يا كاميليا الله معك فلا تحزني
ما الذي يحدث في مصر؟! سؤال يتبادر سريعاً إلى ذهن كل مسلم في مصر وخارجها عندما يرى ويسمع الهوان والذل الذي يحدث مع كل امرأة ضعيفة تعلن إسلامها لله طواعية وحباً واختياراً للإسلام عن إيمان وقناعة تامة.
ما الذي يحدث في مصر؟!
سؤال يتبادر سريعاً إلى ذهن كل مسلم في مصر وخارجها عندما يرى ويسمع
الهوان والذل الذي يحدث مع كل امرأة ضعيفة تعلن إسلامها لله طواعية
وحباً واختياراً للإسلام عن إيمان وقناعة تامة.
فقد صُدم المسلمون منذ خمس سنوات عندما تم القبض على المسلمة وفاء
قسطنطين، وإجبارها على العودة للكنيسة، ومن ثم اختفائها بعد ذلك حتى
تسربت الأخبار أنها قتلت، ورغم ذلك الكنيسة ترفض أي ظهور لها، حتى كتب
بعض المثقفون عن ذلك أنه قبْض على مواطنة خارج القانون وبظلم سافر
وخارج عن كل الأطر الإنسانية، ووقتها قدمت بلاغاً للنائب العام وقد
وقع معي عليه عدد من المحامين ونخبة من المثقفين في مصر، ومع ذلك لم
يتحرك النائب العام في البلاغ حتى الآن، وتوالت أحداث مشابهة مع
السيدة مارى عبد الله وطالبتين من الفيوم، وقيل وقتها أن قرار تسليمها
تم بقرار سياسي، وتوالت الاستفزازات ضد المسلمين في دولتهم التي ينص
دستورها على أن الإسلام دين الدولة، ورغم ذلك صبر المسلمون الذي يبلغ
عددهم ثمانين مليون، حرصاً على وحدة وطنهم أمام المؤامرات الخارجية
وكتموا أحزانهم، رغم جرحهم النازف على مسلمات أسيرات لا حول لهن ولا
قوة.
واليوم تجدد الجرح ونزف بكل قوة في قضية الأخت المسلمة كاميليا شحاتة
التي تركت بيتها وهاجرت إلى الله تعلن إسلامها في دولة إسلامية،
ولكنها فوجئت أن الأمن مفقود، وأن باب الأزهر مردود، وأن السلطة
تتعاون على قهرها للعودة للكنيسة والمسيحية، فتم خطفها وإلقائها في
مجاهيل الظلم كي ترجع عن قولها ربى الله الواحد الأحد.
ولكنها صممت على التوحيد فحبسوها وأغلقوا عليها باب سجن مظلم لا يعلم
حقيقته إلا الله، وحاولوا إخفاء الحقيقة أمام الرأي العام، ولكن
المخلصون فضحوا تلك المؤامرة وأعلنوا أنها مسلمة ُخطفت وقهرت
لإسلامها.
فتحرك الغيورون يقولون يا دولة الإسلام أين الإسلام في معاملة تلك
المرأة المثقفة المؤمنة عن طواعية واختيار فلم يجب أحد!!
فتقدمتُ ببلاغ للنائب العام ومعي أربعة عشر من المحامين والمثقفين
المسلمين نطالب بالحقيقة والتحقيق، وتفتيش الأديرة، ولكن تم وضعه في
الأدراج!!! لتُخرج لنا الحقيقة المرة لسانها وتقول أن الكنيسة دولة
داخل الدولة لها قانونها الخاص.
فتكلم الغيورون في كل مكان وكتبوا المقالات بكل حكمة وعقل وقالوا
للكنيسة والدولة نحن نريد العدل وحقوق الإنسان وحق المرأة المتعلمة
المثقفة في حرية العقيدة، فكان الصمت هو الجواب ونطق عجز الدولة أن
الأمر خارج عن إرادتنا.
(أو أن الدولة فرضت علمانيتها وحساباتها السياسية التضحية بأولئك
النسوة المسلمات!!!)
فتحرك بعض الشباب الغيوريين المسلمين وأعلنوا عن وقفة أمام مسجد
النور، فهددوهم وألغيت الوقفة، فوقفوا أمام نقابة المحامين وهم نفر
قليل وقالوا نريد العدل ووحدة الوطن والسلام الاجتماعي بتطبيق العدل،
وللآسف ربما قلة عددهم لم تجعل لهم أذاناً صاغية تسمع، وهنا أقول أين
المسلمون؟ أين الذين يصرخون على شبكة الانترنت يبكون على تلك المصيبة
المحزنة
وغير ذلك؟ أين منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة؟ أصابهم البكم
والصمم؟!!
الشاهد هزني الجرح وآلمني اليأس من قانون معطل تطبيقه لأصحاب الحقوق،
وغول ووحش في تطبيقه على أصحاب كلمة الحق، فتقدمت بشكوى للأمين العام
للأمم المتحدة والمجلس الدولي لحقوق الإنسان أهتف بهم وأقول صدعتم
أذاننا بالحديث عن حقوق الإنسان وحرية الفكر والعقيدة، وها هي حرية
الفكر والعقيدة تذبح علناً وجهاراً نهاراً أمامكم، فهل تتدخلون
وتحققون وأنتم ترفعون شعارات حرية المرأة؟ وها هي المرأة المسلمة
أسيرة مقهورة فماذا أنتم فاعلون؟
وما فعلته هو إجراء مكروه على نفسي فما كنت أود أبداً أن أطرق باب
هؤلاء الذين يظلمون المسلمون في كل قرار وقانون دولي، وما يحدث في
فلسطين وأفغانستان والسودان والشيشان وكشمير ليس ببعيد.
وأيضاً نكاية في هؤلاء النصارى الذين تجدهم في كل ثانية ودقيقة يصرخون
بدون أي مبرر أمام كل منظمة دولية يكذبون ويدلسون كي يطالبون بما هو
ليس بحق لهم، (ولا يفوتني الإشارة إلى موقف بعض الصحف مثل المصري
اليوم والدستور والشروق في منعهم نشر البلاغات أو الشكوى للأمم
المتحدة رغم وصولها إليهم).
وفى خضم ذلك تبقى كاميليا رمزاً للمحنة ورمزاً لصلابة الإيمان فكما
صرح أحدهم: "إننا نجرى لها غسيل مخ من غسيل المخ" وتصريحه هذا ليس
دليلاً إلا على فشله.
نعم فكيف للظلام أن يبدد نور الإيمان؟! وكيف بالشرك أن ينفى
التوحيد؟!
إنه وغيره ومن معه مصدمون لما يرون من كاميليا، لأنهم تعودوا على
الظلمات والشركيات فلا يعرفون حلاوة الإيمان ولا نور الحق كيف يفعل
بالقلوب، ويثبت الصغير الضعيف أمام الوحوش، وفوق كل ذلك إنهم لا
يعرفون معية الله لعبده المؤمن، نعم إن كاميليا في معية الله، فالله
معها يثبتها ويقويها، وتحرسها ملائكة الرحمن لأن قلبها نطق بإخلاص
وهتف أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فبفضل الله
وبرحمته سينجيها من كل كرب ومحنة ويكشف عنها السوء.
وتبقى رسالتي إليكِ يا كاميليا أهمس بها إليكِ في سجنك، وأسأل الله أن
يحملها إليك وهى رسالة كل مسلم:
لا تحزنى ولا تيأسى وإن قل الناصر والمعين، لا تحزنى وإن تخلى عنك بعض
المسلمون، فالقلوب المؤمنة تتشوق إلى نصرتك، ولكنها مقهورة أسيرة
الظلم والطغيان مثلك، ولا تجعلى للشيطان وأعوانه أي مدخل بوسوسة تقول
أن المسلمين لن ينفعوك وأنك ملكهم، لا والله النافع هو الله ومالك
الملك هو الله، وإن ضاعت وفُقدت الأسباب، وإن لم نتمكن نحن المسلمون
من فعل شيء، فلن نيأس سنفعل ما نستطيع...
والله هو ربى وربك لن يخذلك ولن يخذلنا بفضله ورحمته..
وأخيراً تذكري أن الله مع الصابرين، وأن الله مع المؤمنين، وأن صبر
ساعة يقودك إلى جنة الخلد..
ويا كل المسلمون و يا علماء الأزهر ويا جماعة الإخوان المسلمين ويا
أهل الدعوة والحق من شيوخ السلفية هذا وقت الصدع بالحق وإن الله
لمؤاخذكم على تقصيركم..
ولن يُقبل منكم عذر إن كنتم تقدرون على فعل خير وكلمة حق تنصرون بها
مسلمات ضعيفات لا حول لهم ولا قوة ولم تفعلوا، والنبي محمد صلى الله
عليه وسلم يقول- فيما رواه جابر بن عبد الله، وأبا طلحة الأنصاريين
رضي الله عنهما-: «ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن تنتهك
فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته،
وما من امرئ ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه
من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته
». (حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة وتراجع عن تحسينه
في الضعيفة).
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]
- التصنيف:
nada
منذام البراء
منذ