مع القرآن - الشرع كله هدى و بصائر

منذ 2016-07-18

البعض يريد أن يختار من الإسلام ما يناسب هواه فيأخذ منه ما يريد و يترك ما يريد و لا يعرض عليه إلا ما يختار هو لا ما شرعه الله .
و إذا سمع حكماً لا يناسب هواه اشمأز وجهه و  اضطرب فؤاده ... وتمنى لم لم يعرض عليه إلا ما يختار هو .
نفس منهج السابقين : {قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}
سواء اخترتم أم رفضتم إنما هو الهدى يهدي الله بنوره من يشاء و إنما هو نور الله لا تطفأه ظلمة اختياراتكم و هواكم الضرير .
تأمل :
{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف 203] .
قال السعدي في تفسيره :
أي لا يزال هؤلاء المكذبون لك في تعنت وعناد، ولو جاءتهم الآيات الدالة على الهدى والرشاد، فإذا جئتهم بشيء من الآيات الدالة على صدقك لم ينقادوا.
{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ } من آيات الاقتراح التي يعينونها { قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا } أي: هلا اخترت الآية، فصارت الآية الفلانية، أو المعجزة الفلانية كأنك أنت المنزل للآيات، المدبر لجميع المخلوقات، ولم يعلموا أنه ليس لك من الأمر شيء، أو أن المعنى: لولا اخترعتها من نفسك.
{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } فأنا عبد متبع مدبَّر، واللّه تعالى هو الذي ينزل الآيات ويرسلها على حسب ما اقتضاه حمده، وطلبتْه حكمته البالغة، فإن أردتم آية لا تضمحل على تعاقب الأوقات، وحجة لا تبطل في جميع الآنات، فـ { هَذَا } القرآن العظيم، والذكر الحكيم { بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ } يستبصر به في جميع المطالب الإلهية والمقاصد الإنسانية، وهو الدليل والمدلول فمن تفكر فيه وتدبره، علم أنه تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبه قامت الحجة على كل من بلغه، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون، وإلا فمن آمن، فهو { هُدًى } له من الضلال { وَرَحْمَةٌ } له من الشقاء، فالمؤمن مهتد بالقرآن، متبع له، سعيد في دنياه وأخراه.
وأما من لم يؤمن به، فإنه ضال شقي، في الدنيا والآخرة.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 637
المقال السابق
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
المقال التالي
الاستماع و الإنصات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً