يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )
يا ابن آدم ! أيها المنهمك في المعاصي ، المغرور بستر الله المسبل عليه - وكلنا ذلك الرجل - ما أقل حياءك ! تعصي مولاك مستعينا بما أنعم به عليك ؟
أما علمت أنك لا تقدر على معصية ربك ، إلا إذا استعنت بالنعم التي تفضل بها عليك ، وبالجوارح التي وهبك الكريم إياها .
فكم لله سبحانه من نعمة عليك في يدك التي مددتها إلى معصيته!
وكم له من نعمة عليك في عينك التي نظرت بها إلى ما حرم عليك!
وفي لسانك الذي نطقت به بما لا يحل لك!
وليس من شكر نعم الكريم وآلائه أن تستعين بها على معاصيه .
وكان بعضهم يقول" اللهم إني أستغفرك من خطيئةٍ قوي عليها بدني بعافيتك،
ونالتها يدي بفضل نعمتك،
وانبسطت فيها بسعة رزقك
واحتجبت فيها عن الناس بسترك
وجرأني عليها حلمك وأناتك
واتكلت فيها على كريم عفوك
ولو لم يكن من نعمةٍ عليك في معصيتك إلا سترها عليك لكفى .
فلو اطلع الناس عليك لانهتكت "
[ابن قدامة : الوصية ص 52]
- التصنيف: