مع القرآن - رسالةٌ إلى المنافقين والأعداء

رسالةٌ واضحةٌ من القرآن إلى المنافقين والأعداء :
فرحكم بهزيمة المسلمين أو قتلكم لأبناء الأمة إنما هو فرح زائفٌ، فالمسلم الحق بين اثنتين إما نصرٌ وفوزٌ في الدنيا وإما شهادة وهي فوزٌ حقيقي في الآخرة، وهذا ما تعتبرونه أنتم هزيمة، ولو أبصرتم الحقيقة وتبصرتم المآلات لعلمتم أنكم أنتم المهزومون في الحالتين: فإما أن تهزموا في الدنيا وتخسروا معها الآخرة و إما أن تنتصروا في الدنيا وتخسروا الآخرة أيضاً إلا أن يتوب الله عليكم وتفيقوا من ضلالكم.
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّـهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
قال السعدي في تفسيره :
أي: قل للمنافقين الذين يتربصون بكم الدوائر: أي شيءٍ تربصون بنا؟ فإنكم لا تربصون بنا إلا أمراً فيه غاية نفعنا، وهو إحدى الحسنيين، إما الظفر بالأعداء والنصر عليهم ونيل الثواب الأخروي والدنيوي. وإما الشهادة التي هي من أعلى درجات الخلق، وأرفع المنازل عند اللّه.
وأما تربصنا بكم -يا معشر المنافقين- فنحن نتربص بكم، أن يصيبكم اللّه بعذاب من عنده، لا سبب لنا فيه، أو بأيدينا، بأن يسلطنا عليكم فنقتلكم. {فَتَرَبَّصُوا} بنا الخير {إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} بكم الشر.
 

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام