الإقراض باب الثراء السريع
إنَّ إقراض المحتاجين والمُعسرين من أعظم أبواب الخير، وهي فضيلة تستوجب إدراك أهميتها واحتساب أجرها، ولقد ورد فضل إنظار المُعسرين في القرآن الكريم والسنة النبوية.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنَّ إقراض المحتاجين والمُعسرين من أعظم أبواب الخير، وهي فضيلة تستوجب إدراك أهميتها واحتساب أجرها، ولقد ورد فضل إنظار المُعسرين في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:280]، وفي السنة النبوية أجر كبير لإقراض المحتاجين وإنظار المعسرين؛ فعن بُريدة بن الحُصَيْب الأسلميِّ رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أنظَر معسرًا فله كل يومٍ مثله صدقةٌ، فقلت: يا رسول الله، سمعتك تقول: مَن أنظر مُعسرًا فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ، قال له: كل يومٍ مثله صدقةً قبل أن يحل الدَّين، فإذا حل فأَنظَر فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ».
إن إقراض المسلمين باب من أبواب القربات العظيمة، ولو أدرك أصحاب المال هذا الفضل لسارعوا إلى إقراض الغير، فهو باب لتفريج الكرب، وباب للتيسير على المُعسرين، وباب لعون العبد، فيُجهز المسلم بهذا العمل زادًا لتفريج الكرب في الدنيا ويوم القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ»؛ (الترمذي)، والإقراض باب للثراء السريع في الدنيا والآخرة، فلو أقرضَ المسلم شخصاً مبلغ مائة ريال لمدة شهر فكأنه تصدق بمبلغ ثلاثة آلاف ريال، ولو أمهل وأنظر المعسر شهرًا آخر فكأنه تصدق بمبلغ تسعة آلاف ريال، ففي الشهر الأول ثلاثة وفي الشهر الثاني ستة! الله أكبر، فالله ذو الفضل العظيم، ولذا فمَن توافرت له فرصة إقراض الغير فليغتنم الفرصة بإحسان وحسْن خُلُق، ولنعلم أننا أشد حاجة للأجر ممَّن في حاجة للمال، وكلنا فقراء لله تعالى.
والمسلم قد يعرف حاجة البعض من المسلمين دون سؤالهم، وفي هذا فضل كبير ورفع للحرج عنهم، والمسلم يسعى لتقديم الصدقة والقرض بمُنتهى الإحسان، وتفعيلًا للأخوَّة بين المسلمين، وشكرًا للنِّعم العظيمة التي أنعم الله تعالى علينا بها، فلنبحث عن المحتاجين ومَن هم في الأزمات، ولنسعَ لتجهيز الشباب للزواج، ومساعدة الفقراء والأيتام والتواصي مع أهل الخير لهذا الفضل، ولنَحرص على الترويح النفسي على مَن يَقترض قدر استطاعتنا، والتجاوز عن القرض عند الاستطاعة، فبعض الناس قد يعجز عن تسديد القرض، نسأل الله تعالى من فضله، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حسين أحمد عبد القادر
- التصنيف:
- المصدر: