المصطلحات سهلة
اعلم أن المشكلة ليست في مصطلحاتهم التي يقبلون أو يرفضون، بل فقط أوجِد لك مكانًا تحت الشمس، والمصطلحات (سهلة)!!
لا حرج عند الأمريكيين والأوروبيين أن تتكلم عمائم الشيعة السوداء في السياسة وأن يقودوا طوائف وميليشيات ومقاتلين، ولا حرج عند الغرب والأمريكيين أن يقاتلوا بجانب ميلشيات طائفية تعلن رايتها وعقيدتها في القتال، هنا الثيوقراطية جائزة، حيث تقديس العمائم واعتقاد عصمتهم وكلامهم عن الرب تعالى وعن الأئمة المعصومين!
لا حرج عند الأمريكييين والأوروبيين بالقبول بالثيوقراطية إذا خرجت من الكنائس بحيث يتكلم القساوسة في السياسة، ويخرج الناس من الكنائس أفواجًا متشبعين بأحقادٍ ومواقف سياسية تابعة لآباء الكنيسة، هنا الثيوقراطية جائزة حيث لا يكذّب الناس قساوستهم ويعتبرون كلامهم كلام الرب! رغم أنهم يكذبون ويسرقون ويحقدون، ويدعمون الاستبداد، ويمزقون بلادًا وأممًا!
لكن لا يقبل الغرب إقامة شريعة الله التي تشمل قوانين واضحةٍ حكمت الدنيا ألفًا ومائتي عام، بل وتعلّم منها الغرب، واجتهاداتها منضطبة، بل وقوانين اجتهاداتها من أرقى القواعد وأعظمها انضباطًا، واعتقاد أهلها أبعد ما يكون عن الثيوقراطية الغربية أو الرافضية أو الشرقية الحديثة!
بل وتكتب جامعات أمريكية لوحات امتنانٍ وإشادة بقيمة التشريع الإسلامي وتشيد بقيمة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كأعظم مشرع دستوري، ويقر الغربيون عمومًا بعظم ما ساهم به القانون الإسلامي والفقه الإسلامي بثرائه في القانون الدولي، وما من قانون في الدنيا وخاصة في الغرب إلا وأخذ من الإسلام قسطًا.
فالإسلام وشريعته هو منهجٌ ونظامٌ وقانونٌ، وليس من الثيوقراطية في شيء لكنه يُتهم بهذا ثم يُرفض ويحارَب، بينما تُقبل الثيوقراطية نفسها بانحرافها إذا كانت تهدم من هذه الأمة ومن هذا الدين.
فالدولة المدنية الإسلامية القائمة بشريعة رب العالمين مرفوضةٌ، التي تتجاوب مع الفطرة وتحترم الأخلاق وترقى بالناس وتمنع المظالم والربا والسرقات والنهب، وتشيع العدل بين الجميع، مسلمين وغير مسلمين، وتنمّي الحياة وتحفظ الإنجازات البشرية وتمنع السقوط والتردي، هذه الصورة تتكاتف الدنيا على عدم قيامها وعلى تشويه أهلها.
والناس بين جهلِ أو تشويهِ أو خبثِ أصحاب المصالح المتصادمة مع العدل ومع القيم الربانية، اعلم أن المشكلة ليست في مصطلحاتهم التي يقبلون أو يرفضون، بل فقط أوجِد لك مكانًا تحت الشمس، والمصطلحات (سهلة)!!
- التصنيف: