مبادرة واشنطن هلولوه

منذ 2016-09-15

مبادرة واشنطن هلولوه:

تابعت ما نشر عن ورشة واشنطن، التى اجتمع فيها عدد من الشخصيات، كلهم يحملون أسماء إسلامية، ومع تقديري لحماسهم للخروج من النفق المظلم، إلا أنه لي عدة وقفات:

1- لم يذكر لفظ الإسلام ولو مرة واحدة، حتى ولو من باب الشكل المجتمعي، بينما ذكرت الديمقراطية عدة مرات، وأتعجب هل وصلت قناعتكم إلى هذه الدرجة، أن الإسلام لن يجمع الناس، ولن يحقق نصر، ولن ينقذنا من هذا الهوان، فأخرجتوه من كل حسابتكم السياسية وذلك في:

1- السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده، والله عز وجل يقول:
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26]
ويقول الحق: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]

2- توغل العلمانية بكل قوة في رؤية المجتمعين بكلام واضح في فصل الدين عن الدولة في الحكم، وسياسة أمور الدولة، في البند 5 المنشور جاء فيه: "الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها، ولا مؤسسات دينية تابعة لها، بحيث لا يتدخل الدين في الدولة ولا تتدخل الدولة في الدين."
والله عزوجل يقول لرسوله وهو الحاكم للدولة الاسلامية: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49]

3- المجتمعون كلهم ساسة، فغلبت رؤياهم السياسية على كل رؤى الحل، حتى ضاعت الحقوق تمامًا في ظل هوى السياسة، وهو مالم يفعله علمانيو الغرب، ويختتمون توصياتهم باﻻتي: "عودة الجيش إلى ثكناته والقيام بدوره الحقيقي" وهو نوع من الترف السياسي في ظل محنة سوداء عصفت بمصر، بمعنى أن العصابة التي تحكم الجيش سوف تقابل تلك الكلمات بسخرية ﻻذعة، وكذلك الأمريكان، فالصراع على الحكم تحكمه القوة، ولايوجد فى العالم خاصة مع المسلمين تلك الكلمات من الكوميديا السوداء.

ويؤسفني أن التوصيات لم يذكر فيها الانقلاب العسكري ودمويته، ولاثورة 3 يوليو، التى أعقبت اﻻنقلاب، وهو تحصيل حاصل في ظل سقوط واضح في بئر البرجماتية، والميكافلية الواضحة، التى تسعى لسراب في صحراء نيفادا الأمريكية.

وأختم وقفاتي أن ديمقراطية تدوال السلطة السلمية، والمساواة والحرية، هو أقوى أنواع المخدرات التى تعاطاها المسلمون، فمن شرطها أن تتنصر وتتهود وتحتفظ بإسمك حسن كوهين، أو مصطفى تواضرس.

مع تقديري لأشخاص واجتهاد المجتمعين ونقدي لأخطائهم،
لكن المحصلة هلولوه.

 

 

  • 0
  • 0
  • 1,568

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً