جامع الأدلة على وجود الله مع نقد شبهات الملاحدة - [07] الخلية ووجود الخالق (2-4)

منذ 2016-04-19

قلنا أن الخلية عبارة عن سيتوبلازم ونواة وجدار خلوي، ولنأتي لدراسة أجزاء الخلية لنسبح الخالق ونحمده على بديع صنعه.

قلنا أن الخلية عبارة عن سيتوبلازم ونواة وجدار خلوي، ولنأتي لدراسة أجزاء الخلية لنسبح الخالق ونحمده على بديع صنعه.

السيتوبلازم هو مادة شبه سائلة هلامية القوام يوجد بها تراكيب خلوية حية تقوم بوظائف متخصصة ولذلك تقابل الأعضاء في جسم الكائن الحي المعقد التركيب، ومن هنا سميت عضيات خلوية organelles Cell مثل الميتوكوندريا وأجسام جولوجي.

وهذه العضيات الخلوية معلقة في سائل يسمى سيتوسول Cytosol، ويتألف السيتوسول في معظمه من الماء الذي يحتوي على أملاح معدنية ومواد عضوية ذائبة.

وتعتبر هذه العضيات الخلوية أجسام حية عالية التخصص معلقة في السيتوبلازم وضرورية لحيوية ونشاط الخلية ولكي تقوم الخلية بوظائفها فمن الذي وهب الحياة في هذه الأجسام المتناهية الصغر ومن الذي جعل كل منها له وظيفة معينة ومن الذي هيئها لتقوم الخلية بوظائفها وهل الصدفة يمكن أن تخلق أنظمة متخصصة لتأدية وظائف متخصصة ؟!.

وهناك عضيات محاطة بأغشية membranous cell organoids مثل جهاز جولوجي والميتوكوندريا وعلى النقيض هناك عضيات غير محاطة بأغشية كالريبوسومات والجسيمات المركزية centrioles.

وفائدة هذه الأغشية membranes الموجودة في السيتوبلازم أنها تعمل على تقسيم السيتوبلازم إلى وحدات يختص كل منها بوظائف معينة، وتسمح بحدوث تفاعلات كيمياوية حدوثًا مستقلًا دون تداخل وتهيئ للعضيات المحاطة بأغشية بيئات صغرى لتأدية وظائفها الحيوية بصورة صحيحة وبدون تداخل فهل هذه الأغشية وجدت في السيتوبلازم صدفة وقسمت السيتوبلازم إلى وحدات صدفة أم أن هناك خالق قد قدر أن تكون هذه الأغشية على هذا النحو الدقيق؟!!.

وكما يوجد بالسيتوبلازم عضيات خلوية حية يوجد أيضا تراكيب غير حية لا تتوقف عليها حياة الخلية تسمى البلازما البعدية plasm كالجليكوجين والنشا والحبيبات الدهنية والحبيبات الصبغية وغيرها. 

وبعد حديثنا عن السيتوبلازم ننتقل إلى الحديث عن جدار الخلية أو غشاء الخلية Cell Membrane، وهو الجزء الخارجي الرقيق الذي يحيط بالخلية (السيتوبلازم والعضيات)، ويعزلها عن محيطها الخارجي وغشاء الخلية يشكل السطح الحيوي بين الخلية ومحيطها الخارجي.

ويتكون غشاء الخلية من طبقتين من الدهن الفسفوري الفسفوليبيد phospholipid (الفوسفوليبيدات: هي مجموعة من الدهنيات التي تتركب من جزىء جليسيرول واحد يرتبط به جزيئين من الحوامض الدهنية والرابط الثالث بدل الحامض الدهني الثالث ترتبط مجموعة فوسفاتية، لذلك سُميت فوسفوليبيد) يرتبط بهما جزئيات من البروتين وجزئيات من مركب بروتين الكربوهيدرات الكربوهيدرات المخاطية Mucopolysaccharid.

والسر في تكون الغشاء الخلوى من طبقه مزدوجة من الدهون المفسره أن الدهون لا تذوب فى الماء فتشكل حاجزًا مستقرًا وفعالًا بين داخل وخارج الخلية، وبما أن غشاء الخلية يواجه سائلين مائيين على جانبيه الداخلي والخارجي لذلك تكون من طبقة مزدوجة من الدهون المفسفرة بحيث الطرفين غير القطبين وغير المحبين للماء يتقابلا معا بينما الطرفان القطبيان والمحبان للماء يواجها السوائل المائية على جانبي الغشاء فهل الصدفة العمياء يمكن أن تقصد أن يتكون غشاء الخلية من طبقة مزدوجة من الدهون طرفاه الذين لا يحبان الماء يتواجها معا hydrophobic tails facing each other، وطرفاه الذين يحبان الماء يواجها الماء فتكون جزيئات الماء منجذبة لرؤوس الدهون المفسفرة بالداخل والخارج. 

ويوجد نوعان من البروتينات تدخل في تركيب غشاء الخلية:
البروتينات الطرفية peripheral membrane proteins التي تلتصق بسطح غشاء الخلية سواء الداخلي أو الخارجي.
البروتينات الغائرة integral membrane proteins، هي بروتينات تخترق طبقتي الغشاء الخلوي ويبقى طرفاها مفتوحان على سطحي الغشاء مكونة قنوات تنتقل من خلالها المواد من الخلية إلى خارجها أو العكس فهل هذه القنوات وجدت في الخلية صدفة أم هي من صنع عليم حكيم؟!
وغشاء الخلية يسمح بدخول المواد التي تذوب في الدهون lipid soluble substances عن طريق طبقة الدهون المفسفرة، و المواد التي لا تذوب في الدهون، و لكن تذوب في الماء water soluble substances تمر خلال القنوات channels الموجودة في البروتين الذي يتخلل الغشاء transmembrne proteins صنع من هذا ؟! إنه: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] 

وغشاء الخلية لديه المقدرة على التجدد في المناطق التي يتعرض فيها للتمزق عن طريق بناء جزيئات بروتينية وليبيدات مفسفرة وإضافتها فهل الصدفة العمياء هي التي أوجدت في غشاء الخلية هذه المقدرة ؟ من الذي أعطى غشاء الخلية هذه المقدرة ؟!! إنه الله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50].

وينمو غشاء الخلية مع نمو الخلية وازدياد حجمها فمن الذي وهب غشاء الخلية صفة النمو حتى يزيد مع ازدياد الخلية فلا تتضطرب ؟!! إنه الله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50].

وتنقسم البروتينات التي يحتويها غشاء الخلية إلى سبعة أنواع وظيفية وهي:
البروتينات التركيبية structural proteins والتي تدخل في تركيب الغشاء وبعضها تحتوي على دهون وتسمى بروتينات دهنية وبعضها يحتوي على كربوهيدرات وتسمى بروتينات نشوية.
بروتينات تعمل كمضخات pumps وتقوم بالنقل النشط للأيونات عبر غشاء الخلية.
بروتينات تعمل كمستقبلات receptors، وترتبط بالنواقل العصبية neurotransmitters والهرمونات ولذلك تثير التغيرات الفسيولوجية داخل الخلية.
بروتينات تعمل كحوامل carriers، وتقوم بنقل المواد خلال تركيزها الكهروكيميائي المتفاوت عن طريق النقل المسهل.
بعض الجليكوبروتينات لها دور في تمييز خلايا الجسم عن غيرها.
بروتينات تعمل كإنزيمات خاصة البروتينات الطرفية، وهذه تحفز التفاعلات الكيميائية عند سطح الخلية.
بروتينات تعمل كقنوات أيونية ions channels خاصة البروتينات المتداخلة، وعندما تنشط هذه البروتينات تسمح بنقل الأيونات المختلفة من وإلى الخلية.

ومما سبق يتضح أن البروتينات المكونة لغشاء الخلية تلعب أدوارًا مهمةً، فبعضها يعمل عمل الانزيمات والنواقل، كما أن لبعضها دورًا في استقبال المعلومات الكيميائية مثل الهرمونات فأين الصدفة العمياء في هذا التنوع الوظيفي الكبير؟!!.

وإن قيل كيف تميز الخلايا بعضها ؟!! فالجواب تميز الخلايا بعضها عن طريق غشاء الخلية بسبب ارتباط الكربوهيدرات بالأجزاء السطحية للبروتينات فتكوِّن البروتينات السكرية التي لها الدور في تمييز الخلايا لبعضها البعض. وبعض الخلايا مثل خلايا الدم البيضاء (WBC) تستطيع تمييز الأجسام الغريبة بواسطة هذه البروتينات فأين الصدفة العمياء في هذه الأفعال المنظمة ؟!!.

وإن قيل كيف تتصل الخلايا ببعضها والمحيط الخارجي ؟!! فالجواب فالجواب تتصل الخلايا ببعضها والمحيط الخارجي عن طريق غشاء الخلية من خلال ما يحتويه من بروتينات سكرية وليبيدات سكرية. 

ويمثل غشاء الخلية الحصن أو القلعة التي تحمى حياة الخلية الحية من الغزو الخارجي، وينظم مرور المواد من وإلى الخلية فيسمح بمرور المواد اللازمة للخلية ويخرج الفضلات الناتجة عن الإستقلاب فمن الذي هدى غشاء الخلية إلى إدخال ما تحتاج إليه الخلية وإخراج ما يضر الخلية ؟!! إنه الله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] أي ذلك الصنع العظيم صنع الله الذي أحكم كل شىء وأودع فيه من الحكمة ما أودع.

ولعل البعض يسأل كيف يتم انتقال المواد من وإلى الخلية؟ والجواب يتم انتقال المواد من وإلى الخلية بالطرق التالية: 

أولًا: النقل التلقائي غير الفعال: Passive Transport 
خصائص النقل التلقائي: 
– لا يتطلب هذا النقل صرف طاقة من قبل الخلية فهو يعتمد على اختلاف تركيز المادة على جانبي غشاء الخلية النفاذ.
- تنتشر الجزيئات من التركيز المرتفع باتجاه التركيز المنخفض. 

أنواع النقل التلقائي: 
– الانتشار البسيط simple diffusion:
الحركة العشوائية لذرات وجزئيات المادة ذات التركيز العالي إلى المنطقة ذات التركيز المنخفض، وتلعب خاصية الانتشار دورًا مهمًا في تبادل المواد بين الخلية والوسط المحيط بها، ومن هذه المواد الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والمواد التي تذوب في الدهون.

الانتشار الميسر أو الانتشار المسهل facilitated diffusion :
وهو عبارة عن عملية انتقال الجزيئات التي تذوب في الماء أو الجزيئات الكبيرة التي لا تستطيع الانتشار بسرعة عبر الغشاء من المحلول ذي التركيز العالي للمادة إلى التركيز المنخفض عبر الغشاء البلازمي للخلية (مع تدرج التركيز)، ويتم عبر نواقل بروتينية موجودة في غشاء الخلية ومن الجزيئات التي تتبع طريق النقل هذا جزيئات سكر الجلوكوز والفركتوز والأحماض الأمينية فهل الصدفة أوجدت مثل هذا الانتشار أم هذا الانتشار من صنع عليم حكيم ؟!!.

الخاصية الأسموزية osmosis: 
عملية انتقال جزيئات الماء من المحلول ذي التركيز الأقل إلى المحلول الأكثر تركيزًا حتى الوصول لحالة التوازن عبر غشاء الخلية، ومن التعريف يتضح أن هذا النقل يتم مباشرة ً عبر غشاء الخلية لكنه خاص لجزيئات الماء، وتتوقف كمية الماء التي تدخل الخلية على مساحة غشاء الخلية، والفرق بين الضغط الأسموزي داخل الخلية وخارجها.

ثانيًا: النقل الفعّال أو النقل النشط Active Transport:
وهو عملية انتقال بعض الأيونات من منطقة التركيز المنخفض إلى منطقة التركيز المرتفع بمساعدة البروتينات الناقلة، وفي هذه الحالة يتم استهلاك جزيئات الطاقة ATP لتنشيط الناقل للقيام بعمله.

خصائص النقل الفعّال: 
– يتطلب النقل النشط صرف طاقة من قبل الخلية. 
- تنتشر الجزيئات نحو المكان المطلوبة فيه بغض النظر عن الفرق بالتركيز على جانبي غشاء الخلية. 

- أنواع النقل الفعال: 
-النقل الفعال عبر المضخات البروتينية: active transport through proteins pumps 
وهو نقل الجزيئات من الوسط منخفض التركيز إلى الوسط مرتفع التركيز عبر بروتين غشائي ناقل، ومن هذه الأمثلة مضخة الصوديوم والبوتاسيوم Sodium-potassium pump الهامتان في الأفعال العصبية، فهل الصدفة أوجدت مثل هذا النقل أم هذا النقل من صنع عليم حكيم ؟!!.

الإخراج الخلوي: Exocytosis 
قدرة الخلية على طرح المواد خارجها بتكوين أكياس خاصة أو فجوات داخل الخلية، ثم تتحد مع الغشاء البلازمي وتقذف محتوياتها خارج الخلية فهل الصدفة يمكن أن تعطي الخلية المقدرة على الإخراج أم الخالق هو الذي أعطاها هذه القدرة ؟!!.

الإدخال الخلوي: Endocytosis 
هي عملية إدخال المواد والجزيئات الكبيرة إلى داخل الخلية من خلال تشكل حويصلات كبيرة تقوم بابتلاع تلك المواد فهل الصدفة يمكن أن تعطي الخلية المقدرة على الابتلاع أم الخالق هو الذي أعطاها هذه القدرة؟!!، والإدخال الخلوي ينقسم إلى نوعين حسب طبيعة المواد المدخلة: الشرب الخلوي والبلعمة الخلوية:

أ – الشرب الخلوي (شرب الخلية) Pinocytosis:
لو كانت المواد التي تبتلعها الخلية سائلة.

ب - البلعمة الخلوية (أكل الخلية) Phagocytosis: 
لو كانت المواد التي تبتلعها الخلية صلبة كابتلاع الأميبا البكتيريا، وكابتلاع خلايا الدم البيضاء الجراثيم.

  • 2
  • 0
  • 15,013
المقال السابق
[06] الخلية ووجود الخالق (1-4)
المقال التالي
[08] الخلية ووجود الخالق (3-4)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً