{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا }

منذ 2010-03-25

ليس غريباً على المسلمين ما يتلونه في صلواتهم من قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا}، لكن تدنيس قبره وقبور ذريته من الأنبياء المرتقب بممارسات اليهود بعد ضمها إلى الآثار اليهودية لم يحظ باهتمام لائق من معظمهم المسلمين.

 

بقرار مجحف وبدعوى أنهما من بعض موروثاتهم الدينية ضموا المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى آثارهم اليهودية؛ فجاء في بيان لمكتب رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو أن "قبر راحيل والحرم الإبراهيمي هما المكانان اللذان دفن فيهما ومنذ أكثر من 3500 سنة أجدادنا إبراهيم واسحق ويعقوب وجداتنا سارة ورفقه وليا وراحيل وهما يستحقان بالتأكيد المحافظة عليهما وتجديدهما"، ليواطئوا قولاً قديماً لرؤساء اليهود رواه ابن عباس رضي الله عنهما، حين قالوا: "والله يا محمد لقد علمت أنّا أولى الناس بدين إبراهيم منك ومن غيرك؛ فإنه كان يهودياً، وما بك إلا الحسد".
 
يزعمون ويتخرصون بأن إبراهيم عليه السلام على طريقتهم العوجاء، وفي لهجة حاسمة يرد القرآن الكريم الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار على مدى 14 قرناً: { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فالحنيفية مرجعه، والإسلام دينه، وهو وأتباعه من المشركين برآء.
 
ليس غريباً على المسلمين ما يتلونه في صلواتهم من قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا}، لكن تدنيس قبره وقبور ذريته من الأنبياء المرتقب بممارسات اليهود بعد ضمها إلى الآثار اليهودية لم يحظ باهتمام لائق من معظمهم المسلمين.

ولم يستجش هذا الإقرار الرباني للمؤمنين وهذا التكريم والإكرام منه سبحانه وتعالى لهم لدى الكثيرين منا في نفوسهم شيئاً من واجبات النصرة والولاية.. { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}، يقول الإمام القرطبي رحمه الله: " [أولى] معناه أحق، قيل بالمعونة والنصرة، وقيل بالحجة"؛ فلا قمنا بنصرة - إلا قليل - ولا عاونا، ولا حاججنا!! ولم نرق في مجموعنا إلى مستوى الحدث؛ فالذين سلكوا طريق إبراهيم ومنهاجه؛ فوحدوا الله مخلصين له الدين وسنوا سنته وشرعوا شرائعه وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به - كما يقول الإمام الطبري رحمه الله - هم "أحق الناس بإبراهيم ونصرته وولايته"، وسواهم قد فقدوا البوصلة وأخطأوا الطريق.
 

إن مقتضى هذه الولاية والنصرة يفترض منا الغضب المحرك لإيقاف هذا العبث بتراث المسلمين وقبور أنبيائهم الذين لا نفرق بين أحد منهم، وما يحصل الآن في الخليل يدمي القلب فيه أن نرى الهم يحمله مئات من المسلمين في حين يتحمله كل مسلم يتوقع منه أن يكون أولى بإبراهيم عليه وسلم من الآخرين.
 
اليهود لم يتغيروا، صحيح، وهذا ما لا نجهله، وكلامهم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما لم يبرح كلمات مكتب نتنياهو من سلوك اليهود، لكننا تغيرنا؛ فلم نعد نكترث كثيراً لمثل هذه الاعتداءات الممنهجة، والتي تضرب جذورنا بطعنات نجلاء مسمومة.

والذين تبهجهم صورة بلال بن رباح رضي الله عنه وهو يتسلق الكعبة الشريفة ليؤذن في فتح مكة من على ظهرها كما ترويها كتب السير، ويأخذهم الوصف النبوي الشريف الذي يصوره حين يقطر الماء من وجهه إثر الوضوء في الجنة، ليس بوسعهم أن يوفروا إجابة لأبنائهم يوماً لو سألوهم: فلماذا أسلمتم قبره ليهود؟!
 
المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 3,852

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً