عقائد وأحقاد (4)
السُنة بين طوائف المسلمين، كالمسلمين بين أهل الملل
المشهد: مجموعةٌ من الشيعة يقتلون رجلًا سنيًا، ثم يفتحون صدره ويستخرجون قلبه ورئته ويأكلون منها (لم أضع الرابط لبشاعته).
هل يشك عاقلٌ للحظة أنه يمكن أن يكون هذا دينًا؟
السُنة بين طوائف المسلمين، كالمسلمين بين أهل الملل؛ وسط وعدول وخير الناس للناس، قلوبهم لا تعرف الأحقاد وإبطان الغل للخلق وإدمان النفاق والخيانة.
إن الحِمل الذي يحمله الرافضي يأكل قلبه، ولو أراد دليلًا على بطلان ما عليه؛ فلينظر إلى قلبه المُنْتن.
فرّق الشيعة بين أصحاب رسول الله وبين آل بيته، وجعلوا الأصحاب عدوا للآل، بينما هما شيءٌ واحدٌ متحابان، أنزل الأصحابُ الآلَ منازلهم، ورفضوا أي انحراف أو تجاوزٍ في حقهم وأبغضوا من تعدى حقوقهم وأنكروا عليه، كما رفضوا الغلو بإطلاق، وعرف الآلُ للصحب فضلهم ونصرتهم للدين ومنزلتهم التي أنزلها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم فرّق الرافضة بين الآل والأزواج، والآية التي نزلت في أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن من آل بيته أخرجوهن منها ومن آل بيته وجعلوا الأزواج أعداء للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته! ووالوا بعضهن وعادوا بعضهن..
ثم فرّقوا بين آل البيت، فوالوا الطالبيين وعادوا العباسيين، والعباسيون من أهل البيت بإجماع، وباعترافهم، ولكنهم عادوهم وعادوا خلافتهم حتى تكون في نسل معين، هو نسل العلويين، بينما الإسلام ليس مُلكًا بل هو خلافةٌ على منهاج النبوة، لكنهم خلطوا بين العِرق والدين وجعلوا الأمر مُلْكًا، مع ميلٍ للعنصر الفارسي وبغض العرب واحتقارهم، بينما العرب هم من نصر الإسلام ونشره.
ثم فرّق الشيعة بين الطالبيين أنفسهم فوالوا بعضهم دون بعض، ثم فرقوا بين أبناء الحسن وأبناء الحسين فمالوا نحو أبناء الحسين دون الحسن ثم فرّقو بين أبناء الحسين رضي الله عنه، فوالوا من اختاروهم أئمة دون من لم يعتبروهم أئمة، ثم اختلفت طوائفهم في تحديد نسل وخط الأئمة بعد محمد الباقر رحمه الله، ومن لم يوالوه أبغضوه.
ثم نصبوا ثارات، ولا يوجد دين عنوانه الثأر من شخصٍ في صورة ملايين الخلق، هذه الملايين تنكر الجرائم التي يبكي لها هؤلاء.
والعجيب أن هؤلاء الممتلئين أحقادًا هم من أسلموا الحسين للقتل، وأغروه بالنصرة ثم تركوه للمجرمين يقتلونه، ثم لطموا قرونًا وجعلوا اللطم دينًا!
بل وهم من قتل من هو خير منه، وهو أبوه رضي الله عنه، وهموا بقتل أخيه الحسن وأصابوه إصابةً بالغة، ثم ضموا إلى كل هذا دموية الحشاشين، وباطنيتهم وعقائد الغنوصية والفلسفة الوثنية، ثم عبدوا القبور والأضرحة والمقامات واستغاثوا بها.
بل جعلوا للأئمة علم الغيب واللوح المحفوظ، وعلى هذا فالأئمة أحد أمرين إما أنهم صاروا آلهةً تعلم الغيب بأنفسهم، وإما صاروا أنبياء يوحَى إليهم، ثم إنهم وعدوا الناس بموعودات مكذوبة، فلما جاء حينها ولم تتحقق وظهر كذبهم، اخترعوا عقيدة البداءة، وهو أن الله تعالى بدا له أمرٌ آخر غير ما وعد به!! حاش لله.
ثم عاشوا يربّون الحقد ويرعون الضغينة، إذ ينتظرون مهديّهم حتى يقيم الصحابة من قبورهم ليجلدوهم وينفثوا أحقادهم! ثم يقولون أن هذا (دين)!!
ثم انتظروا كل عدو للإسلام وأهله ليوالوه ضد أهل هذا الدين، أحقادهم تأكل قلوبهم، ودينهم خرافات، فما لأهل السُنة بهذا الحقد؟
أما أهل السنة فيوالون ويحبون الصحب والآل وأمهات المؤمنين، وينزلون الجميع منازلهم التي أنزلهم الله إياها، وينكرون كل جفاءٍ أو غلوٍ، أو ظلمٍ أو انتقاص للحقوق، يرفضون غلو الرافضة وجفاء الناصبة، فالحمد لله على نعمته، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا مع الصحب والآل يوم القيامة في خير المنازل وأأمنها