مع القرآن - "الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ"

منذ 2016-10-01

دائماً تجد المنافق يتجه تلقائياً إلى أمثاله حتى ولو من غير سابق معرفة، فكما أن المؤمن يعرف المنافق من لحن قوله و لمحات تصرفاته فينفر عنه، كذا ترى المنافق يعرف أخيه ولو من لمحة واحدة وينعطف عليه ويتجه إلى ركنه. يجمعهم عدم الانصياع لأوامر الشريعة وتثاقلهم في تلبيتها وثقل الشريعة على قلوبهم كأنها صخرة، وبالتالي تثمر قلوبهم الخبيثة أمر بمنكر ونهي عن معروف ونسيان للرب وأوامره وبغض لأحبابه، حسبهم جهنم مأوى لهم ولأمثالهم

دائماً تجد المنافق يتجه تلقائياً إلى أمثاله حتى ولو من غير سابق معرفة، فكما أن المؤمن يعرف المنافق من لحن قوله و لمحات تصرفاته فينفر عنه، كذا ترى المنافق يعرف أخاه ولو من لمحة واحدة وينعطف عليه ويتجه إلى ركنه. يجمعهم عدم الانصياع لأوامر الشريعة وتثاقلهم في تلبيتها وثقل الشريعة على قلوبهم كأنها صخرة، وبالتالي تثمر قلوبهم الخبيثة أمراً بمنكر ونهياً عن معروف ونسيان للرب وأوامره وبغض لأحبابه، حسبهم جهنم مأوى لهم ولأمثالهم، قال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *وَعَدَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [التوبة 67 - 68]

. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} لأنهم اشتركوا في النفاق، فاشتركوا في تولي بعضهم بعضاً، وفي هذا قطع للمؤمنين من ولايتهم. ثم ذكر وصف المنافقين العام، الذي لا يخرج منه صغيرٌ منهم ولا كبير، فقال: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ} وهو الكفر والفسوق والعصيان. {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} وهو الإيمان، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة، والآداب الحسنة. {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} عن الصدقة وطرق الإحسان، فوصفهم البخل. {نَسُوا اللَّـهَ} فلا يذكرونه إلا قليلا {فَنَسِيَهُمْ} من رحمته، فلا يوفقهم لخير، ولا يدخلهم الجنة، بل يتركهم في الدرك الأسفل من النار، خالدين فيها مخلدين، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} حصر الفسق فيهم، لأن فسقهم أعظم من فسق غيرهم، بدليل أن عذابهم أشد من عذاب غيرهم، وأن المؤمنين قد ابتلوا بهم، إذ كانوا بين أظهرهم، والاحتراز منهم شديد. {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} جمع المنافقين والكفار في النار، واللعنة والخلود في ذلك، لاجتماعهم في الدنيا على الكفر، والمعاداة للّه ورسوله، والكفر بآياته.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 3,310
المقال السابق
ولاء ملوك الدنيا لبعضهم
المقال التالي
خطابٌ للمنافقين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً