مآلات التركيع باسم الدين
إن مآلات تزوير الدين أفحش مما يتصور هؤلاء المزورون، فليحملوا أوزار تبغيض الناس والشباب والأجيال في دين الله وفقْد ثقتهم به بدلًا أن يكون الإسلام هو طوق النجاة لهم.
النظر إلى المآلات أمرٌ مرغوبٌ شرعًا، بل واجبُ الاعتبار.
ولهذا فيجب أن يخشى دعاة السمع والطاعة المطلقة لولي الأمر بإطلاق، دون التمييز بين درجات الانحراف وأنواع الجرائم وتنوع الأحكام الواردة بالأحاديث، من سمعٍ وطاعةٍ إلى صبرٍ إلى اعتزالٍ إلى إنكارٍ إلى تغييرٍ إلى مجاهدةٍ إلى ما هو أبعد..
إذا لم يميزوا بين هذا وذاك، وركعت بهم ومن أجلهم الشعوب لجلاديها وناهبيها وخائنيها، فليعلموا أنه سوف تفيق الشعوب يومًا على أموالها المسروقة وتبعيتها المُذِلة والمشرِدة لهم، سوف تفيق لتجد نفسها مسروقةً منهوبةً متخلفةً ساقطةً في التبعية مهدَدةً في دينها وأعراضها..
يجب أن يخشى هؤلاء المُذلين للأمة والمركّعين لها أنه عندما يفيق الناس فسوف يكرهون الإسلام الذي أذلهم للفساد وولاء الكافرين وفرّغ بلادهم وورطهم في التبعية، يجب أن يخشوا ألا يستطيع الناس التمييز بين دين الله تعالى الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبين النسخ المزورة والدعوات الشائهة والمواقف المخزية التي وقفها هؤلاء وورطوا الأمة فيها، ولم ينكروا على حكامها فعْلًا فعلوه ولا قولًا ولا موقفًا حرامًا ولا ولاءً للكافرين ولا معاداةً للإسلام ولا تغييرًا للهوية ولا الإبقاء على التخلف العملي والتقني، لم ينكروا شيئًا وكأنهم مقدسون وكأن ما يفعلونه نزل به كتاب من السماء حتى عطلوا العقول، فالخشية أن تفيق العقول فترفض دين الله نفسه، ولا تميز بينه وبين انحرافات العلماء والدعاة وتزويرهم، فإن كانوا يخشون مآلات الخروج فلينكروا، وإن خشوا مآلات الإنكار فليخشوا مآلات التركيع للباطل.
وليخشوا بعد ما يرى الناس حقهم في النقد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الليبرالية والديمقراطية!!، أن ينفر الناس من الدين بسببهم وأن يخرجوا منه أفواجًا إلى حيث يرون بإمكانهم تحقيق الكرامة والعدل، إن مآلات تزوير الدين أفحش مما يتصور هؤلاء المزورون، فليحملوا أوزار تبغيض الناس والشباب والأجيال في دين الله وفقْد ثقتهم به بدل أن يكون الإسلام هو طوق النجاة لهم..
أما دين الله فهو ما مارسه أصحاب محمد صلى الله عليه سولم في حياته وبعد موته، إنها الخلافة الراشدة والحياة الراشدة وقمة العدل والتكريم الإنساني لا ما يدعيه هؤلاء.
- التصنيف: