ضيف جــديد .. هل من مـرحب؟؟

منذ 2010-08-10

أنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، والعتق من النيران. وأنا شهر الصيام، والصيام: هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرنا ويسركم، ويسر كل مسلم أن يكون هذا الضيف بين أظهرنا.
لكنه -وللأسف- لن يطيل المقام بينكم، لأسباب لا يعلمها إلا عالم الغيب والشهادة.
فنسأل الله العظيم المنان أن يعيننا على إكرامه.
 

فحي هلاً نتعرف عليه:
- عرف بنفسك أيها الضيف المبارك:
أنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، والعتق من النيران.
وأنا شهر الصيام، والصيام: هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

- متى فرضك الله علينا؟
أولا:ً أنا الركن الخامس في الإسلام.
فمن ضيعني فليس له حظ في الإسلام، بل يكون مرتداً يستتاب من هذا الذنب أو يقتل .
وقد فرضني الله على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة.

- وكم أدرك صيامك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أدرك تسع سنوات.

- كيف يثبت دخولك حتى نصوم؟
بأمرين:
1- برؤية الهلال.
2- إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً.
 
- هل تحدثنا عن القرآن وأنت شهر القرآن؟
الله المستعان .. يقول جل شأنه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان} [البقرة:185]
ويقول:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1]
 
ومن السنة تلاوة القرآن في هذا الشهر والإكثار منها، ومدارسة القرآن، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم من أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن».
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال.
وكان للشافعي ستون ختمة في هذا الشهر غير ما يقرأه في الصلاة!!

ويقول الزهري: إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
ويقول محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه؛ يشير إلى سهره وطول تهجده.
وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل: ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي.

وأنشد ذو النون :
 
مــــــنع القـــرآن بوعده ووعيــــده *** مقل العـــيون بليلها لاتهجـــعُ
فهمـــوا عن الملك العظــيم كلامــه *** فهماً تذل له الرقـــاب وتخضعُ
 
- الله أكبر .. وهل تذكر لنا من السنة ما يرغب في القرآن والصيام.

نعم، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
«الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب .. منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان»(حسنه الألباني) .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يعيننا على الصيام والقيام.


- حسناً، هل تخبرنا عن الدروس التي سنستفيدها منك إن شاء الله؟
دروس الصيام كثيرة، لا أستطيع في هذه العجالة استيفاءها.
ولكن نشير إشارةً لبعض منها بإيجاز:
1- الصبر.
2- الأمانة.
3- الرحمة والمواساة وقضاء حوائج الناس.
4- التعاون على البر والتقوى.
5- ضبط النفس.
6- التقوى.
7- رقة القلب.
8- أعطي في هذا الشهر منهجاً رائعاً للتغير.

 
- ماذا عن فضل إفطار الصائم؟
أما عن إفطار الصائم فسأذكر حديث وأثرين فقط؛ لأن الوقت بدأ يدركنا.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الترمذي: «من فطر صائماً فله مثل أجره».
وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
وكان كثير من سلف هذه الأمة يؤثرون غيرهم بفطورهم؛ وربما باتوا طاوين.


- وماذا تقول للسفهاء الذين يبغضونك؟
أقول:كيف يكرهونني وفيني يغفر الله الذنوب!! ويقيل العثرات!!
ويستجيب لهم الدعوات، ويرفع لهم الدرجات!! سبحان الله.
أقول من كانت هذه حاله؛ فالبهائم أعقل منه.
وقبح الله تلك الوجوه.

 
- نسأل الله أن يهديهم، حسناً؛ ما الأشياء التي تكرهها أنت وغيرك أو تلاحظها على بعض الناس في هذا الشهر؟
ما أكثرها، وسأشير إلى بعضها:
1- الكسل الشديد، وكثرة النوم.
2- كثرة السهر لغير حاجة، أو في معصية الله.. هذا ملاحظ جداً.
3- تضييع الأوقات.
4- كثرة الأكل في الإفطار مما يثقل عن صلاة التراويح.
5- اجتهاد كثير من الناس في أول الشهر، وفتورهم في آخره.
6- ما يعرض من مسلسلات وفوازير على أجهزة الإعلام، وانتشار الغناء.
وغير ذلك كثير، نسأل الله أن يصلح أحوالنا..

نسأل الله أن يبارك لنا فيك يا رمضان، وأن يلحقناك، ويعيينا فيك على الصيام والقيام.
جاء شهر الصوم بالبركات *** أكرم به من زائرٍ هو آتي
وننتقل الآن إلى الأسئلة :


- هذا سائل يسأل عن من يجب عليه الصوم؟
الجواب: الحمد لله، يجب على كل من:
المسلم العاقل البالغ القادر مقيم غير مسافر خال من الموانع.
فلا يصوم الكافر، ولا المجنون، ولا العاجز، ولا المريض مرضاً طارئاً.
ولا الحامل والمرضع، ولا المسافر، والله أعلم.

 
- وهذا سائل يسأل: هل يعتمد الحساب الفلكي في إثبات الشهر؟
الجواب: لا يجوز اعتماد الحساب في إثبات الشهر، وبذلك أفتى الشيخ بن باز رحمه الله، بل قد حكى ابن تيمية رحمه الله الإجماع على عدم جوازه.


- سائل يسأل: ما هي مفسدات الصوم؟

مفسدات الصوم ثمانية:
1- الجماع.
2- الأكل والشرب المتعمد.
3- إنزال المني يقظة استمناء أو مباشرة.
4- حقن الإبر (المغذية) التي يستغنى بها عن الطعام. أما الإبر التي لا تُغذي فلا تفطر، سواءً استعملها في العضلات أو في الوريد، وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجد.
5- حقن الدم.
6- خروج دم الحيض والنفاس.
7- إخراج الدم من الصائم بحجامة أو فصد أو سحب للتبرع به أو لإسعاف مريض.
فأما خروج الدم بلا إرادة؛ كالرعاف أو خروجه بقلع سن ونحوه، فلا يفطر.
8- التقيؤ عمداً.


- أحسن الله إليكم، ما الأشياء المباحة للصائم والتي لا تضر بصومه؟
الجواب:
يباح للصائم أمور:
1- بلع اللعاب، فلا يفطر به، أما البلغم الغليظ فيجب إخراجه وعدم بلعه.
2- خروج المذي أيضاً .. لا يضر بالصوم.
استعمال الطيب للصائم يجوز، أما البخور فإنه لا يجوز استنشاقه؛ لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان المنبعث منه.
3- يجوز للصائم استعمال معجون الأسنان؛ لكن ينبغي التحرز منه.
4- يجوز استعمال قطرة العين والأذن في أصح قولي العلماء.
5- يجوز استخدام بخاخ الفم المستخدم في علاج الربو.
6- أخذ الدم اليسير يجوز للتحليل ونحوه.
7- أخذ الحقنة الشرجية للصائم يجوز، ولا يؤثر على الصوم.
8- يجوز تذوق الطعام لحاجة.. بأن يجعله على طرف لسانه، ليعرف حلاوته، أو ملوحته.. ولكن لا يبتلع منه شيء.
9- تقبيل الزوجة ممن يملك نفسه ولا يضر صيامه، فإن أنزل بطل الصوم.

حقيقةً.. الحديث ذو شجون، والعرض شيق ولكن الوقت ضيق.

وقبل الختام نود منكم كلمة أخيرة.

أقــــــول:

يا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه! يا من بضاعته التسويف والتفريط، وبئست البضاعة.
كل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به، لا يورث صاحبه إلا مقتاً.

كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر، لا يزيد صاحبه إلا بعداً.

رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه السهر.


يا قوم !! أين آثار الصيام؟ أين أنوار القيام؟
هذا -عباد الله- شهركم الذي أنزل فيه القرآن، وهذا كتاب الله يتلى ويسمع!!
وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع!! ولا عين تدمع!! فهذا رمضان آتاكم، وفي قدومه للعابدين مستمتع.
 
وخذ في بيان الصوم غير مقصر *** عبادة سر ضد طبع معود
وصبر لفقد الإلف في حالة الصبا *** وفطم عن المحبوب والمتعود
فثق فيه بالوعد القديم من الذي *** له الصوم يُجزى غير مخلف موعد
وحافظ على شهر الصيام فإنه *** لخامس أركان لدين محمد
تغلق فيه أبواب الجحيم إذا أتى *** وتفتح أبواب الجنان لعبدِِِِِ
وقد خصه الله العظيم بليلة *** على ألف شهر فضلت فلترصد
 
المصدر: وارد نجـــد - شبكة الفوائد الإسلامية
  • 0
  • 0
  • 3,775

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً