جامع الأدلة على وجود الله مع نقد شبهات الملاحدة - [10] لحظة تمعن
الخلية أحد المصانع الربانية يعجز عن وظائفها عشرات المصانع ومع ذلك هناك من البشر ينكر وجود موجد لها سبحان ربي هل بعد كل ما تقدم يمكن لعاقل أن ينكر وجود خالق عليم حكيم مدبر خلق هذه الخلية الحية؟!.
تمعنوا أيها الأخوة في الخلية تجدون أنها تشبه المصنع ففي المصنع مدير ومشرف عليه وأرضية للمصنع وقسم للتسوق والاستقبال وعمال لهم دور في تصنيع منتجات المصنع وقسم لتعبئة المنتجات وتهيئتها وحراس أمن ومولد للطاقة والخلية تحتوي على كل هذا ففي الخلية النواة وهي كالمدير للخلية تتحكم في جميع أنشطة الخلية وما صفات البروتين الذي سوف يصنع وفي الخلية السيتوبلازم وهو كالأرضية للخلية تسبح فيه عضيات الخلية وفي الخلية غشاء خلوي وهو يشبه قسم التسوق والاستقبال حيث أي جسم يحاول دخول الخلية عليه أن يبرز هويته وينظم مرور المواد عبر الخلية وما الذي يدخل وما الذي يخرج وفي الخلية الريبوسومات وهي تشبه العمال حيث لها الدور في تصنيع البروتينات وفي الخلية الشبكة الاندوبلازمية وهي مكان عمل الريبوسومات (منطقة عمل) وفي الخلية جهاز جولجي وهو يشبه قسم التعبئة والتهيئة والتغليف فهو يقوم بإعداد وتهيئة البروتين للاستعمال أو التصدير وفي الخلية الأجسام الحالة وهي تشبه رجال الأمن حيث تهاجم كل جسم يحاول الإضرار بالخلية وفي الخلية الميتوكوندريا وهي كمولدات الطاقة فهل سمعتم أن عاقلًا يفكر في وجود مصنع بلا موجد وها هي الخلية أحد المصانع الربانية يعجز عن وظائفها عشرات المصانع ومع ذلك هناك من البشر ينكر وجود موجد لها سبحان ربي هل بعد كل ما تقدم يمكن لعاقل أن ينكر وجود خالق عليم حكيم مدبر خلق هذه الخلية الحية؟!.
أسئلة تحتاج إلى أجوبة:
وإني أسأل أي عاقل عن كومة من التراب وجدها ملقاه إلى جنب الطريق هل يصدق أنها قد ألقيت إلى جنب الطريق صدفة دون سبب، فكيف بهذه الخلية المكونة من العديد من العضيات الحية والتي يؤدي كل عضي فيها وظائفه في غاية الدقة، وكلما زاد الأمر تعقيدًا وإحكامًا ودقة كلما قل احتمال الصدفة حتى تنتفي الصدفة بالكلية؟!
وإني أسأل أي عاقل درس الأحياء أو الطب وعلم أن عضيات الخلية عضيات حية وكما هو معروف الحياة لا توجد إلا من حياة فمن الذي وهب هذه العضيات الحياة؟!
وإني أسأل عن شخص يفكر في وجود جهاز دقيق الحجم معقد التركيب محكم الوظائف وجد بلا موجد ما حكمه عند العقلاء وأيهما أعظم في الحكم هذا الجهاز الدقيق أم هذه الخلية الحية الدقيقة الحجم المعقدة التركيب المحكمة الوظائف أضف إلى ذلك أنها تنمو وتتكاثر وتتنفس وتتغذى وتقوم بعمليات حيوية تعجز عن محاكاتها أكبر المصانع في العالم، والأعجب من هذا أن المواد الميتة خارج الخلية كالكربوهيدرات والبروتينات عندما تعبر غشاء الخلية ويسمح لها بالاندماج مع مكونات الخلية وعضياتها تتحول هذه المواد من مواد ميتة لا حياة فيها إلى عضيات حية تتغذى، وتتنفس؟!
شبهات وردود:
وإن قال الملاحدة لقد استطاع العلماء تخليق خلية حية خلال محاولات استغرقت عشرين عامًا فلا نستبعد أن تخلق الصدفة خلية حية، والجواب أن العلماء لم يخلقوا خلية حية وأنى لهم ذلك بل كل ما فعلوه نزع المادة الوراثية لخلية حية، وإدخال مادة وراثية صناعية بدلا منها فالخلية الحية كانت وعاء استقبال للمادة الوراثية الصناعية والخلية الجديدة المصنعة ببساطة تحمل مادة وراثية صناعية، ولكن كل مكوناتها الأخرى من الخلية الأصلية الطبيعية وهذا يمكن تشبيهه بزرع الأعضاء فهل يسمى زرع العضو خلق العضو؟! ولولا وجود الحياة في الخلية الأصلية لما كان للمادة الوراثية الصناعية عمل، والحياة ليست مادة يمكن أن تصنع.
وإن قال الملاحدة مادام العلماء استطاعوا تكوين مادة وراثية صناعية خلال عشرين عامًا فلا نستبعد أن تتكون مادة وراثية خلال ملايين السنين مصادفة، والجواب أن المادة الوراثية في غاية التعقيد وكلما زاد الأمر تعقيدًا وإحكامًا ودقة كلما قل احتمال الصدفة حتى تنتفي الصدفة بالكلية فلا مجال للصدفة في صنع هذه المادة الوراثية المعقدة غاية التعقيد وإذا استبعد الشخص إمكان صنع قطعة من البسكويت صدفة خلال عشرات السنين مع أن قطعة البسكويت ليست في تعقيد المادة الوراثية فاستبعاد صنع المادة الوراثية صدفة من باب أولى ولما لا وقد عكف العلماء أعوامًا عديدة لتصنيعاها وهم من هم في قوة العقل ونضاجة الفهم أضف إلى ذلك أن المادة الوراثية دون وجود الخلية الحية لا يستطيع مضاعفة نفسه والمادة الوراثية خارج الخلية الحية غير قادرة على الحفاظ على مركبها الكيميائي.
وإن قال الملاحدة قولكم أيها المسلمون بأن وجود الخلية دليل على وجود الخالق لا يصح؛ لأن افتراضنا وجود سبب لشيء يقتضي وجود سبب لهذا السبب أيضًا والجواب أن القول بوجود سبب لوجود الخلية الحية لا يفرض وجود سبب لهذا المسبِب؛ لأن سبب وجود الخلية هو الخالق والخالق ليس كالمخلوق له سبب بل هو مسبب الأسباب، ولا يصح أن يُقاس القديم الأزلي الذي لا أول له على الحادث الذي له أول وهل يوجد لله شبيه حتى نشبه الله به والله ليس له شبيه؟!. هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
- التصنيف:
- المصدر: