إلى العُلا يا شيبة الإسلام

منذ 2004-03-26

نحـو العُـلا يــا شيـبـة الإســلام ِ

 

وإلــى جــوار النـاصـر الـعـلاّم ِ

ياسيـن إن قتلـوك فـي غــدرٍ فـكـم

 

قتلـوا نبيّـا فــي نـهـارٍ دامــي !!

قـدرٌ عليـك بــأن تعـيـش مجـاهـدا

 

وتـمـوت فيـنـا ميـتـة الـضـرغـامِ

دمــك المعـطّـر للبـريّـة مـنـهـج

 

للنصـر شـبَّ علـيـه كــلُّ غــلام ِ

ياسيـنُ يــا لحـنـاً تـضـوّع

 

بالـفـدايــا قـصّـةً لـلـعـزم ِ والإقـــدام ِ

عـارٌ علينـا أن يجـول بـهـا الـعـدا

 

أو يهـنـأ البـاغـي بطـيـب مـقــامِ

يــا مَعْلَـمـا.. يــا رايــةً خفّـاقـة ًتعـدُ

 

الأعــادي بالمصـيـر الـدامـي

زادوا شـقــا، والله زادك رفــعــةً

 

ولبـسـتَ للجـنّـات خـيـر وســـامِ

روحي الفدا فاسمع نشيـدك مـن دمـي

 

وانظـر دموعـك مـن صميـم عظامـي

أحـرى بمثـلـك أن يـمـوت مكـرّمـا

 

لا أن تمـوت علـى الحريـر الشـامـي

البائـعـون عـلـى اللـعـاع تهافـتـوا

 

باعـوا تـراب الـقـدس بـيـع لـئـام

والمدعـوّن عـلـى الحـطـام تكالـبـوا

 

واقـتـدت أنــت كتـائـب القـسّـام ِ

والسائـرون علـى الطريـق تساقـطـوا

 

فصبـرتَ صبـر المـؤمـن المتسـامـي

فــي هـمّـة ٍ علـويّـةٍ لــم يَثنـهـا

 

ضـعـفُ الأشــلِّ ولا لـظــى الآلامِ

فلئـن نحلـتَ فكـم جـسـومٍ أُتخـمـت

 

وعقولُهـا عــارٌ عـلـى الأجـسـامِ!!

ولئـن شُللـتَ فقـد شَلَـلْـتَ زعيـمـةً

 

عملاقـهـا قــزمٌ مـــن الأقـــزامِ

ياسيـن يـا زلـزالُ فتـكٍ فـي الـعـدا

 

هُـدمـت علـيـه منـابـرُ الـحـاخـامِ

ياسيـنُ يـا شـيـخ البسـالـة والـعـلا

 

يــا قــدوةً لجـحـافـل الإســـلامِ

فـي صوتـك المبحـوح صـدقُ عزيمةٍ

 

أقـــوى مـــن الآلات والألـغــامِ

و لشـجـو نصـحـك هِــزّةٌ قدسـيّـة ٌ

 

تحيـي الضمائـر مـن دجـى الأوهـامِ

ولـنـور وجـهـك مـشـرقٌ متهـلّـل ُ

 

كالصـبـح يـطـوي لـجّـة الإظــلامِ

عـبّـأت للجـنـات ألـــف كتـيـبـة ٍ

 

وصفعـت وجـه البـغـي والإجــرامِ

ولـسـانُ حـالـك: عيـشـةٌ أبـديّــة

 

فــي جـنّــة الأرواح والأجـســامِ

يـا كـم هتفـت.. وفـي هتافـك عـزّة ٌ

 

كالشـهـبِ كالبـركـانِ كـالأَجْــرامِ:

"يـا ويـل أعـداء الكـرامـة والتـقـى

 

فالنصـرُ حـولـي والجـنـانُ أمـامـي

الحـقُّ يذهـبُ فـي عوالمـنـا ســدى

 

مـا لـم يُحـط بصرامـة الصمـصـام ِ

لا ترقبـوا فـي مجلـس الخـون الهـدى

 

فالكـيـدُ فــي سلطـانـه المتعـامـي

والله مــا حـفـظ الـعـدو حقـوقـنـا

 

إلا كـحـفـظ الـذئــب لـلأغـنــامِ

أحيـوا الجهـاد فــلا حـيـاة لأمــةٍ

 

عاشـت عـلـى التزيـيـف والأوهــامِ

شـدّوا الـوثـاق فــلا بـقـاء لأمــة ٍ

 

لبـسـت ثـيـاب الــذلّ والإرغـــامِ

لغةُ الرصاص هي الخلاص إنْ انكرت

 

نــورَ الحقـائـقِ أعـيـنُ الأقـــوامِ

والأرض تُحـمـى بالـسـلاح وبالـدمـا

 

لا تحـتـمـى بالـكُـتْـبِ والأقـــلامِ

هــي كــرّةٌ أو فــرّةٌ.. وشـهــادة ٌلا

 

سـهـرةٌ أو رحـلـةُ استـجـمـامِ!!

هـي ركـعـة أو سـجـدةٌ.. أودعــوة ٌ

 

لا رقصـةٌ أو فـي كــؤوس مُــدام!!"

ياسيـن أنـت لـنـا مــدارسُ رفـعـة ٍ

 

للـديـن.. لـلأخــلاق.. لـلأعــلامِ

ياسيـنُ مثـل الغـيـث ينـبـتُ بهـجـةً

 

ياسيـنُ مثـل الـروح فــي الأجـسـامِ

لـم تخـش مـن أعـدادهـم وعتـادهـم

 

فـي ليـل رعــبٍ أو نـهـار زحــامِ

يـا كــم تطلـبـت الشـهـادة حقـبـة ً

 

فاهـنـأ بـهـا وبنُزْلـهـا المتـسـامـي

ولكـم فضحـت علـى المنابـر كيدهـم

 

وأمـطـت بـالآيـات كـــل لـثــامِ

وصرخـت صرخـة مـؤمـن متفـائـل ٍ

 

بـفـؤاد مـذكـارٍ وقـلـب عصـامـي:

"الله مكتـفـلٌ برمـيـةِ مــن رمـــى

 

لكـن سـؤالُ الدهـر: أيـن الرامـي؟!"

وصرخـت: "ياقـوم الـسـلامُ خديـعـة ٌ

 

يـا قـومِ لـيـس سلامـهـم بـسـلامِ "

هدمـوا البيـوت علـى رؤوس طفـولـة ٍ

 

وتعـبـثـوا بالـشـيـب والأيــتــامِ

بقروا بطـون المؤمنـات.. فـلا صـدى

 

وتفنـنـوا فــي الفـتـك والإيـــلامِ

يا أمتي ما الصمت فـي زمـن الـردى؟

 

والصمـتُ يقـتـلُ هيـبـة الضـرغـامِ

مـاذا أُسـطّـر والـجـراحُ رواعــف ٌ

 

والـحـادثـاتُ عـلامــةُ استـفـهـامِ

والراجمـات تـشـق صــدر بحـارنـا

 

أبراجـهـا فــي البـحـر كـالأعـلامِ

وغــدا الفـضـاءُ قذائـفـا وقـنـابـل

 

أوصواعـقـا تـهـوي بغـيـر غـمـامِ

ودماؤنـا بـيـن الشـعـوب رخيـصـة ٌ

 

وجسـور أقصـانـا ركــام ركــامِ!!

وتظـاهـرُ الأعــداء شـاهـدُ محـنـة ٍ

 

تـزجـي بــه الأيـــام لـلأيــامِ..

ووقفـتَ تستجـدي الـرجـال بحـسـرة ٍ

 

وتتـوق فـي ولـهٍ إلــى الأرقــام!!

مليـار.. لـو نفخـوا عـلـى أعدائـنـا

 

لــرأى الـزمـانُ تهـافـت الأصـنـامِ

مليـار.. لـو بصقـوا عـلـى أعدائـنـا

 

لعـلا المسـيـل ُ ذوائــب الأوجــامِ

مليـار.. لـو صدقـوا الإلــه بـدعـوة ٍ

 

لأجابـهـم ذو الـجــود والإكـــرامِ

أيـن الرشيـدُ وأيـن رايــات الـهـدى

 

أم نحـن فـي ضغـثٍ مـن الأحـلامِ؟!

أيـن النفـوس النافـرات إلـى الـعـلا

 

مـاذا الخنـوعُ إلـى دنــا الأوهــام؟!

يـا أمـة الإسـلام قـومـي وارفـعـي

 

شـكـر الــورى وتحـيّـة الأيـــامِ

لمجاهـدٍ ورد الحمـام عـلـى الـطـوى

 

والعيـن لــم تحـفـل بطـعـم مـنـامِ

قـد كــان آخــر عـهـده تسبيـحـةً

 

ودعـــاء أوّاهٍ وطــــول قــيــامِ

يـا ليـت قلـبـي دون قلـبـك جُـنّـة ً

 

وعلـى ثـغـور المسلمـيـن رمـامـي

أرخصـت روحـك للجـنـان تشـوّقـا

 

وشحـذت سهمـك بالـدعـاء الظـامـي

وبلغـت قصـدك.. والشـهـادةُ مـولـد ٌ

 

هـــذا أوانُ تـنـعّــمٍ وســــلامِ

سيـظـلُّ ذكــرُك للجـهـاد مـنــارة ً

 

وعــرى تجمّعـنـا وعـهـدا سـامـي

ستظـلُ حيّـا فــي ضمـائـر أمـتـي

 

وشـعـار إقـــدامٍ لـكــلّ هُـمــامِ

ستـظـل لـلأحـرار شيـخـا ملهـمـا

 

ليُـقـام َ شــرع الله ِ خـيـر قـيــامِ

تمضـي النفـوسُ وإن تطـاول عيشـهـا

 

لـكـن ستبـقـى عــزّةُ الإســلام ِ!!

هــذي مشـاعـرُ مهـجـةٍ محـروقـة ٍ

 

وإليـك أشـواقـي وطـيـبَ سـلامـي


  • 2
  • 0
  • 16,719

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً