'أردوغان' و'لولا' اذهبا فقاتلا إنا هاهنا معجبون

منذ 2010-06-01

تألقنا نعم لكن في صناعة الكلام والمفاهيم وفنون التأثير الفردي المعزول، وازداد معنا هذا "الفرد" حيرة وتيها..والتجارب الرائدة والمتألقة والمؤثرة تخرج من بلدانها ذراعا من الإنجاز وروح التحدي، وعندما تصل إلى كتابنا ومتحدثينا ومثقفينا، لا تجاوز الشبر !!


البرازيل، تركيا، إيران، الصين... ومؤخرا، دول حوض النيل، تأملت وراجعت وقلبت وأعدت النظر لعلي أكتشف على خارطة "الدول الصاعدة" أو "الطموحة" أو .... أي معنى فيه زحزحة أو تحريك للجمود أو أي شيء فيه روح وثابة، فلم أجد بلدا عربيا في عداد "الأحياء".. شكوى وبكاء وصراخ من تحرك الآخرين، وجمود وسكون في السياسات والمواقف، وإطالة الأمد في الترقب والانتظار.. وبعضهم ـ هذا الذي يبدو أنه أحسن حالا ـ يقتات ويسترزق من قوة "حلفاء إقليميين"، بيته موغل في الهشاشة وراسخ في الانغلاق..


لكن ما حيرني كثيرا في هذا الزمان، وزادني هما وغما، أن لا تأثير للمثقفين وأهل والنظر والفكر، على سياسات أصحاب ومراكز القرار، وما يقلق أكثر، أن بعضنا يعيش حالة من الترف والتخمة الفكرية، يثري ويناقش، في سعة من الوقت وتدفق من "المعجبين" وسيل من الرسائل "المشجعة" وزخم من "التأثير"، والجميع "مبسوط" و"مرتاح" و"يبشر" بعهد من تداول الأفكار وحرية التعبير وانفتاح الخطاب وسعة الأفق، المهم أن لا أحد من هؤلاء (مع احترامي للجميع) له تأثير على صانع القرار، ربما لا يتجاوز الأمر بيت شعر أو مقولة تنضح بالحكمة أو فكرة "ناعمة"، لكنه للتسلي والتنفيس ليس أكثر..


والوعظ سيد الموقف، وسياط التحذير من الشبهات يسلط على كل فكر حر كلما حاول توجيه الزخم نحو قضايا ترقى بالإنسان العربي وتعيد عزته وكرامته وحريته المسلوبة، ويقابل بالتحطيم والحط والاتهام..


باسم الشرع تارة، وباسم الفتنة تارة أخرى، وباسم الحكمة تارة... أسماء اختزلت أو سلبت معناها أو افتُئت عليها، تفرض عليك الجمود أو التحرك ـ في أحسن الأحوال ـ ضمن منظومة الفرد الأخلاقية والنفسية والاجتماعية، تناقش تدين (الفرد) وسلوك (الفرد) وواجباته، وما أكثرها وربما لا حصر لها، وكأن الله خلقه وحيدا يهيم على وجهه، لا طموح لديه ولا احتياجات ولا مطالب ولا تطلعات ولا شكاوى ولا مظالم.. أكثر موضوعاتنا تتعلق بـ"الخلاص" الفردي و"الواجب" الفردي و"التدين" الفردي و"التنمية" الفردية، حتى الأمثلة والنجاحات التي نعرضها للتحفيز والإثارة مجردة من ظروف الزمان والمكان ..


والمشكل أن هذا "الفرد"، بعد أن يسمع ويرى ويقرأ ويتابع عوالم أخرى، يكتشف بعد زمن (طال أم قصر) أنه محبوس في عالم لا نبض فيه، يراد له أن يقبع في مكانه، كاتم لأنفاسه، بليد الحس، والمعروف "تلقينا" هو المعروف الخالص وهو المأمور به، والمنكر "تلقينا" إما اجتماعي أخلاقي، أو "عقدي" لا يتجاوز المقابر، و"المنكرات" الأخرى "لا تعنينا" أو لم تدرج في مناهج التلقي، أو غير معترف بها أو تعرض في مباحث التوحيد مجردة عزلاء..


لكن ألا نتساءل: من أوصل "البرازيلي "لولا" للحكم، ليتحرك وفق ما تمليه عليه روح التحدي والزعامة والندية، ومن صنع "ظاهرة" أودوغان، ليتألق يوما بعد يوم.. وحتى تجربة التركية الأخيرة أفرغناها وقتلناها في عقول الناس بالحفاوة والمزايا دون أن تحرك فينا نخوته وحريته واستقلاليته كتلا بشرية، أتخمتها القراءة والكتابة والمحاضرة والتأملات والنظرات، يزداد الفساد والاستبداد معها كلما ازداد منسوب "ترفها" و"تخمتها"..


تألقنا نعم لكن في صناعة الكلام والمفاهيم وفنون التأثير الفردي المعزول، وازداد معنا هذا "الفرد" حيرة وتيها..والتجارب الرائدة والمتألقة والمؤثرة تخرج من بلدانها ذراعا من الإنجاز وروح التحدي، وعندما تصل إلى كتابنا ومتحدثينا ومثقفينا، لا تجاوز الشبر، تُجرد من معانيها وإسقاطاتها وتلبس قميص الحفاوة والإعجاب الأعزل..


امض يا "لولا" في طريقك وتألق يا "أوردوغان" في طموحك ومشوارك، إنكما تقومان بمهمة لا يجرؤ حاكم عربي من المحيط إلى الخليج على القيام بها، وقد تجدون في إيران طرفا يستقوي بكم أو تزاحمون خطط الغرب في الاستفراد وتعاكسون به منطق الغرب في التوحش.. وستصلكم أصوات كتابنا ومثقفينا وأهل العلم والرأي فينا، محتفية ومساندة، أو محذرة من "البلع" الإيراني، فالعرب إما أن تذوبهم واشنطن أو تبلعهم طهران، هكذا يتوهمون، لكن أكثر من هذا لا تتوقعوه إلى إشعار آخر.


19-5-2010 م

المصدر: خالد حسن - موقع العصر
  • 3
  • 0
  • 8,774
  • nada

      منذ
    israel ne peut pas s= eloigner les palistiniens de sonteritoire arrabo islamique
  • ندير

      منذ
    pkoi nous disons a lola et ardourane allez combattre est nous restons ici admirés nous devons et nous devons et nous devons aller combattre ensemble et rappelons que la victoire est de dieu et la terre appartient à dieu et dieu a promis ceux qui ont cru et ont fait des biens, va leurs faire habiter la terre

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً