السعادة الحقة
و لما تحفظت على أن أذهب معه لأحد أماكن السهر الشهيرة لوجود أمور لا أحبها هناك، عاتبني صديقي مشفقاً عليَٓ لأنني أحرم نفسي من متع تجلب السعادة!
ابتسمت "بود" حقيقي وقلت بل أنت الذي تحرم نفسك من متع أكيدة وسعادة لم تذق مثلها من قبل!!
هل جربت صلاة الفجر في المسجد وأن تسير مع السائرين في الظلام الموعودين بالنور التام يوم القيامة؟! هل جربت الأخوة في الله وأن تحب المرء لاتحبه إلا لله؟! هل جربت الوجوه "الصادقة" التي تتقي الله فيك بعيداً عن "الأقنعة" والوجوه المتكلفة؟! هل جربت نعمة الزوجة الصالحة التي إن نظرت لها سرتك وإن غبت عنها حفظتك؟! هل جربت حفظ كتاب الله والحياة مع آياته وانشراح الصدر الذي لايعادله شئ؟! هل جربت الرضا وأن يكون أمرك كله خير، في الضراء تصبر وفي السراء تشكر؟! هل جربت لذة الإقتراب من الله في السجود ومتعة الوقوف بين يديه وطرح كافة الهموم ببابه؟! هل جربت أن تنام وليس في قلبك غل لأحد، فتنام هانئا، وتستيقظ مشرقاً؟!
لاتشفق عليَٓ ياصديقي فأنا جربت وبحثت عن السعادة في كل الأشياء، وأعرف جيداً معني المعيشة "الضنك" وطعم السعادة الزائفة! ووالله الذي لا إله إلا هو لن يرتاح قلبك المتعب ولن تهدأ نفسك المنهكة ولن تعرف معني السعادة الحقيقية إلا إذا عرفت الله ... فقلبك بيده وهو وحده صانع الفرحة ومانح السعادة!
ابتسمت وسلمت علي صديقي وانصرفت، كان المؤذن قد نادى لصلاة الفجر بصوته العذب، وفي طريقي للمسجد شاهدتهم وهو يخرجون من بيوتهم في طريقهم للحياة "الطيبة" الحقيقية ... ومن عرف طعم الإيمان ليس كمن لم يعرف، فمن ذاق عرف ... من ذاق عرف!
عن المعيشة "الضنك" والحياة "الطيبة"!
- التصنيف: