قصيدة : اذبحوني لعلّي أستريح !

منذ 2012-04-25

حكموا عليه بالموت ظلما .. فأطلق لسانه قبل أن يموت ..

في ظل الأحداث الدامية التي يذبح فيها المسلمين على أيدي اليهود والنصارى تتوالى القصص والحكايات .. هذا مسلم حُكِمَ عليه بالقتل ظلماً .. وقبل القتل بلحظات صرخ في وجهِ أعدائه بهذه الكلمات لترسمَ لنا صورة العِزِّ والإباء... ولنسمعها أنشودة تنبض بالشموخ والكبرياء:
 

اذبــحــونــي.. لــعــلـنـي أســتــريــحُ
لا أرى فــــي الــبـقـاء شــيـئـاً يُــريــحُ

اذبـحـوني فـمُـنْيَتي الـمـوتُ فــي دارٍ
بـــهـــا جــحــفــلُ الــبُــغَـاةِ يــســيـحُ

لــيـس مــن مــات فــي عــلاه ذبـيـحاً
إنَّ مــــن عـــاشَ بـالـهـوان الـذبـيـحُ!!

يـشتكي فـي الجِرَاب سيفي ويبكي:
مـــا لـيـمـناك لـــم تـعـدْ بــي تـلـوحُ؟!

قـلـت: يــا سـيـف مــا مـلـكتُ يـميني
لا ولا مــــرجـــلاً بــقــلــبـي يـــفـــوحُ

لــيــس يـثـنـي عـزيـمـتي وأنـــا حـــرٌ
جـــيــوشٌ وســــط اللهيــــب تــصـيـحُ

لــــــم أُدِرْ لـــلـــوراء رأســــــاً ومــــــا
بُــحــتُ لــغـيـر الإلــــه فــيـمـا أبــــوحُ

ساقني الغدر.. لا.. بل استقت نفسي
كــبــريـائـي يــقــودنــي والــطــمــوحُ

مــــا شـجـانـي إلا دمـــوعُ صـغـيـري:
يـــا أبـــي! إن رحــلـتَ أيـــن تـــروحُ؟

ومــــــلاكُ الـــفــؤاد أمّـــــي إذا مـــــا
أثـقـلـتـهـا مـــــن الـــفــراق الــجــروحُ

ودَّعَــتْـنـي يــــوم الــرحـيـل وقــالــت
وهـــي مـــن لـفـحـة الــعـذاب تـنـوحُ:

مـــن سـيـرعـى بُـنـيَّ زهــرَ الأمـانـي
فـــــي فـــــؤادٍ تــوسَّــدَتْـه الـــقــروحُ

آه يــــــا أمُّ! ذاك شـــوقـــي وهـــــذا
خـافـقي مــن أســى الـفـراق جـريـحُ

أُبـــصــر الــلــيـل مــثـقـلاً بـهـمـومـي
وأرى الــذكــريــات حـــولـــي تـــلــوحُ

أنــــــا لـــلـــه أســتــقــلُّ الأمـــانـــي
عــيــبُ قــصـدي خـلـوصـه والــوضـوحُ

يـشـتـكـي الــدهـرُ لـثـغـة الــقـوم ذلاً
وإبـــائــي ثـــغــر الـــزمــان الـفـصـيـحُ

مـــا طــمـوحُ الـفـتـى بـمُـجـدٍ إذا لــم
يــــك فـــوقَ الـسـمـاء ذاك الـطُّـمـوحُ

اذبــحـونـي لــعــلَّ قــومــي يـفـيـقون
عــلـى صـيـحـتي، فـيـصـحو الـصـحيحُ

إن يـــــكُ الــبــعـد جـــمــرةً فــحــيـاةٌ
فــــي زمــــان الــهــوان نــــارٌ تــفـوحُ

قـــد قــضـى الله أمــره فــإذا عـشـتُ
فــــأســــرٌ وإن أَمُــــــــتْ فـــضـــريــحُ

وسـيـبـقـى بــعــد الــمـمـات إبــائــي
مـثـلـمـا كــــان فــــي الـحـيـاة يــلـوحُ

المصدر: مجلة البيان - العدد 140
  • 20
  • -2
  • 76,674
  • حمزة الموحد

      منذ
    الله المستعان أمة مستباحة و الجراح تزداد نسأل الله أن يلطف بنا
  • عصام عمر حجازى

      منذ
    قصيده مؤثره جدا ونسأل الله أن يحيى فينا روح الجهاد
  • nada

      منذ
    ليتنى انا ايضا يذبحونى لعلى استريح
  • وائل حميد

      منذ
    [[أعجبني:]] قال ابن العربي المالكي: "إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين: فإنّ الولاية معهم قائمة, والنصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم. إن كان عدواناً يحتمل ذلك, أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم, حتى لا يبقى لأحد درهم, كذلك قال مالك وجميع العلماء, فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو, وبأيديهم خزائن الأموال, وفضول الأحوال, والعدة والعدد, والقوة والجلد" [أحكام القرآن:440/2].
  • سامر جرادات

      منذ
    [[أعجبني:]] لا اعرف ان كنت قد قرات شيئا مؤثر كهذا ولكن ما اعرفه اني بكيت عندما قراتها فكاتبها جزاه الله خيرا يعلم ما يجول في خاطر المسلم الحر بشكل كامل فلا شيء يردعه عن هدفه ولا يريد عيش المذله ولكن ما يؤرقه هو بكاء امه ومع هذا كله من اجل دين الله ومحمد تسكب الدموع
  • عفاف

      منذ
    [[أعجبني:]] الظلم وحده ليس كافيا لتحريك الناس و لكن الشعور به هو المحرك القوي للتغير لا نجد الا أن نهتف أن لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
  • حسن الجناينى

      منذ
    [[أعجبني:]] القصيده جميله جدا تصور حال الشعر فى التقاعس عن الجهاد بسسب جبنه لابنه وامه
  • محمود

      منذ
    [[أعجبني:]] سياق الرواية
  • أيمن أبودعمه

      منذ
    [[أعجبني:]] أنها تعبر عن الموقف الذي هوفيه وبالذات ذكر إبنه وأمه في الشعر بنفس الصورة المتوقعه التى سيكونى عليها وجزاكم الله خيرا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً