الحُلم حياة الروح

منذ 2016-05-10

الحُلم طوق نجاة النفس من دوامة الدُنيا، روتين المُجتمعات وقيود التقاليد والعادات، هو معافرة النفس المُثابرة التي اختارت الحياة وتشبثت بها ورفضت أن تموت على أعتاب غياب الحُلم ..

ذاك الطيف البعيد؛ قرين الروح الذي لا يُفارقها فيُحيي الأمل فيها ويُحييها، الحُلم موصول بالروح يمدُّها بأسبابِ الحياة إذا ما غاب في زحامها وغطّته بتراب اليأس منها.

الحُلم هو الدليل على حياة الروح، فليست الأنفاس عن الروح بدليل، وليس لحياة الروح عن الحُلم بديل! ولأنّ الحُلم أمل؛ تجده مع كلّ صباح يستيقظ ليؤز نفسك أزًّا أنّ قم واعمل لعلّي اليوم أتحقق!

الحُلم طوق نجاة النفس من دوامة الدُنيا، روتين المُجتمعات وقيود التقاليد والعادات، هو معافرة النفس المُثابرة التي اختارت الحياة وتشبثت بها ورفضت أن تموت على أعتاب غياب الحُلم ..

الحُلم قوة دافعة تتنفس باليقين في ربِّها أنّها يومًا ما سوف تصير حقيقة واقعة وتنزع عن نفسها ثوب الحُلم الجميل راضية مرضية.. وذاك الصوت يهتف من أعماق قلبك مطمئنًا واثقًا في الله ربّ " كُن فيكون "، قادرٌ سُبحانه أن يُحقق رجاءك ويُجيب دُعاءك ويُحيل خريف أيّامك إلى ربيع..

والحُلم الذي رافقك طويلًا فصار بطولِ الأمد أقرب للمستحيل؛ تراه على درب اليقين يتحقّق، ويأذن ربّك حينها لشمس أيّامك أن تُشرق !!

حُلمي صاحبني مُذ خطّت أناملي أحرفي الأولى ، فقُذف في قلبي حُلم الكتابة، وظل لروحي نعم الرفيق، حُلمٌ رقيق يأبى إلّا أن يكون، عقدت العزم على تحقيقه يوم وَصَلته بربِّ العالمين وسألته سُبحانه أن أترك من وراءي علمًا يُنتَفع به، فلا ينقطع عملي وإن انتهي أجلي، فكان دُعائي أن يصل الله حرفي به، ليكون مُبلِّغًا عنه وعن نبيّه صلوات ربي عليه وسلامه، أودُّ لو نُقشت كلماتي على جدران القلوب فتؤثر فيها وتنفع صاحبها لتكون كلماتي حاملة معي همّ تبليغ الرسالة لعلّ الله يُفرج بها همّا أو يُريح بها نفسًا أو يهدي بها قلبًا سبيل الرشاد.

ومن حُلمي الصغير لحُلمي الأكبر أن يرفع الله شأن هذه الأمة ويُذهب عنها الكرب والغُمّة، وتعود أمجاد اللغة العربية فخرًا لنا مُذ شرّفها الله بكلامه فنزل بها قرآنه. وكُلّ حُلم موصول بالله فهو له أسير، حُلمٌ وُلِدَ ليتحقق والله على تحقيقه إذ يشاءُ قدير!

شيماء علي جمال الدين

طالبة علوم شرعية على أيدي الشيوخ سواء على شبكة الإنترنت أو في محافظة الإسكندرية مهتمة بمجال دراسة علوم القرآن والتفسير بشكل خاص. لها العديد من المقالات والأبحاث والقصص القصيرة المنشورة على الشبكة الإلكترونية.

  • 3
  • 0
  • 3,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً