مع القرآن - مرور

منذ 2016-12-02

اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك وأعنا على ذكرك شكرك و حسن عبادتك

تأمل تعبير القرآن بلفظ (مر) في قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يونس جزء من الآية: 12] .
سبحان الله هذه طبيعة الإنسان:إذا اشتد البلاء دعا وقنت وتضرع فإذا زال البلاء وتنعم بالستر واليسر بعد العسر بدأ في النسيان، وبدأت الأحداث تمر به وهو يمر معها كالمتسلل نسي شكر الله أو تناساه أو لا يريد من يذكره بفضل الله عليه ضناً منه بالشكر أو تكاسلاً.

اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك وأعنا على ذكرك  شكرك و حسن عبادتك .
{وَإِذَا مَسَّ الإنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس: 12] .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا إخبار عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه إذا مسه ضر، من مرض أو مصيبة اجتهد في الدعاء، وسأل الله في جميع أحواله، قائما وقاعدا ومضطجعا، وألح في الدعاء ليكشف الله عنه ضره.
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} أي: استمر في غفلته معرضا عن ربه، كأنه ما جاءه ضره، فكشفه الله عنه، فأي ظلم أعظم من هذا الظلم؟!! يطلب من الله قضاء غرضه، فإذا أناله إياه لم ينظر إلى حق ربه، وكأنه ليس عليه لله حق. وهذا تزيين من الشيطان، زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر.
{كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ} أي: المتجاوزين للحد {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,650
المقال السابق
يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ
المقال التالي
"وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ"

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً