"بوكو"حرام وشرطة الإجرام !!

منذ 2010-04-09

كانت قناة الجزيرة معذورة وهي تحذّر مشاهديها من بشاعة اللقطات التي بثتها عن مجزرة رهيبة أقدم عليها مجرمون ينتسبون إلى الشرطة النيجيرية، إذ اغتالوا بدم بارد وقلوب متحجرة نحو ألف من المدنيين العزل..

 

كانت قناة الجزيرة معذورة وهي تحذّر مشاهديها من بشاعة اللقطات التي بثتها عن مجزرة رهيبة أقدم عليها مجرمون ينتسبون إلى الشرطة النيجيرية، إذ اغتالوا بدم بارد وقلوب متحجرة-بل أشد قسوة-نحو ألف من المدنيين العزل، من مواطنيهم الذين يُفترض في الضباط والجنود المجرمين أن يحفظوا أمن هؤلاء المساكين. بل إن القتلة يتقاضون رواتبهم على ذلك الواجب، الذي أقسموا على أن يؤدوه بأمانة!!
 
وأسهم في هذا"الشرف"الوضيع الجيش النيجيري، مع العلم بأن للجيش في أي بلد طبيعي مهمة أساسية إن لم تكن وحيدة هي حماية البلد من أي عدوان خارجي، لكن تجارب التغريب في ديار المسلمين جعلت للجيوش المتغربة واجباً يتيماً هو افتراس مواطنيه والاستئساد على شعبه، والتخاذل في مواجهة الغزاة الخارجيين!! والاتهام لهؤلاء القتلى غير المقاتلين أنهم أعضاء في جماعة (بوكو حرام) التي تدعو إلى تطبيق الشريعة في البلاد.
 
أجل! قتل المجرمون ألف إنسان من المدنيين العزل، وكثير منهم-بحسب الصور الموثقة-كانوا من المعوقين، الذين قد يعف عن أكلهم وحشٌ جائع! بل إن انعدام الضمير وتبلد المشاعر، وصل بأحد القتلة إلى أن يمارس نذالته باصطناع السخرية، إذ يطلب من أحد شركائه ألا يصوّب رصاصه إلى رأس أحد الضحايا لأن الجلاد الجبان يريد الاستيلاء على قبعته!! ووالله لو ورد ذلك في تمثيلية لكان مفزعاً ولكانت هي رديئة واستفزازية لكل من كان لديه بقية من حس إنساني.
 
ولا يسألن سائل عن موقف الغرب المنافق، ولا مجلس الظلم"الأمن"الدولي، ولا دجال محكمة الجنايات الدولية المتاجر برداء العدالة، والمشغول بمطاردة الرئيس السوداني لأن سادة أوكامبو في الغرب يمقتون البشير. فالقتلة الهمج يدركون مسبقاً أن عواصم الكره الكبرى لن تسألهم عن جريمتهم، بل ربما كان حرص الأدوات النيجيرية على كسب مزيد من رضا الغرب عنهم أحد أبرز دوافعهم لارتكاب تلك الفعلة المخزية.
 
كما أن من السذاجة البحث عن أي دور إيجابي للإعلام الغربي صاحب الشعارات الرنانة لتعرية مجزرة لا ترتكبها الوحوش الكاسرة في الغاب، بالرغم من انقضاء بضعة شهور عليها. فذالك الإعلام مشغول غالباً بالتوافه، أما في الفظائع فهو يسلك وفقاً لموازينه الانتقائية:إذا وقعت من مسلم مخالفة مرورية فيجب تضخيمها لتغدو كارثة بشعة، مع نسبتها إلى دينه، أما المذابح اليهودية والصليبية فهي أنباء عابرة عند الاضطرار بعد أن بات لدى بعض المسلمين وسائل إعلام تستطيع فضح المستور.
 
ومما يؤكد نفاق الغرب المسيطر فوق كل ما سلف، الغياب التام لجميع المنظمات الإقليمية والدولية التي ينبغي لها تعليق عضوية نيجيريا حتى تقتص من المجرمين.
إن هذه المجزرة النكراء صورة نموذجية لحصاد التغريب في بلاد الإسلام، فلا قيمة للإنسان إلا إذا كان غربي الملامح أو يهودياً أو نصرانياً أو بوذياً أو هندوسياً، وباختصار شديد:المهم ألا يكون مسلماً!!أما إن كان مسلماً متديناً فدمه حلال بلا سؤال ولا محاكمة ولا شيء من ذلك الترف الخاص بالجنسيات والانتماءات المرضيّ عنها من قبل السادة.
 
فنيجيريا بلد مسلم في أكثريته، لكن الهيمنة الفعلية فيه معقودة لعبدة الصليب وأدوات التغريب،
ولذلك يعيش المسلمون في غربة وهوان ويلاقون عنتاً لا يعلم مداه إلا الله.
والواقعة الرهيبة هي ليست سوى عنوان يلخص حالة فاقعة من حالات الهوس الصليبي اليهودي في كراهية الإسلام ومطاردة المسلمين باسم مكافحة الإرهاب، من حظر المآذن تارة وقمع الحجاب تارة أخرى والضغط لمنع ذكر الدين في بطاقات الهوية الشخصية ....
 
لكنها في الوقت ذاته، موعظة للنظم التي تلهث وراء الغرب، فجماعة (بوكو حرام)بدأت بعشرات من الشباب المتحمسين لكن بطش الجيش والشرطة قادها إلى الارتماء في حضن القاعدة فاغتيال زعيمها وهو مكبل اليدين ثم ادعاء الجيش أنه لقي مصرعه في معركة ثم الفتك بألف مدني أعزل دفعا الشباب إلى الغلو وليس العكس أي أن الانتماء إلى القاعدة جاء نتيجة ولم يكن سبباً في البدء. وها هم المراقبون غير المسلمين يتوقعون بأن السلوك الشائن للجيش والشرطة النيجيريين سوف يضاعف من انتشار الغلو بين المسلمين هناك!! فهل من متعظ؟

 

30/2/1431 هـ

 

المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 3,000

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً