كيف فعلتها؟!
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر 39]
لماذا؟!
ما الفائدة التي ستعود عليك؟!
ما النفع الذي ستناله بضررهم؟!
ما يسعدك في ضلالهم وما تفعل بعذابهم؟!
هل سيخفف ذلك من عذابك شيئا؟!
أم هل سيعيد إليك درجتك التي تخليت عنها؟!
أم لعلك تظن أن القاع الذي بلغته والدركات التي تهوي فيها تهونها الصحبة أو تسري عنك وتسليك فيها الكثرة؟!
لا أظنك بتلك الحماقة
أنت تعلم يقينا أن شيئا من ذلك لن يفيدك أو ينفعك
لماذا إذاً هذا الإصرار على الإضلال والإضرار وما سر تلك الفرحة وذلك الشغف بالأذى والتدني لغيرك؟!
هل مجرد إثبات أنك لست وحدك الغاوي وأن ضلالك ليس متفردا = يستحق كل هذا؟!
أم هو الحقد الأسود الذي طالما ملأ نفسك؟!
والأهم
كيف نجحت أن تجعلهم مثلك؟!
كيف استطعت أن تغرس كل هذا السواد الحالك في نفوسهم فيفرحون بكل أذى يصيب غيرهم ويهللون لكل سقطة يهوي فيها من ظنوه ينافسهم؟!
كيف أغفلتهم عن التساؤل ولو لمرة عن قيمة كل ذلك؟!
بل كيف تمكنت من ترسيخ شعارك في وجدانهم
شعار: أغويناهم كما غوينا!!
كيف فعلتها؟!
- التصنيف: