من جبهة علماء الأزهر إلى علماء المسلمين وأئمتهم (بيان جبها علماء الأزهر بشأن كاميليا)

منذ 2010-09-07

نعيد على فضيلتكم بعض ما ذُكر مما جاء في حديث الصحيفة " اليتيمة" عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل القبض علي السيدة المسلمة "كاميليا" دون ان تحظى بشيء من ردود أفعال أو إجابات مناسبة ..



من جبهة علماء الأزهر إلى علماء المسلمين وأئمتهم

أصحاب الفضيلة والسماحة في مشارق الأرض ومغاربها :

تعلمون -كما نعلم- أن إحقاق الحق وإزهاق الباطل وإقرار الإيمان هي أخص خصائصنا، بيد أنَّا اليوم وقد أوتينا من القواعد بمعاول الكنيسة المصرية ولم نجد لجرائمها فينا إلا صوتا يتيما لم يجاوبه على فداحة الخطب سوى أقلام زاوية بالفواجع نازفة نزيفة لم تتجاوز حتى اليوم موقع هذا الصوت اليتيم فإننا نطلبكم جميعا لدينكم وأمتكم بما يسره الله لكم وأقامكم فيه من علم لا يُدفع وبيان لا يجحد .


سفينة بالمتفجرات برعاية كنسية ومعاونة يهودية قد شحنت لتدفن في أحشاء الكنائس الأرثوذكسية بمصر وذلك ليوم أعده زعيمها لخراب أمة طالما أحسنت إليهم، ودولة طالما سعت في أهوائهم، ونصرخ مع الصارخين على أمن الأمة وسيادتها ولا سميع ولا مجيب.
بناتُ محمد صلى الله عليه وسلم يُغتصبن من داخل المؤسسات الرسمية بأياد صليبية ومباركات رسمية ،ثم يُعَذَّن حتي الموت على ما نُشر ويُنْشر في حقهن ولا نخوة تظهر ، ولا غيرة تذكر، ولا مواقف تذكر فتشكر، ولا إجراء رسميا حتى اليوم يتخذ قياما ببعض ما تفرضه حقيقة الوظائف و القوانين والشرائع والأعراف!!!
فما يقول أئمتنا في ذلك الخطر الداهم المتغافل عنه وقد أحاط بنا، وفيما نشرته جريدة "المصريون" يوم الخميس 19/ 8 بحق أختهم المسلمة كامليا وما يُفعل بها وبأخواتها المسلمات بسجون الكنيسة المصرية وهي جريمة لم تعد خافية ؟


نعيد على مسامع فضيلتكم بعض ما ذُكر مما جاء في حديث الصحيفة " اليتيمة" عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل القبض علي السيدة المسلمة "كاميليا" دون ان تحظى بشيء من ردود أفعال أو إجابات مناسبة عما كتبه مراسلها الأستاذ "أحمد سعد البحيري" بعد أن حصل على وثيقة صوتية جديدة مشفوعة بصورة السيدة المسلمة " كاميليا" وقد ارتدت الحجاب " وكذلك واقعة ذهابها إلى الأزهر الشريف من أجل إشهار إسلامها وكتابة الاستمارات بالفعل وما تلى ذلك من امتناع الجهات المعنية بالأزهر الشريف عن إتمام الإشهار بعد تدخلات من أجهزة أمنية، وذلك قبل أن يتم القبض على السيدة " كاميليا" وتسليمها إلى جهات كنسية بمؤامرات دنيئة لطخت شرف كل ذي شرف كما سُلّمت من قبل أخواتها " وفاء قسطنطين" و" ماري عبد الله زكي" حيث اختفتا عن الأنظار من ساعتها حتى الآن بنفس تلك المؤامرات .


ثم قالت الصحيفة : وكان الشيخ "مفتاح محمد فاضل" المعروف ب"أبو يحيى" هو آخر شخص شهد على واقعة القبض على كاميليا،وفي حديثه الذي أدلى به لمراسل شبكة "المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير" وتسلمت "المصريون نسخة منه، قال" أبو محمد": إنه عرف بإسلام السيدة "كاميليا" بعدما اتصل به مرارا ضباط من جهاز أمني في المنيا يسألونه عن هذا الاسم،وزاد قلقه بعد تأكيد الجهات الأمنية عليه أنه إذا اتصلت به شخصية بهذا الاسم يبلغهم فورا، فأدرك الرجل الفاضل أن صاحبة هذا الاسم شخصية لها أهمية خاصة، وأضاف أنه بعد يومين أو ثلاثة اتصل به شخص وكان معه على الهاتف السيدة "كامليا" حيث أخبرته منه بأنها أسلمت، وأنها تريد أن تشهر إسلامها في الأزهر الشريف رسميا ، وأنه أجرى لها عدة اختبارات ليستوثق من صحة إسلامها، ثم عرض عليها الانتقال إلى ملة أخرى إن كانت هناك مشكلة مع زوجها وتريد الانفصال عنه، فأكدت له أنها أسلمت منذ سنة ونصف، وأنها انفصلت عمليا عن زوجها الكاهن منذ ذلك الحين، وأنها تريد أن تعلن إسلامها رسميا وتسجله بالمؤسسة الرسمية - الزهر الشريف- ، و أنه قد استمع منها إلى سورة "ق" كاملة بتلاوة مجودة سليمة تماما، وأنها كانت تحلم بزيارة بيت الله الحرام، فأدرك الشاهد أنها بذلك صارت بالفعل مسلمة ،وأنها جادة في إعلان إسلامها- وقد كان في مقدورها أن تخفيه -، فقرر مساعدتها بالتعاون مع الشيخ "أبو محمد" أحد المهتمين بمثل هذه الحالات .


وعن وقائع الساعات الأخيرة لعملية الإشهار وتوثيق الإسلام بالمؤسسة الرسمية - التي لم تكتمل بتقصير المقصرين وتواطأ الغادرين- أكد أبو يحيى هذا في حواره مع تلك الصحيفة : أنه أصطحب كاميليا إلى الجامع الأزهر وقت صلاة الظهر بصحبة شاهد آخر معه، وأن مسؤل الإشهار بالأزهر الشريف جلس معهم، وأن هذا المسؤول أخرج الأوراق الرسمية المعدة لذلك ، وانه طلب تصوير بطاقات الشهود، وكذا صورتين للأخت المسلمة "كاميليا" ثم بدء في كتابة وثيقة الإشهار, وما أن طلب أبو يحيى من السيدة "كاميليا" رفع النقاب وكشْف وجهها لفضيلة الشيخ الموثق حتى يقوم بالتثبت من بطاقتها وصورتها إلا وقد اضطرب هذا الشيخ حين سمع لفظ "كاميليا" و توقف عن ملئ وثيقة الإشهار، ثم سأل السيدة الفاضلة " كاميليا" هل أنت من المنيا ؟ومدرسة علوم؟ وسنك 25 سنة؟ فلما أجابت بالإيجاب وقالت نعم -ذهب الشيخ وخرج للحظاتٍ عاد بعدها بدقائق وهو على حاله - المخزي- مضطربا بعد ان أغضب ربه، وخان وظيفته،وغدر بدينه ، وأطاع شيطانه- عاد ليتعلل غير صادق- ويقول بأن الشيخ سعيد أخذ الخاتم - خاتم الدولة - معه ، وأنه لن يستطيع أن ينهى الإجراءات اليوم وعليهم العودة غدا . ثم فوجئ "أبو يحي" بعدها باتصال من جهة أمنية بالمنيا سأله فيه الضابط عن وجود "السيدة كاميليا" معه وعن ما تم من إجراءات في الأزهر .ثم طلب هذا الضابط من أبو يحيى عدم التحرك إلا بأوامر مباشرة منه أو بالاستئذان المباشر.- هكذا كما جاء في الشهادة-
ثم قال الشاهد للصحيفة : وفي الساعة الثانية عشر من يوم الخميس اتصل ضابط الأمن ب"أبو يحيى" وطلب منه التوجه فورا إلى الأزهر لإنهاء إجراءات الإسلام .


وعن وجود القساوسة حول الأزهر ذكر "أبو يحيى" أنه لم ينتبه للأمر، لأنه بمجرد اقترابه من الازهر تقدم إليه شخص وسأله: هل أنت من المنيا؟ , كما أن "أبو محمد" افترق عنه ساعتها مع شاب آخر كان معهم .
يقول "أبو يحيى" : وعندما توجهت للأزهر الشريف بصحبة"الأخت كاميليا وأبو محمد" الذي ابتعد عنا حتى فوجئت برجل يقترب منا ويسألني، يا شيخ: أنت من المنيا، ومعك حالة إشهار؟ قال : فأنكرت وقلت لا: أنا من الخليج وقادم لأخذ فتوى مع زوجتي, ثم أدخلت الأخت لمصلي النساء ،وذهبت لغرفة الإشهار، قال: وكان الباب مغلقا على غير العادة، فطرقت الباب، وعندما فتح الموظف ورآني صرخ في وجهي : يوم الأحد، مفيش النهاردة - إسلام يعني- تعالى يوم الأحد، ثم أغلق الباب سريعا , قال الشاهد يا أصحاب الفضيلة : ووجدتُ رجلا يقترب مني ويقول يا شيخ، انت من المنيا ومعاك حالة إشهار والأمن يدور عليك، وعرف- الأمن يعني- أنك موجود بالمسجد، اخرج بسرعة قبل القبض عليك, قال الشاهد: اتجهت بسرعة ل"كاميليا" التي لاحظت أن أشخاصا في المسجد يشيرون إلينا فخرجنا بسرعة من الباب الخلفي، وأمرت أحد العاملين معي بأخذ السيارة والعودة بها للمكتب , قال :وكان هذا هو الخيط الذي تتبعه الأمن للقبض علينا،- الأمن يقبض على الناس بسبب الإسلام من داخل المؤسسة الرسمية المعدة قانونا له-، قال الشاهد يا أصحاب الفضيلة : بعد خروجي مباشرة فوجئت باتصال من ضابط أمن رفيع بمحافظة المنيا يسألني، فقلت له إن الموظف رفض الإشهار، فأمرني بالعودة إلى الأزهر الشريف مرة أخرى. ثم قال:
عدت إلى المكتب ،وبعد انتهاء الأعمال ركبت السيارة مع المحامي وكانت الأخت كاميليا تجلس ورائي وعند محطة دار الأوبرا فوجئت بمجموعة تهجم على السيارة، وقام أحدهم بجذبي وهو يصرخ: أنت الشيخ مفتاح؟ انت وقعت خلاص, قال الشاهد: تصورت أولا أنهم نصارى يحاولون خطفي، فقمت بضربه والاشتباك معه، وكان أقسي ما في الأمر هو تطاولهم على الأخت كاميليا وهو ما زاد من قناعتي أنهم نصارى ،لكني سمعت أصوات جهاز لاسلكي يقول لهم فيه اضربهم حتى يغمي عليهم، - (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)- (البروج:8) قال: فأدركت أنهم جهة أمنية - فتلك هي معالمهم التي عرفوا بها اليوم للعامة والخاصة.


قال الشاهد : كانت كاميليا تصرخ وتبكي وتقول "أنا مسلمة حرام عليكم ,أنا مسلمة حرام عليكم" فقام أفراد الأمن بإرغامها على السكوت- السكوت او الإسكات الذي يعدل في شرع الله الكفر به- ودفعوها إلى سيارة أخرى غير التي وضعوني فيها .
 

كل ذلك أصحاب الفضيلة كان بسبب إسلامها

ثم أردف الشاهد : اصطحبوني- إلى مديرية أمن الجيزة وهناك تم تغيير السيارة التي وضعوني فيها بسبب كثرة الدم النازف من رأسي,وبعدها قاموا بتغمية عيني وأخبروني أني الآن في سيطرة الجهاز الأمني .
يقول "أبو يحيى" : إنه لم ير السيدة المسلمة "كاميليا" بعد ذلك لكنه سمعهم -في مديرية الأمن- يعنفونها بسبب إسلامها - بكلام قاسٍ, وسمعها تصرخ مرارا "أنا مسلمة" ، وناشدتهم بإلحاح شديد أن لا يُسلموها للكنيسة، - ظنا من المسكينة انها تخاطب ذوي قلوب بها بقايا من رحمة أو توقير لله أو خوف منه - كما سمع دعاءها عليهم غضبا من حرمانها من إعلان إسلامها .
كما كشف الشاهد " أبو يحيى" أن السيدة كاميليا" أقامت قبل أربعة أشهر حفلة خاصة لإشهار إسلامها بين زميلاتها في المدرسة حيث قامت فيها بترديد الشهادة أمامهن وكتبت ورقة سجلت فيها إسلامها، وأودعتها عند واحدة منهن، وأن أجهزة الأمن قامت بالبحث عن هذه الورقة حيث ترجح لديه أنها حصلت عليها و أعدمتها - يعني الورقة-


أصحاب الفضيلة : نحن نسأل مع السائلين عن دين هؤلاء المجرمين الذي قاموا على تعذيب النساء الفضليات بسبب إسلامهن والذين أسلموها إلى المجرمين، والذين غدروا بحق الله فيهن وفي دينه ، هل لا يزال هؤلاء بعد تلك الجرائم على رغم صيامهم وصلاتهم مسلمين؟
نسأل والجواب نعلمه كما تعلمون وأنه في كتاب الله تعالى الذي قضى بكفر من آمن ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر وذلك في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) فقال فيهم عقبها جل جلاله (أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) (النساء150: 51 ) الكافرون حقا ، فلا قيمة لصلاة ولا لصيام ولا لحج مما يتقنون المخادعة بها مع استحلال إهانة المسلم وتعذيبه بسبب إسلامه وفق ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" كما جاء في الحديث المتفق عليه ، فمقاتلة المسلم من أجل إسلامه هو كفر بيقين [ إكمال المعلم شرح صحيح مسلم 1/ 322] وحيث جاء الكفر في لسان الشرع فهو جحد المعلوم من دين الإسلام بالضرورة الشرعية[ فتح الباري شرح صحيح البخاري 10/ 572] وفي مجموع الفتاوى :" من آمن ببعض ما جاء به الإسلام وكفر ببعض فهو كافر ليس بمؤمن" [ المجموع 11/ 170].

وإن مما جاء به صلى الله عليه وسلم استنقاذ المظلومين وفك رهان المرتهنين، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم" أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني" يعني المرتهن الأسير. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه" لأن أستنقذ مسلما من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب" المصنف 12/ 418، كنز العمال 4/ 545، الخراج لأبي عبيد 196.
ولهذا أصبح من مواطن الإجماع أنه إذا وقع مسلم أسيرا كان في ذمة المسلمين جميعا ، يلزمهم جميعا العمل على خلاصه ولو بتيسير الفرار له[ الخراج 311، سيرة ابن هشام 1/ 474].


فلماذا تحوَّل عمل الشرطة ومؤسسات الدولة إلى هذا الدرك السحيق حتى دخلوا في قوله تعالى(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)، وعن قريب جد قريب يتبرأ الجميع من الجميع ويقول الأتباع للمتبوعين الآمرين لهم بالمنكر على ما ذكر القرآن الحكيم كما قال تعالى( حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) (الزخرف 37: 38) وسيجدون جميعا الجواب على ما وعد الله تعالى يسمعونه جميعا عن قريب بعبارات مجلجلة بصوت يسمعه من بَعُدَ مثل من قرُب (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) (الزخرف:39).


لهذا فإننا ونحن نسأل بعد أن عانقنا الحية فلدغتنا ،و جردت الكنيسة لنا سيف الغدر وجرَت على سُنَّتها واستجابت بكبيرها لطبيعتها، حتى فاض إناؤها بالذي فيه ،وما فيه إلا النزق، والطيش، والخرق، والغرور، وعشرات أخر من تلك القبائح، وكادت تأتي علينا من القواعد بعد أن بلوناهم منذ أن ولي هذا البطريق أمرهم ،فما رأينا منهم غير الاستهانة بالعهود، والتدبير للحروب، والغدر بالمواثيق، والاعتداء على أطفالنا ونسائنا، سنون عددا مرت على ذلك الحال الكئيب منهم منذ ان ولي ثم عُزِل، ثم أعيد، ثم رجع، والسُنَّة هي السُّنة، والطبع هو الطبع، وكل في الحماقة سواء، ومع ذلك واليناهم وقد نهانا الله عن موالاة الغادرين، وأمِنَّاهم والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.


إننا بعد هذا وقد سألنا أصحاب الفضيلة والشأن فينا لا نريد جوابا - نحن نعلمه- مكتوبا فحسب، وإنما نريد جواب ذلك في الأحاديث والخطب والدروس، على أن تكون قصيرة كرأس الرمح، لا يضيره مع مضائه قِصَرُه، وفي عبارات صغيرة، ولكن كالقنبلة إذا انفجرت دمَّرت، وشرَّقت شظاياها وغربت، حتى تصيب في الأرض كل كاهن، وشماس، وقسيس لعلهم يفيقون من غيهم الذي وضعهم فيه الخؤون الغادر ، فإما ساروا بعد على غير سيرة الخائنين وإما غاروا .

أطلقوا من على المنابر اللعائن على كل من قصد دينكم وعرضكم بسوء، لعائن مجلجلة، صارخة منذرة، مستمرة متجددة، حتى تتجاوب بصداها الأودية والشعاب، وتهتز الأرض من تحت أقدام المتآمرين على بلدنا، المستهترين بحرماتنا، المضيعين لحقوقنا،المتعاونين مع أعدائنا في الداخل والخارج ،الخائنين لأماناتهم الوظيفية فينا،وحتى تنبري الأقلام البواتر في صحف المسلمين تتلوا أخبار كوارثنا، وتلعن مع اللاعنين قساوس مصر الغادرين الخائنين، وحتى تسير بخياناتهم الركبان، وتمتلئ بها الآذان، وتمشي على كل لسان.
لعائن تشعل العمائم السوداء على رؤوس أصحابها نارا، لعائن تنذرون بها أقوامنا يوما أشد، وخَطْبا أعم إذا لم نقطع أسبابها ونوصد أبوابها.
فملعون كل صليبي غدر بعهده معنا، مصريا كان أم غير مصريا.
ملعون كل من نسي أو تناسى أو سكت أو تهاون أو تغابى عن جرائمهم فينا.
ملعون كل مصري أعان على بلده أحداً من الغادرين والخائنين بأي صورة من صور المعاونة ولو بالبيع والشراء.
ملعون كل من أدخل ابنه أو ابنته مدرسة من مدارس هؤلاء المجرمين أو تركهم بعد اليوم فيها فريسة لأحقادهم وغرضا لغدراتهم وخياناتهم .
ملعون كل من أكل خيرنا وأضمر الشر لنا .

وليكن من دعائنا و قنوتنا في صلوات شهرنا هذا ما دعا بمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل تلك المواقف :
" اللهم املأ قلوبهم وقبورهم وبيوتهم عليهم نارا تشغلهم بها عن عبادك المسلمين" وذلك قبل أن يكون الذنب ذنبنا معهم.


صدر عن جبهة علماء الأزهر في 11 من رمضان المعظم 1431هـ 21 من أغسطس 2010م

 

المصدر: موقع جبهة علماء الأزهر
  • 2
  • 0
  • 6,247

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً