلك الأمثلة هي الجاسوسة أمينة داود المفتي، تنتمي لجنسية عربية تم زرعها لتصل شبكة علاقاتها لأعلى السلطات في منظمة التحرير الفلسطينية، و في إحدى الحروب مع الكيان الصهيوني كانت الجاسوسة أمينة تداوي الجرحى الفلسطينيين الذين قصفتهم الطائرات على خط المعارك الأول، ثم طلب منها قادة المنظمة الفلسطينية أن تلقي كلمة لبث الحماس في النفوس، فألقت كلمة رائعة (حسب وصفها) ثم غلبتها عبراتها من شدة تأثرها، ففتحت الحقيبة عسى أن تجد منديلا تجفف به دموعها، فتفاجأت بجهاز اللاسلكي الذي اصطحبته معها على الجبهة لتبث مواقع القادة والجنود للكيان اصهيوني فأغلقت حقيبتها مسرعة ولم تنكشف في حينها.

و قد تم كشفها عن طريق الصدفة لاحقا جدا، بعد أن أمدت الكيان الصهيوني بكم غزير من المعلومات، و لا عزاء للمغفلين الذين خدعتهم امرأة ساقطة بكلمات براقة عن التضحية و العروبة و هي تبيع جسدها لبعضهم فأف لهم و أف لها، و نسأل الله أن يتوب على الجميع فقد قال تعالى في الذين قتلوا أصحاب الأخدود "إن الذين فتنوا المؤمنين والمومنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" ففتح لهم باب التوبة بقوله "ثم لم يتوبوا".
 
وثاني تلك الأمثلة يرويه لنا "لي كوان يو" الرجل الصيني الذي يمكن اعتباره "مهندس" انفصال سنغافورة عن ماليزيا (الدولة المسلمة) في الستينيات، يحكي لي كوان أنه في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الانفصال غلبته مشاعره من الحزن العميق الذي أطبق عليه بسبب الانفصال، وحق لنا أن نتعجب من هذا الموقف. الرجل يخطط و يعمل لسنوات لفصل سنغافورة عن ماليزيا البلد المسلم ثم يريد أن يكسب تعاطفنا بدموع الظالمين. عذرا يا "لي كوان"، فنحن لسنا مغفلين لننخدع ببكاءك، فميزاننا كما تعلمنا يجب أن يكون ميزان شرعي يزن الأمور بحقيقتها.
 
ولعدم الإطالة نكتفي بالمثالين السابقين، و نقفز إلى خطة خبيثة جديدة تواجهها أمتنا، إنه مشروع "علاء الدين" الذي أطلقته اليونسكو لتعريف العالم الإسلامي بمحرقة الهولوكست. والهولوكست اسم يطلق على محرقة يدعي اليهود أن النازي أقامها للتخلص منهم و قهرهم، ثم اتخذوها بعد ذلك وسيلة لإيقاع أوروبا في عقدة الذنب حتى تظل دائما داعمة لكيانهم الصهيوني وتغض شعوبها الطرف عن المآسي التي يقومون بها في فلسطين، ويبدو أن خطتهم الحالية تتجه لتوسيع نطاق البكاء ليشمل العالم الإسلامي حتى نغض الطرف عن جرائمهم في فلسطين و اغتصابهم لأرضها و بطشهم بأهلها.
 
ونقول ردا على ذلك:
أن ديننا الحنيف يأبى الظلم ويرفضه، فقد نزلت آيات تتلى إلى يوم القيامة في سورة النساء تدافع عن يهودي اتهم زورا بالسرقة.

أن اليهود لم يتعرضوا للظلم في أرض المسلمين أبدا، بل فروا إليها هروبا من المذابح في الأندلس بعد سقوطها في أيدي الكاثوليك النصارى، وهذا هو السر وراء الجالية اليهودية الكبيرة في المغرب العربي. و يمكنك أيضا أن تراجع التاريخ لتعرف كيف كانوا يهربون إلى ربوع الدولة العثمانية ليحتموا بها، ثم ردوا لها الجميل بعد ذلك بأن خططوا لإسقاطها.

أن مذبحة الهولوكست هذه فند البعض حقيقتها بأدلة قوية، و شكك الكثير جدا في مصداقية الأرقام والأهوال التي ذكرت كما سنبين بإذن الله.
إذا أرادت أوروبا أن تجامل اليهود فلتجاملهم في أرضها ولتبتعد عن أراضي المسلمين.
أننا نشاهد بشكل مستمر مذبحة حقيقية على أرض فلسطين، يقتل فيها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء و بشكل متعمد. هذه هي المذبحة الحقيقية التي يجب على العالم أجمع أن يتدخل لوقفها.

أن العالم الإسلامي و لله الحمد قد استفاق، ولن يكون بالسذاجة التي يظنونها و سينقلب سحرهم على الساحر بإذن الله تعالى.
 
و رجوعا إلى حقيقة الهولوكست إليك بعضًا مما فضحه الباحثون أنقله من مقال على موقع طريق الإسلام:
· كتب راسينييه -أستاذ التاريخ المعاصر بفرنسا-، وهو أحد الداحضين لفكرة "الهولوكوست" أنه لا يوجد دليل قاطع لاستخدام غرف الغاز لقتل اليهود أو غير اليهود، ورأيه أنه ربما كان هناك وجودٌ لغرف الغاز إلا أنها كانت تستخدم تطهير أسلحة وأدوات الجنود، كما أنه من المعروف -كما يقول أحد تلامذة راسينييه- أنه كان يلزم ساعتان كاملتان لحرق جثة واحدة، فكيف يستوي إعدام الملايين في غرف الغاز ثم حرق جثثهم في المحارق، فما هو الوقت الذي كانت تستوجبه هذه العمليات؟، إنه وقت يزيد بكثير عن كل ما استغرقته الحرب العالمية الثانية بأكملها؟!

· الكاتب والباحث الأمريكي "آرثر بوتز" كتب كتابًا بعنوان (أكذوبة القرن العشرين)، وفي هذا الكتاب معلومات علمية دقيقة عن معتقل (أوشفيتز) الذي قيل إن 1.2 مليون يهودي تم إحراقهم فيه، فأثبت (آرثر بوتز) أن هذا المعتقل أحرقت فيه جثث الموتى بفعل الحرب (يهوداً وغير يهود) وأن جثثهم أحرقت حتى لا تتسبب في انتشار الأمراض المعدية بسبب تركها في الشوارع لفترة طويلة وأنه من الأرجح أن الذي بناها ليس هتلر بل (البولنديين) بعد الحرب، وأن الروائح التي انبعثت في الأفران التي أحرقت فيها الجثث، كانت أيضاً لخيول نافقة بفعل الحرب، والطريف أن هذا الباحث المدقق، قد أخذ "عينات" لتحليلها من أماكن المحرقة المزعومة ومن بقايا المحروقات، وخرج من كل هذا بأن هذه (المحارق) بالوصف الذي قدمه (اليهود الإسرائيليين) ومن لف لفهم من مؤسسات الابتزاز الأخلاقي العالمي، أكذوبة آن أوان فضحها.

· كتاب "دوجلاس ريد" الذي صدر في الولايات المتحدة سنة 1947، بعنوان "بعيدا وواسعا" "Far and Wide"، وكان "دوجلاس ريد" واحدا من أبرز الصحفيين البريطانيين الذين غطوا الحرب العالمية الثانية، وقد استوقفته بعد الحرب أسطورة "المحرقة النازية" والترويج لها، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وكان أسلوب "ريد" في مناقشة الأسطورة عمليا يستند بالدرجة الأولى إلى الأرقام ودلالتها، التي لا تكذب في حسابه، وقد أورد -ضمن ما أورد- إحصاء عصبة الأمم عن عدد اليهود في العالم سنة 1938، وهو آخر تقريرٍ سنوي لهذه المنظمة الدولية قبل الحرب العالمية الثانية، ثم قارنه بما ورد في أول إحصاء أصدرته الأمم المتحدة هي المنظمة الدولية التي حلت محل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية -وقد صدر سنة 1947، وإذا المقارنة تظهر أن عدد اليهود في العالم بعد الحرب (1939-1945) بقي بعدها كما كان قبلها في حدود 11 مليون نسمة.

· أضف إلى ذلك الدراسة القيمة التي أجراها المفكر الفرنسي المسلم "روجيه جارودي" ونشرها في كتابه المعنون (‏الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية‏) دار الشروق - القاهرة - الطبعة الأولى 1998، وذلك في فصلٍ كاملٍ أسماه "أسطورة الملايين الستة "الهولوكوست"، الذي ناقش فيها الادعاءات اليهودية المحاولة لترويج هذه الفكرة، والهدف من وراء الترويج لها موضحًا أن "الهدف من هذه الأسطورة التبرير الأيدولوجي لإنشاء دولة إسرائيل"، ومفندًا بشكلٍ علميٍّ وعمليٍّ الادعاءات والوثائق اليهودية حولها، مؤكدًا: "‏إنّه لا توجد وثائق يقينية بأنه تمت إبادة ستة ملايين يهودي في معسكرات الإبادة والاعتقال أيام حكم النازيين في ألمانيا‏"، وعن فكرة "أفران الغاز" يقول: "هذه الفكرة غير ممكنة التنفيذ من الناحية الفنية، وأن أحدًا لم يوضح حتى الآن كيف كانت تعمل هذه الأفران المزعومة، وما الدليل على ثبوت وجودها، وعلى من لديه الدليل على وجودها أن يتقدم".

· موضحًا كيف تتم عملية التزييف للوثائق، فعلى سبيل المثال "قد استندت محكمة ‏"‏نورمبرج‏"‏ التي أنشئت لمحـاكمة مجرمي الحرب من النازيين، على شهادة على شكل تقرير كتبته فتاة يهودية كانت من ضمن المعتقلات في المعسكرات الألمانية، وأصدرت كتابًا بعنوان‏:‏ ‏"‏يوميات آن فرانك‏"‏، وتحدثت فيه عن غرف الغاز لحرق اليهود،‏ ويقول ‏"‏جارودي‏"‏‏:‏ "إن مخطوطة الكتاب قد كتبت بقلم ‏"‏جاف‏"‏ وهو قلم لم يكن معروفًا قبل عام 1951، في حـين أن هذه الفتاة ‏"‏آن فرانك ‏"‏ قد ماتت عام 1945".. وغير ذلك الكثير مما يفيد مراجعته في الكتاب، وهو مترجم إلى اللغة العربية.
 
إننا ردا على مشروع "علاء الدين" هذا لا يسعنا أن نقول إلا كما قال يعقوب عليه السلام لأولاده حين جاءوه عشاءا يبكون "قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا".

و من أراد مزيد إطلاع على الهولوكست يمكنه مراجعة المقال بأكمله على موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5698
و هنا أوجه نداءا لرجال الإعلام الصادقين أن يبدأوا حملة مضادة قوية لكشف حقيقة الهولوكست هذه أمام العالم الإسلامي والغربي، كما أناديهم أن يقوموا بإحياء قضية فلسطين والظلم الذي وقع و مازال على أهلنا هناك حتى لا تضيع قضية فلسطين، و أن يصدقوا الله نواياهم وسبلهم لعل الله أن يشكر لهم صنيعهم في الدنيا و الآخرة.

وفي النهاية أجد قول الله تعالى خير رد على هؤلاء الماكرين، قال تعالى في سورة الأنفال {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}

محمد نصر
 
ملحوظة: يجب التنويه أن أبناء يعقوب قد عفا يوسف عليه السلام عنهم "قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين"، كما أنهم ندموا على ما فعلوا وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم: "قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين، قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم"، ونحن لم نقصد أبدا الانتقاص من أبناء النبي الكريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وإنما كان قصدنا الاعتبار بالقصص القرآني ففيه أبلغ العبر.

 
المصدر: محمد نصر
  • 0
  • 0
  • 6,499

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً