هم يدعمون الفاشل.. ونحن ندعم الناجح!
في كتابه "عصر العلم" ذكر خلاصة تجربته العلمية وضمنه رؤيته لعصر العلم.. هل عرفتم هذا المؤلف، وهذه الشخصية؟
في كتابه "عصر العلم" ذكر خلاصة تجربته العلمية وضمنه رؤيته لعصر العلم.. تحدث في الكتاب عن حياته وأنه ولد عام 1946م، ونشأ في بيئة محافظة، وأسرة ملتزمة، وذكر كيف كان دور المسجد في غرس القيم في تلك الأيام.. درس في مصر، ثم رحل إلى أمريكا لطلب العلم.. مُنح جائزة "الملك فيصل العالمية"، ثم جائزة "نوبل".
يرى ضمن رؤيته العلمية أن العلم والتكنولوجيا هما القوة الحقيقية للعالم التي حولته إلى قرية صغيرة.. ومما قال: "إن على الدول الغربية أن تعترف بالتبادل التاريخي، فالمسلمون أعطوا نموذجاً جيداً للأوروبيين الذين كانوا يعيشون عصور الظلام، وساهمت الحضارة الإسلامية في ازدهار أوروبا، والعالم الإسلامي اليوم يحتاج إلى المساعدة من العالم المتقدم".
وهناك إشارات أشار إليها المؤلف..
- الوضع العلمي للعالم العربي غير مقبول.
- التخلف في العالم العربي ليس مرده لضعف الموارد الاقتصادية.
- تحقيق التقدم العلمي لا يحتاج إلى مئات السنين، بل إلى سنوات محدودة، فالتجربة الماليزية تحققت في غضون عشر سنوات.
- يتطلب تحقيق التقدم العلمي للعالم العربي وجود قيادات حكيمة تملك البصيرة، وتعطي الحرية للأفراد.
وذكر أن هناك أسباباً ساهمت في تخلف العرب، ومنها: الاحتلال الغربي الذي صادر ممتلكات الشعوب العربية وثرواتها، ونسبة الأمية، والبطالة بين الشباب التي تشكل نسبة كبيرة.
ويرى أن طريق تحقيق النهضة العلمية يمر عبر إنشاء نظام تعليمي يقوم على التركيز على التفكير الناقد والمنطقي، وإنشاء صناعات جديدة، ومؤسسات تعنى بتطوير وتشجيع البحث العلمي.
هل عرفتم هذا المؤلف، وهذه الشخصية؟ إنه العالم العربي أحمد زويل رحمه الله وغفر له الذي غيبه الموت الأسبوع الماضي، صاحب المقولة الشهيرة التي تنسب إليه: "الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء.. هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن ندعم الناجح حتى يفشل"!
ما أحوج العرب والمسلمين إلى أهل التفوق، والإنجاز العلمي رجالاً كانوا أو نساءً.
وشخصية كــ"زويل" قد لا يشك أحد في جدارته واستحقاقه للمكانة العلمية التي وصل إليها، وعالمنا العربي يحتاج إلى هؤلاء العلماء، وأبحاثهم وخبراتهم من أجل النهوض الحضاري والعلمي.
بقي أن أشير إلى أن "زويل" ارتكب خطايا لا تغتفر حيث اعترف بـ"إسرائيل" عدو العرب والمسلمين، والثانية يقال: إنه قضى فترة يدرس في جامعة تل أبيب، ونال جائزة "إسرائيلية"، والأخطر من ذلك أنه تعاون مع الكيان "الإسرائيلي" على تطوير منظومة الصواريخ "الإسرائيلية"، وهذه المواقف هي التي أثارت الجدل حوله.. ونحن نقدره عالماً جليلاً، وننتقده دون شتم أو تجريح، فكل يؤخذ منه ويرد عليه.
في النهاية أؤكد أن كل إنسان لديه جانب مضيء ومشرق، وجانب مظلم، فلنأخذ من كل إنسان جانبه المشرق، ونستفيد مما قال، والجانب المظلم ندعه للتاريخ الذي سيقول كلمته العادلة، ونكل أمور الغيوب إلى عالمها سبحانه وتعالى.
علي بطيح
- التصنيف: